الإنتماء المصرى يرصد معاناة الآف الشباب وينقل استغاثاتهم للمسئولين .. حقائق مرعبة عن أخطر كارثة يتعرض لها سكان المرحلة الثالثة من اسكان الشباب بأكتوبر .. مشروع مبارك القومي لإسكان الشباب حلما تحول لكابوس ومآسي تحولت لكوارث

الوحدات السكنية يسكنها البوم والغربان.. والمرحلة بأكملها تحولت لأوكار تأوى الخارجين علي القانون وعتاة الإجرام .. خلايا الإرهاب النائمة تنمو وتزحف نحو التخريب وكأنها سرطان يختبئ في الظلام

كتب طلعت عبد الرحمن

كان حلما ورديا يراوض الشباب في كل أنحاء مصر.. عندما تم الإعلان عن مشروع إسكان مبارك في 2008 وكانت الأفراح عارمة وعمت بيوت المصريين حينما تقدم الشباب بأوراقهم ليحجزوا في هذا المشروع العملاق .. للأسف الشديد تحول الحلم لكابوس .. والأعمال العريقة لكارثة.

نتحدث اليوم عن مآسي الشباب مع المرحلة الثالثة لهذا المشروع منذ البداية وحتى النهاية الحزينة.. تقدم الشباب بأوراقهم في2008 واستلموا الوحدات السكنية في2016 وليتهم ما استلموا .. نهاية الفاجعة تكمن في موقع هذا المرحلة حيث الجوار مع الموتي..

الحياة مع الأموات في قلب المقابر.. مدينة السادس من أكتوبر موقع المرحلة الثالثة من مشروع مبارك القومى لإسكان الشباب. تسلم هؤلاء الشباب هذه الوحدات السكنية خالية تمام من المرافق لا ماء، لا كهرباء، لا صرف ، لا صيانة، لا اشراف.. كل الكوارث الممكنة والمستحيلة شاهدها هؤلاء الشباب بأعينهم كل ذلك وتحملوا وصبروا حتى تحولت حياتهم إلي جحيم..

فالوحدات السكنية ما هي إلا كهوف يسكنها البوم والغربان.. عشعش فيها الفقر والتخلف ، عشعش فيها الفساد والمخالفات، تحول هذا المشروع اليى واحد من أكبر وأخطر الأوكار التي تهدد حياة المواطنين، سكنها وترعرع فيها تجار المخدرات والخارجين عن القانون، وباتت تربة خصبة وبيئة ملائمة لنمو خلايا الٱرهاب والإرهابيين، مرتع لكل من يحاول ارتكاب المخالفات ومسرح عظيم لإرتكاب الجرائم وتطير الكوارث الإنسانية المرعبة هذا ليس مبالغة ولكنه قليل من كثير، رصدت بوابة الإنتماء المصري تلك المعاناه وسجلت تفاصيلها المثيرة من خلال جولات ميدانية ولقاءات حصرية مع هؤلاء الشباب الذين صرخوا واستغاثوا بالمسئولين لحمايتهم وتوفير الحياة الأمنية لهم بعد أن نبح صوتهم وخارت قواهم بحثا عن حلول داخل أروقة مسئولين الحكومة..

مأساة تحوى العديد من الكوارث وتنطوى علي أحزان وجروح لن تندمل . سجلنا صرخات هؤلاء الشباب وتضامنا معهم في استغاثاتهم الموجهه للمسئولين عسي أن يجدوا حلولا سريعة وإيجابية لوقف هذه المأساة التى طال انتظار حلولها ونتابع تفاصيل هذه المأساة في التقرير التالي..

.

، أشبه بالعمارات الخالية والخاوية على عروشها، فإن كان المشروع جديدًا في نشأته إلا وأنه يبدو وأنه قد عفا عنه الزمن نتيجة الإهمال ونقص الخدمات والمرافق حتى هجره سكانه.

فى البدايه يقول عصام العطار أحد الحاجزين ان المشروع الذي بدأ الحجز لوحداته في عام 2008، وكان مقررًا إنشاء 5892 وحدة سكنية في 215 عمارة على مساحة 97 فدانًا، والذي كان مقرًا وقتها تسليم وحداته في عام 2011، حتى قامت ثورة يناير وغيرت مواعيد التسليم ومراحل التنفيذ كما غيرت الحياة السياسية في مصر بأكملها.

و تأخر تنفيذ المشروع وتأخر موعد تسليم الوحدات، حتى فُوجئ حاجزو الوحدات السكنية، في عام 2014 بإنذار بضرورة تسديد مبلغ 5500 جنيه فرق أسعار نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء بعد ثورة 25 يناير، والتي تم تقسيطها بمعدل 800 جنيه كل 3 أشهر، وبعدها بعام تم مطالبة حاجزي الوحدات بضرورة سداد ألفي جنيه إضافية وإلا سيتم إلغاء الحجز، وهو ما دفع الحاجزين إلى سدادها حرصًا على تحقيق حلم الشقة في المشروع الجديد.

ويضيف محمد مفتاح في نهاية عام 2015 وبعد انتهاء تشطيب الوحدات السكنية بالمشروع نظم الحاجزون العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بالاستلام، حتى تم الإعلان عن تسكين الدفعة الأولى في شهر فبراير 2016، على أن تتسلم الدفعة الأخيرة وحداتها السكنية بداية عام 2017، حتى تم التسليم بدون خدمات.

ويستكمل محمد حسن ان المشروع تحول إلى مدينة للأشباح، فالعشوائية ونقص الخدمات وتكسير واجهات العمارات وسقوط أعمدة الكهرباء في وسط الشوارع أحد السمات الرئيسية التي جمعت غالبية عمارات المشروع وشوارعه، حتى «كابينه» الكهرباء سرقت أسلاكها وأصبحت بلا غطاء تهدد حياة المارة إن وجدوا.

و في الآخر تم تسليم الوحدات بدون أي خدمات أو مرافق.

وأضاف العطار قائلا: «المشروع مفيهوش أعمدة إنارة نهائي.. والكهرباء ضعيفة جدا واللي اتسببت في أعطال للعديد من الأجهزة الكهربائية، والمياه شبه معدومه مبتجيش غير كل فين وفين».

وسوء الأوضاع وتدهور الخدمات داخل مشروع إسكان أبناء الجيزة دفع العديد من أصحاب الوحدات السكنية إلى بيعها بثمن بخس، وفقًا لما وصفه محمد مصباح قائلًا: ثلثي سكان المشروع باعوا شققهم علشان مفيش خدمات والدنيا خرابة، لحد ما معظم الشقق اتقفلت والمنطقة مبقتش أمان علشان الناس مشيت،

وعلى صعيد متصل اضاف وليد العبد أنه تم تسليم الشقق نصف تشطيب وبدون مرافق ولا خدمات ولا كهرباء ولا مياه ولا أمن وتتعرض الشقق السرقات والإهمال.

وأوضح ، أن أغلب أصحاب الشقق تقدموا بشكوى لمحافظة الجيزة ومديرية الإسكان، ولم يجدوا غير التجاهل تام من المسئولين عن المشروع.

وأضاف وليد العبد أنهم إلى الآن  لم يستطيعوا السكن والعيش في الشقق لأن البلطجية يحيطون بالمشروع من سكان مساكن الأمل وعثمان والدويقة والعرب ويسرقون الشقق ولم يواجههم أحد حتى يتم ردعهم عن السرقة ولم نجد من يحمينا منهم.

وأنهى رسالته ” كيف نعيش ونسكن في مشروع سكني بدون كهرباء ومياه والصرف والمواصلات والخدمات والأمن”.

 

وأوضح ان الحجز بدأ عام 2008، على أن يتم التسليم فى 2016، موضحاً ان التشطيبات التى كان متفق عليها هى “تشطيب كامل” وتم تسليم الوحدات نصف تشطيب، بالإضافة الى تسديد مبالغ إضافية لمقدم الحجز بحجة فروق الأسعار

يذكر أن مشروع إسكان شباب محافظة الجيزة،على طريق الواحات البحرية، والذي كان يسمى بمشروع إسكان مبارك، قبل أن يتم تغيير تسميته بعد ثورة 25 يناير لمشروع إسكان أبناء الجيزة المرحلة الثالثة، مقام جنوب طريق الواحات، على مساحة 97 فدانا، بنحو 215 عمارة، تتضمن 5892 وحدة سكنية، بتكلفة تصل ل293 مليون جنيه


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى