رؤيه تحليلية بقلم الدكتور سعيد دراز

خطاب دونالد ترامب في الامم المتحدة يعكس بوضوح شخصية نرجسية حادة تضع نفسها ومصالحها فوق كل اعتبار، فقد ركز ترامب على ما يراه انجازات داخلية وصورها كأنها معيار عالمي وتحدث عن الدول الاخرى بلغة اقرب الى التهديد والتقليل من شأنها متجاهلا تقاليد الدبلوماسية التي تقوم على الاحترام المتبادل. ظهر خطابه انعزاليا يميل الى الانسحاب من الاتفاقيات والمعاهدات اذا لم تحقق مكاسب مباشرة لبلاده كما تعامل مع العلاقات الدولية بمنطق الصفقات التجارية لا بمنطق الشراكة بين الشعوب

هذا الخطاب يكشف عن عقلية سياسية ترى العالم كأداة في خدمة قوة واحدة وهو ما يثير قلقا واسعا من تقويض التعاون الدولي الذي تمثله الامم المتحدة
واستخدم هذا الترامب -الذي مابقي عليه إلا إدعاء الألوهية -أسلوب هجومي وانتقاد لاذع خال من الادب تجاه اوروبا وعدد من الحلفاء الذين يفترض ان تجمعهم مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة ولم يتردد في استخدام لغة استعلائية تهدف الى اظهارهم كضعفاء وعالة على امريكا كما ادعى في تضليل واضح انه رسول للانسانية والسلام في حين ان سياساته وقراراته كانت أبعد ما تكون عن هذه القيم وذهب بعيدا في تجاهل كل المنظومة الدولية بما فيها الامم المتحدة وكأنها لا تعني شيئا امام شخصه وبلاده ووصف عصره كذبا بالذهبي متناسيا ان خطابه وسياساته عمقت الانقسام وقوضت اسس التعاون الدولي.. إنه يكذب ويصدق نفسه.

فعلا معتوه ولكنه قد انتفخ غرورا حتي قارب علي الانفجار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى