(إرتواء وإخماد) للشاعرة الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أبصرتُ ذاكَ الصُبحِ حمامةً تجُوبُ الأُفقَ بينَ العِباد… تراها تُرسلُ سلامُها وتشتاق لحُمى الفؤاد فِى إِشتِداد
راقت لها الإستماع لمحبوبٍ جاءها صُدفةً دُون مِيعاد… تُعانِقُ شيئاً دفيناً لا يُحسْ، يتراوحُ ما بينَ وجدٍ أو سُهاد
ورغباتٌ تهتزُ بِها، وهو يُبادِلُها الهوى فِى إزدِياد… وكِلاهُما يأوى أسِيراً فِى إِرتِواء، والنارُ تشتعِلُ إتِقَاد
له فى قلبُها عِشقٌ له، وفى الحشا نارٌ فِى إحتياجٍ لإخماد… تتحرقُ العينُ لُقياه، دُونَ قيدٍ وأصفاد
تغفُو على صوتِه، تُغازِله بِكُلِ ضعفٍ وإرتِداد… وتعُودُ بعد حِينٍ وكأنها تلُوذُ لِفرطِ شوقِها، محمُولةً لِلأمجاد
وحبيبُها دوماً يُغازلها الهوى فِى تلذُد وإنقِياد… وكأنه يُشاطِرُها الغرام مُتلذِذاً، حتى يسقُطا لِتوِهُما مِنْ الإجهَاد
يبُوحُ لها حبيبُها كمْ يشعُرُ فِى بُعدِها بِلذةٍ فِى إشتِداد… وغرامُه يتقِدُ شوقاً طُولَ وقتهِ، رُغمّ الإنتِقاد
كما كانَ يظُنُهَا غنِيمتُه عِندَ اللِقاءِ على إنفِراد… ونظراتُ بشرٍ ترمُقُه، ترقُبُ مُتفرِسة فِى إنشِغالٍ بِالوِجُود
ورُغمّ الضجيج، كان يبغَى يحتويها لِضعفِها فِى إبتِعاد… يتخيلُ أنه يُبادِلُها الغرام فِى عِتمةِ الليلِ والسواد
وكأن ضوءُ المساء يُنيرُ دربُهم شُعلةً فِى إِقتِياد… وحمامةٌ تُحلق فِى الأُفقِ، وتجوبُ تُبشِرُ أخبارُهم فِى إنفِراد
وتحكى حكاية محبوبة تُهاجر مع الأهلِ فِى هلاك، وحبيبٌ يجلِسُ فِى إفتِقاد… وينتظِر مُترنِحاً، وكأنه ثمِلاً مُتباطِئاً فِى إضِطهاد
يحنُ لها وقد شغلته أخبارُها حُزناً ووهناً فِى إضِطراد… وينجرِف وكُله صبرٌ وإِشتِياق، يكادُ يعتصِرُ الزِنَاد
إصرارِه حِكاية تُروَى فِى قِصصِ عِشقٍ فِى تفرُد بِالوِعُود… لا تُخمدُ على الدوامِ بل تستزِيد فِى صِعُود
وهو يئِنُ مِنْ الضنينِ وكُله ثبات على أملِ أن تلتقِى تِلكَ الجِياد… ويستوطِنُ دائه مُتجذِراً فِى تعمُق، دُونَ ذنبٍ أو جِهاد
تحُومُ حولُه أسرارُه، وتبرُق دُونَ إفشاءٍ أو رِعُود… ومازال لِحينهِ يطُوفُ مُتغلغِلاً على الِحُدود
وهاجِساً يأبَى يرحلُ مع بردِ الشِتاءِ والجليد… قد كانَ فِى أمسى حاجتِه لِإحتِوائِه فِى خِمُود
ونيرانُ حُبِاً تتقِد لا تنطفِئ فِى إمتِداد… ويستلِذُ مِنْ الألم مُتأرجِحاً فِى كُلِ لحظة بينَ عُمقٍ وإرتِداد
وتجاربٌ لا تنتهِى قد علمتنا أن الهوى يمضِى مع دروبِ شوقِه فِى إِحتِشاد… ويبقى الجسدُ مُتعايشاً رُغمّ أنهكه المرضُ والإجهاد
وهو يسيرُ بينَ الناسِ مُستفسِراً عنِ حبيبِه علِه يجِده لِلأبد… والخيلُ يحمله هُنالِك، علّه يرتاح يوماً بعدَ التجمُدِ والكمد