حمدى قاعود يكتب .. على نياتكم ترزقون ؟!

 

ضحكات مزيفة، عبرات مختنقة، وجوهٌ مكفهرة، أعينٌ تسترق النظرات هنا وهناك، توتر ملحوظ، مشاعر مختلطة بين الحزن والحقد وأخرى غير مفهومة.

الجميع يبدو عليه عدم الراحة، اضطرار إلى المكوث سويًا، الوجوه يبدو عليها ما بداخل أصحابها، بعضهم لا يعرف ما بداخل البعض والبعض الآخر يعي تمامًا ما بداخل الآخرين، صمت خارجي ونزاع داخلي.
تتقابل الوجوه بأحضان بائسة وابتسامات مزيفة وكذب جليّ في معاملات على مرأى ومسمع الجميع، القلوب لم تعد طاهرة والوجوه أصبح الحقد بها علامة ظاهرة والعيون تملؤها نظرات غيرة فاضحة.والسؤال هنا: لماذا أصبح الجميع هكذا؟

والسؤال الذي يليه: علام التنافس ولمَ التنافر؟ أعرف جيدًا ما يدور داخل كل الحاضرين وليس حكمًا مسبقاً بقدر معرفتي الوثيقة بهم جميعًا، فالوجوه تفضح أصحابها وتغذيها البصيرة التي منحها الله لي.
لا أواجه أحدًا بما أرى منه، ولو كان ظاهرًا عليه ما بداخله، ليس خوفًا من ردة فعلٍ وإنما تجاهل لما يحدث حتى لا أعطي للموضوع حجمًا لا يستحقه ولا أشغل نفسي بما يدور في نفوسهم، فالجميع على نياتهم يرزقون.

أصبحت أدرك أن العتاب يفتح مجالًا واسعًا للقيل والقال والحيرة والسؤال، وسيضيع وقتي وأنا أحلل وأشاهد وأفند وأراقب وأحاسب، وأنا لا أملك الوقت الكثير لهذه المأساة.

العمر أيام معدودة، والطريق وجهته مرصودة، فمن ذو عقل يضيع وقته في مهارات لا تجدي نفعًا ولا تملأ النفس إلا حقدًا.
هذا الذي يملك وقتًا ليحكم على الناس دون أن يؤذن له بمعرفة حقيقتهم ودون البحث الحقيقي عن غايتهم، ويشحن نفسه بضغينة مصطنعة وحروب مستترة وعداء واضح.

فينكت في القلب سوادًا لا ينجلي إلا بتوبة، ما الذي يستحق المعاداة لحبيب أو غريب؟ فمن شغل نفسه بمن حوله وبما في دواخلهم لن يمضيَ قدمًا في حياته، ستكون العراقيل هي محور حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى