قصيدة رثاء شقيقى محمد حلمى… بعد رحيله عن الحياة منذ عدة أيام
– أهدى لسيادتكم إبنتكم الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى – الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف… أول قصيدة لى بعد فجيعة وفاة شقيقى الحبيب/ محمد منذ عدة أيام مضت رحمه الله، بعد أقل من عام واحد من وفاة شقيقى الثانى أحمد ووالدتى فى نفس العام وقبلهم وفاة والدى رحمهم الله جميعاً وأحسن مثواهم
لذا تضاعف حزنى عليهم جميعاً بعد فقدانى ثلاثة من أسرتى فى نفس العام شقيقين لى وأم، وقبلهما غياب الأب بوفاته رحمهم الله جميعاً وأحسن مثواهم… والقصيدة التى أهديها لروح شقيقى الراحل/ محمد حلمى… بعنوان:
(ومن يقوى على النِسيانِ يا ولدِى ونفسُ الدمع قد سُكِبَ على أحمد قبلُكَ بِعام، وقبرُ الأُم يرتجِفُ لِموتِ الإبن بعد الإبن لِقضاءِ الله فِى غِياب)
الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أيا أخاً مِن صُلبِى قد رحلَ بِلا إشارة قد تُرجِف أو بِوداع، فمِن بعدُك يا مُحمد، أدُوسُ بِكِلتا قدمىّ لِغيابُك على الأشواك… وفِى وداعُك ترانا كُنا نقترِبُ مِن الهذيان، وثورة تفورُ فِى نفسِى فِى الأركان، ولم أهدأ على قبرُك يا صغِيرِى ولو بِكلام، ناديتُ عليكَ وراء الباب فبُحّ الصوت يا سندِى لِفُقدانُك مع الأحباب
ومن يقوى على النِسيانِ يا ولدِى ونفسُ الدمع قد سُكِبَ على أحمد قبلُكَ بِعام، وقبرُ الأُم يرتجِفُ لِموتِ الإبن بعد الإبن لِقضاءِ الله فِى غِياب… ترانا كُنا أوشكنا يا مُحمد على دهسِ متاعِبُنا بعد فُراقِ أحِبتُنا وأبُونا مع الأُمِ والأخِ مِن الأدناس، ترانا كُنا قد بُحنا بِأوجاعنا مِن الحِرمان، ولما رحلتُ قد تُهتُ مِن الإرعاب
فمن يفتح علىّ الباب يا إبنِى ومن يضحك ومن يدفع شرُ الدُنيا مِن حولِى والناسُ والأطماع، ونغصة قلبِى تُربِكُنِى فِى كُلِ مكان، وصوتُ الحق قد كُتِمَ ولو بِدِفاع… فهل تذكُر ضِحكتُنا على السُلم وصوتُ كلامُنا يفضِحُنا مِن وراءِ الباب؟ ألم تعهد بِأن نتآخى يد بِيد كالأصحاب؟ لِما غبِتُ يا إبنِى مكتُوماً بِالسِرِ مع السِرداب
وكم أُدمى قلبِى نزِيفاً لِمصرعُكَ بِلا جواب، ومُفتاحُ قبرُكَ كُنتَ أنهشه بحثاً عنه مع الأغراب، وأُغشى علىّ يا ولدِى فِى كفنُك بِلا جِلباب… وأرفُف كُلُ أحذيتُك تقف بحثاً عن يدُك فِى تِرحاب، وفرشة نُومُك قد برُدت يا مُحمد بِلا ثياب، ودفايتُك بِتُ ألمِسُها وأشيائُك لِأُخبِرُها أين مكانُك قد ذهبَ فِى إستِغراب؟
فهل تذكُر أيامنا وضِحكتُنا خلفَ الشِباك؟ وحُبُك كان يغمُرُنا على العتبات، وطرفُ يداىّ ممدُوداً على قبرُك اليومَ أشكُوه لِساعات، وأسأله أين مُحمد سيعُودُ إلينا بعد غِياب؟… ورُوحك حولِى يا ولدِى تُدفِئُنِى بِفرطِ حنِين مع الأشواق، وأرفع وجهِى على الحائِط لِأُطالِع صُورتُك مرسُومة على الطُرُقاتِ يا مُحمد بِإعجاب
وقالُوا لِى أن أنسى يا بُنىّ وكيف أنساك وفِى العينِ بقايا الدمع قد سقط بِلا إستِئذان، فمن يطرُق علىّ الباب ومن يضحك بِعلو الصُوتِ والنغمات؟… أبُوحُ بإسمُك ثرثرةً مع الناسِ بِلا إدراك، وأقُولُ مُحمد أخٌ لِى مِن رحمِى بِلا إستِحياء، ويشهد ربِى محبتُكَ بين عِبادُه، وجيراننا تسأل عنكَ بِلا إيجاب