بعد وفاته..كل ما تريد معرفته عن المهندس المصري الذي خطط عمرانياً لمدن مكة جدة المدينة ينبع دبى العين وأبو ظبى والطريق الدائري
كتب – مصطفى عتمان
توفى المهندس المصري “عبد الرحمن مخلوف” عن عمر يناهز 98 عاماً، 14 ديسمبر الجارى 2021 الإمارات العربية المتحدة،
وهو أحد رواد التخطيط العمراني في العالم، والذي وضع بصمته في تخطيط العديد من المدن منها جدة والرياض والمدينة المنورة وأبوظبي والعين.
عبد الرحمن حسنين مخلوف، مهندس معماري مصري، وأستاذ جامعي، من مواليد (1924 – 14 بني عدي، أسيوط ووالده هو حسنين محمد مخلوف مفتي الديار المصرية سابقاً.
الحياة العملية:
درس فى جامعة القاهرة وتخصص هندسة معمارية وحصل على شهادة بكالوريوس 1950″ درس فى جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ 1957 يتحدث اللغة العربية، والإنجليزية والألمانية.
حياة العالم المصرى :
منذ طفولته، كان يحب أن يرسم أشكالاً هندسية وتصاميم عمرانية لمختلف المباني، وكان مولعاً بتفاصيل العمارة، ونما حبه هذا مع نموه وكبره على الرغم من أنه وُلِد ونشأ في أسرة اشتهر رجالها بكونهم علماء أزهريون، وكان أكثرهم أعضاء في هيئة علماء الأزهر، وشغل بعضهم منصب مفتي الديار المصرية.
سلك عبد الرحمن مخلوف طريق التعليم الحديث بدلاً من التعليم الديني، وذلك بدعم من إخوته الكبار وإصرارهم. وكان ذاك حيث درس في المدارس النظامية إلى أن أنهى المرحلة الثانوية ثم التحق بجامعة القاهرة ودرس في كلية الهندسة قسم العمارة وتخرج منها عام 1950. وعُين معيداً بها في عام 1951، ثم مدرسًا بعد حصوله على شهادة الدكتوراه من جامعة ميونيخ عام 1957 .
كان صورتا المدينة المنورة ومكة المكرمة من أوائل الصور التي رآها لمدن عربية وإسلامية شهيرة، وهما المدينتان المقدستان. وتعلق بهما كثيراً. انتدب بعدها للعمل في هيئة الأمم المتحدة كخبير لتخطيط المدن، وطلبت المملكة العربية السعودية في عام 1959 من الأمم المتحدة تزويدها بخبير لتخطيط المدن على أن يكون مسلماً، وذلك لتخطيط بعض مدنها فتم تكليفه بهذه المهمة، وبقي في المملكة إلى العام 1963 قام خلالها بإنشاء جهاز تخطيط المدن وأنجز مشروعات التخطيط العمراني لكل من مدينة جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة وينبع وجيزا.
بعد أن انتهت مهمته في المملكة العربية السعودية، عاد إلى القاهرة عام 1964 ورجع إلى عمله أستاذاً في الجامعة، وفي تلك السنة قام بعمل بحث علمي عن أوضاع ومستقبل مدينة القاهرة والجيزة كإقليم عمراني متكامل ووضع مخططاً مستقبلياً لهما. اقترح فيه المدن الصحراوية الواقعة على طريق السويس والفيوم واقترح إنشاء الطريق الدائري حول القاهرة الكبرى، وفي العام 1965 عين أستاذاً لتخطيط المدن. وخلال هذه الفترة حقق تطويراً في منهج تدريس مادة تخطيط المدن بأقسام العمارة في جامعة القاهرة وجامعة أسيوط وجامعة الأزهر، وانتدب عام 1966 للعمل مديراً عاماً لإدارة التخطيط العمراني للقاهرة الكبرى، وأنشأ الهيكل التنظيمي للجهاز التخطيطي والتنفيذي وأشرف على إعداد التخطيط التمهيدي للقاهرة الكبرى في عام 1966 وقام بإعداد التخطيط العمراني لكل من منطقة شبرا الخيمة الصناعية في عام 1966 والمنطقة الحرة في بور سعيد في عام 1967 وأسهم في بعض مراحل إعداد تخطيط مدن جديدة في مصر مثل مدينة العبور ومدينة العريش الجديدة وغيرها من مدن جديدة.
في العام 1968، طلب حاكم أبوظبي آنذاك الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من الأمم المتحدة إرسال خبير لتخطيط المدن إلى أبوظبي للمساعدة في إعداد المخطط العام لمدينة أبوظبي، فتم ترشيحه لهذه المهمة، فعين مديراً لتخطيط المدن في أبوظبي حيث تولى مهام تخطيط المدن فيها وإنشاء دائرة تخطيط المدن في كل من مدينتي أبوظبي والعين، وكان ذلك لمدة سبع سنين ونصف السنة، وفي مايو/أيار 1976 أسس المكتب العربي للتخطيط والعمارة وفيه قام بالعديد من المشروعات العمرانية والتخطيطية في الإمارات، وانتدب أستاذاً محاضراً لمادة التخطيط العمراني في كلية الهندسة بجامعة الإمارات من العامين الدراسيين 83-1984 و84-1985.