القلوب العاملة والقلوب المدمرة
المقالات التنويرية التي يقوم الكتاب بكتابتها وتنشرها الصحف والمجلات والكتب الورقية والالكترونية فهي تغيظ أصحاب العقول والقلوب الحجرية عندما يجدونها علي منابرها وكل ذلك لأنها تحمل الخير والكلمة الحرة والتجديد في الفكر في كل مجالات الحياة سواء كانت مقالات ثقافية أو دينية أو اجتماعية أو اقتصادية أو فنية أو رياضية أو صناعية أو زراعية وغيرهما.
وللعلم أن الذين يكتبون هذه المقالات التنويرية في مختلف المجالات في الحياة هم كتاب أو مفكرين أو باحثين قد أعطاهم الله تعالي موهبة وخبرة واجتهاد في العلم وفي الكتابة بأسلوب طيب وسهل وهم يقومون بتوصيله لمن أراد المعرفة والثقافة والخير ليزداد علما وخيرا وإصلاحا وتنويرا لنفسه ويفيد غيره بما قرأه او تعلمه من علم نافع وهذا يساعد علي تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه الناس في هذه الأيام من سفك الدماء والإرهاب والسرقة والانحلال وضياع الأمانة واكل حقوق الناس واحتلال أراضي الغير وغير ذلك من أعمال وأفعال شريرة تغضب الله تعالي وتغضب عباد الله المخلصين في الأرض.
ولذلك فإن العقول والقلوب الغليظة والقاسية في كل مكان علي الكرة الأرضية لا تحب ان تغيير أبدا وتتجه إلي طريق الخير والإصلاح والتعمير لأنها تربت وترعرعت علي العنصرية والحقد والكراهية والخداع والمكر والطمع والأنانية وعدم العمل بذمة وأمانة والإيمان بالخرافات والدجل والشعوذة وعدم التعاون علي فعل الخير والألفة والود والرحمة
مع خلق الله تعالي.
فهؤلاء البشر أصحاب العقول والقلوب القاسية والحجرية لن يتغيروا مهما كتب لهم من علم وثقافة تنويرية وقاموا بقراءتها من صحف أو مجلات أو كتب طبعت ونشرت في الداخل أو الخارج فهؤلاء الناس ليس عندهم استعداد لقبول ما فيها من خير وتجديد للفكر لهم ولغيرهم لماذا ؟
لان هؤلاء لا يريدون أن يعيشوا في النور ويعشقون طريق الظلام والخراب والتدمير وهؤلاء هم أعداء للأوطان في كل مكان و هؤلاء البشر أصحاب القلوب المقفولة بأقفال من حديد يحاربون كل مجدد في الثقافة وفي التراث بما يتفق مع القيم الحميدة التي جاءت
بها الشرائع السماوية وعلي لسان الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام فمن يطالب من المصلحين والمجددين بتنقية كتب التراث الديني والثقافي والتاريخي والاجتماعي وغيرهما من قصص واهية وخرافية وعنصرية والتي دست فيها والتي تسيء للآيات السماوية وخلق الأنبياء والمرسلين ويطالبون بحذف هذه الإساءات الظالمة الموجودة في هذه الكتب ويطالبون بنشر قيم العدالة الاجتماعية والتسامح والتعاون علي الخير لكل الناس في الأرض ولكن أصحاب العقول الخربة والفاسدة والحجرية يقومون بسب الكتاب المصلحين والمجددين بأبشع الألفاظ التي نهي عنها الله تعالي في القرآن الكريم والشرائع السماوية الاخري ويقومون بالتشهير بهم في كل وسيلة إعلامية سواء كانت مرئية أو مكتوبة أو التربص بهم واغتيالهم حين يتمكنون منهم كل هذا لأنهم دعوا الناس للإصلاح والتجديد والخير بما يحبه الله تعالي في كتابتهم المتنوعة ولذلك فان هذه العقول المظلمة
والكئيبة والمقفولة بأقفال من حديد هم سبب أساسي في تخلف المجتمعات الإنسانية وهم سبب تخلفنا في كل المجالات الإنسانية في الحياة فهؤلاء يكرهون العيش في النور كما قلنا
عالية ولا يحبون أن يغيروا من أنفسهم إلي الأحسن أو يفكروا أن يتخلصوا ما بهم من فساد ويمشوا في الطريق السليم وهو طريق الخير والعمل الصالح والذي فيه رضا الله تعالي عليهم في الدنيا والآخرة.
وبعض هؤلاء البشر سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو غيرهما يصلي ويصوم ويواظب علي الفرائض ولا يعملون بجوهرها التي جاءت من أجلها ولا ينهون أنفسهم عن ارتكاب المعاصي ولا يكفون عن محاربة وإيذاء أهل الإصلاح والتجديد والخير للناس في كل مكان والبعض الآخر من الناس لا يصلون ولا يصومون ولكن يمارسون الشر ويخونون الأمانة ويضرون جيرانهم ويفسدون في الأرض ويرتكبون جميع المحرمات ما ظهر منها وما بطن ويتظاهرون أمام الناس بأنهم هم أهل الحق والخير والإصلاح.
فإننا نقول لهؤلاء البشر أصحاب العقول الحجرية أو الحديدية والمفسدة في الأرض والتي تحارب في الحياة والتي تقرا كثيرا ولا تعي ما تعرفه من هذه الكتابات الإصلاحية الخاصة بأهل التنوير والتجديد في كل المجالات وتقوم بتكفيرهم أنكم جنود إبليس في الأرض وانتم أعداء الإنسانية للإنسانية جمعاء وانتم لا تملكون لا جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب فكل ذلك من حقوق الله تعالي في الآخرة وليس من حقكم انتم أن تحكموا علي الناس أن هؤلاء من أهل النار أو من أهل الجنة فالله تعالي لم يعطيكم الأمر بمسك مفاتيحها وفتحها أو غلقها فانتم بشر مثلنا ولكن يوجد فرق فنحن نعمل لوجه الله تعالي في سبيل الخير والإصلاح للناس ولا نرهب احد ولا نمسك سلاح ضد احد في الدنيا ولكن ننشر الكلمة الطيبة في الدنيا والتي فيها مرضاة الله تعالي لنا في الآخرة أم أنتم فتعملون للشر والإفساد
في الأرض وتتبعون طريق الشر وتحاربون أهل الإصلاح والتنوير فلا خير فيكم لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنكم سبب تعاسة الناس في كل مكان وانتم سبب هذا الواقع المؤلم التي تعاني منه البشرية جمعاء الآن وتريدون العيش عالة علي العالم وتفسدون في الأرض فعليكم بالتفكير ساعة والرجوع إلي الله لتنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان وتندمون عند الاحتضار وعند سكرات الموت وفي هذه اللحظة لا ينفع الندم ولذلك يقول الله تعالي
في كتابه الكريم في ذلك ::-
[ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ۚإِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ. فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ] [ سورة المؤمنون الآيات من 99إلي 104 ]
والخلاصة أن أهل التنوير والتجديد هم يحبون الخير للناس ولصالح البشرية وهم دعاة إصلاح وليس دعاة هدم كما يتصور غلاظ القلوب والعقول فالكلمة الطيبة هي التي تبني وتعمر في
الأرض إلي يوم القيامة
—-
بقلم/ عبد العزيز فرج عزو
كاتب وباحث مصري