الصدق في زمن الخيانة

بقلم علاء حمدي قاعود
كم هو مؤسف أن أقول إن انسان العصر الحالي وبسبب ماقد أصابه من الأنانية والجشع والطّمع قد أصبح يتصّف بعدد من الصّفات الغير لائقة الأمر الذي أثّر على استقراره وجعله يعاني من كل مايعانيه في حياته من فوضى واضطراب وفقد توازن وافتقاد اتزان وعدم شعور بالأمان وحرمه من نعمة الشعور بالإطمئنان والإستقرار فأصبحت حياته غير هانئة وغير سعيدة بالرغم من كل مافيها من وسائل الترفيه والراحة .
مما أدى الى تغيير أحواله واتصافه بكثير من الصّــفات السيئة مثل
1ـ الكذب ـ 2ـ الخيانة ـ 3ـ الغدر ـ 4ـ النفاق ـ 5ـ الخداع. والتي ثبت للأسف الشديد أنها قد أعجبت الكثيرين من الناس في زماننا هذا فأصبحوا يتصفون بها ولايخجلون من اتصافهم بها وأصبحنا نراها منتشرة بينهم كانتشار النار في الهشيم ظنّا منهم أنها هي الأسلحة المناسبة التي يستخدمونها في محاربة غيرهم من أجل ضمان بقائهم وخاصة بعد أن تغيّرت كثير من المفاهيم في عقولهم
فالآن لم يعد كافياً لكي يعيش الواحد منهم ويبقى أن يكون قويّاً فقط فضمان البقاء للأقوى أصبح يتطلب منه أن يكون أكثر كذباً وأكثر خيانةً وأكثر غدراً وأكثر نفاقاً وأكثر دجلاً وأكثر سفالةً وأكثر وقاحة.
قولوا لي كيف يمكن لنا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع بعضنا في حين أننا لم نعد نعرف الله ولم نعد صادقين معه كما ينبغي كيف لاتريدون ألا يكون بيننا الكاذبون وقد أصبحوا في نظر المجتمع هم المصدّقُون كيف لاتريدون أن يكون بيننا الخائنون وقد أصبحوا في نظر الآخرين هم المؤتمنون كيف لاتريدون ألا يكون بيننا اللصوص والحرامية وأصبحوا هم الموثوقون
أرجوكم ألاتتعجبوا أبداً مما يحدث لكم الآن وأرجوكم أيضاً ألا تستغربوا أبدا ًمما قد سيحدث لكم بعد الآن هل تعلمون لماذا وذلك لأننا اصبحنا نعيش في زمن الكذب والغدر والخداع والتملّق والنّفاق و زمن تغير الألوان الزمن الذي أصبح فيه الأبيض أسوداً والأسود أصبح فيه أبيضاً الزمن الذي أصبح فيه الصادق مُكذّباً والكاذب أصبح مصدّقاً الزمن الذي اصبح فيه الخائن أميناً ، والأمين أصبح خائناً
هل تعلمون أننا نعيش الآن في أسوا زمن مرّ على البشرية
ولهذا فإما أن نعود الى الله عوداً حميداً ونعود الى رشدنا وإلاّ فعلينا وعلى الدّنيا وعلى كل من فيها السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى