“أمجاد رمسيس الثاني والجيش المصري القديم تتجلى من جديد بمحافظة البحيرة”

كتبت/ أماني القزاز

البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار تكتشف سيف برونزى يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والعديد من القطع الأثرية وأدوات الحرب والصيد والزينة بالإضافة إلى أدوات التخزين والطهي التي ترجع لعهد الدولة الحديثة، وذلك بمنطقة آثار تل الأبقعين بمركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة.

يعد هذا الاكتشاف دليلاً على أن الجيش المصري القديم كان قوة عسكرية منظمة، ويثبت براعة ومهارة المهندس المصري القديم، حيث تم اكتشاف وحدات معمارية استخدمت كمخازن لإمداد الجنود بالطعام، فيوجد بداخلها صوامع فردية كبيرة الحجم بها بقايا أواني وأفران فخارية وبقايا عظام أسماك وحيوانات، وأيضاً مجموعة من اللقى الأثرية التي توضح العقيدة والفكر العسكرى لديهم كالأسلحة وتمائم الحماية، وأدوات النظافة الشخصية كمراود التكحيل، وجعارين العقيق الأحمر والقيشاني، وتم العثور على دفنة لبقرة وكتلتين من الحجر الجيري، أحدهما عليها كتابة هيروغليفية لألقاب الملك رمسيس الثاني وأحد موظفيه ويدعى “باي”، وجعران من القيشاني مزين بنقش “آمون – سيد السماء” وجعران آخر يحمل على قاعدته المعبود “بتاح” من الشست، ونصف خاتم من البرونز عليه نقش المعبود “آمون حور آختي” وعقدين من القيشاني والعقيق لزهرة الرومان.

ويذكر أن تل الأبقعين يعتبر من أهم وأكبر التلال الأثرية بالبحيرة، فقد اكتشفه الباحث دارسي عام 1903م حيث يقع على مساحة 35,5 فدان ويرتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 3 أمتار، ويضم بقايا جدران وأبراج ضخمة كحصن أو قلعة كان يستخدم للدفاع عن حدود مصر من الغارات القادمة من الغرب في عصر الرعامسة، ويوجد حمام عند السور الشمالي للحصن مزود بمجرى مائى، وأيضاً 3 آبار لتخزين المياة مبنية من الحجر الجيري الأبيض وعليها نقوش فرعونية لألقاب الملك رمسيس الثاني، وهذا الحصن لم يكن مجرد موقعاً عسكرياً فقط، بل كان مركزاً تجارياً ودينا هاما، فتم العثور على بضائع مستوردة من مناطق من خارج مصر. 

والجدير بالذكر أن محافظة البحيرة  تقع في غرب الدلتا لا تضم تل الأبقعين كموقع أثري فقط، بل تضم في طياتها 152 موقعاً وتلا أثريا يقع ضمن الإقليم الثالث من أقاليم مصر السفلى، المعروف بإسم “إمنت” وكانت عاصمته تسمى “برنبت إيماو” أى: “مقر سيد النخيل”.