تجار الموت: صواريخ الأطفال وشماريخ الأفراح.. قنابل في أيدي الصغار والمجرمون يربحون
منذ 3 أسابيع
كتب مصطفى عبد الرحمن
لم يعد الأمر مجرد “لعبة”، بل كارثة يومية تهدد حياة أطفالنا ومجتمعنا. الصواريخ، السلك، وشماريخ الأفراح والمناسبات تحولت من أدوات للفرح إلى قنابل موقوتة. أطفال يفقدون أعينهم، أطراف ممزقة، وجوه محترقة، وبيوت تحترق بينما تجار الموت يواصلون بيع هذه القنابل دون رادع.
الضحايا ليسوا فقط الأطفال، بل المجتمع كله. الحرائق تندلع في الشوارع والمنازل، وآخرها محل الأقمشة والمراتب بسبب شرارات الصواريخ. الإزعاج لا يتوقف ليلًا ولا نهارًا، يحول الأحياء إلى ساحات معارك. كبار السن يرتجفون، السيدات يفزعن، والأطفال يعيشون في رعب دائم.
في أول يومين فقط من رمضان
نشبت معركة بين عائلتين، فى برديس، بسبب الصواريخ، كادت تنتهي بقتلى لولا تدخل الأهالي والشرطة. وفي كرداسة، فقد شاب بصره بعينه اليمنى إثر صاروخ أطلقه أطفال أثناء اللهو.
التجار الذين يبيعون هذه الأدوات القاتلة للأطفال، لا بارك الله لهم في أموالهم ولا ذريتهم. دعوات الأمهات المكلومات ستلاحقهم، ومن يزرع الخراب لا يجني إلا اللعنة.
الدولة مطالبة بتجريم بيع هذه الأسلحة المموهة وتشديد الرقابة على الأسواق. الأهالي وكبار العائلات مطالبون بالتوعية، والآباء والأمهات بمراقبة أبنائهم.
حفاظًا على سلامة المجتمع وحرمة الشهر الفضيل، يجب علينا جميعًا التصدي لهذه الظاهرة قبل أن تحصد المزيد من الضحايا.
وأخيراً.. الأسماء الغريبة والصادمة على علب الصواريخ والألعاب النارية، مثل “الشيطان” أو التي تحمل صورًا مرعبة، ليست عشوائية، بل هي جزء من استراتيجيات تسويقية تهدف إلى جذب الانتباه وزيادة المبيعات، خاصة بين الأطفال والمراهقين. إليك بعض الأسباب وراء هذه التسميات:
الإثارة والجاذبية: الأسماء القوية مثل “الشيطان”، “القنبلة”، أو “الإعصار” تُستخدم لجذب الأطفال والمراهقين الذين يميلون إلى الأشياء المثيرة والمرعبة، مما يدفعهم لشرائها بدافع الفضول أو التحدي.
التأثير النفسي: هذه الأسماء توحي بالقوة، الفوضى، والخطر، مما يجعلها أكثر جاذبية للفئات العمرية الصغيرة التي ترى في التحدي والمغامرة عنصرًا مسليًا.
التمويه والتسويق غير الأخلاقي: بعض التجار يستخدمون هذه التسميات لإضافة طابع مميز للمنتج، وكأن هذه الألعاب النارية تمتلك قدرات خاصة أو تأثيرات أقوى من غيرها.
عدم الرقابة على تسمية وتغليف هذه المنتجات يسمح بانتشار أسماء ورسومات غير لائقة، دون مراعاة تأثيرها السلبي على الأطفال والمجتمع.
استغلال الرموز الشريرة: بعض المصانع، خاصة في دول تصدّر هذه المنتجات بكميات كبيرة، لا تهتم بالقيم الثقافية أو الدينية للبلدان المستوردة، فتضع أسماءً وصورًا غير مناسبة لجذب الانتباه فقط.
هذه الظاهرة ليست مجرد تسويق خاطئ، بل تُسهم في نشر ثقافة العنف والتمرد بين الأطفال، وتجعل استخدام الصواريخ والألعاب النارية يبدو وكأنه شيء مثير ومقبول اجتماعيًا، رغم خطورته الشديدة. لذلك، من الضروري فرض رقابة صارمة على هذه المنتجات ومنع بيعها، حفاظًا على سلامة المجتمع.