بدر عياد يكتب: “محمود البنا” شهيد السقوط الأخلاقي
بين الحين والآخر تطل علينا محافظة المنوفية بقصة بطل معبرة تخلد في التاريخ، باسمي المعاني والبطولات والشهامة والأمثلة كثيرة، فخرج إلينا منه الرئيس السيسي الذي خاطر بحياته من أجل إنقاذ الوطن من إرهاب الإخوان، كما جاء السادات بطل الحرب والسلام في حرب أكتوبر1973، وكذلك مبارك بطل الضربة الجوية.
واليوم معنا قصة بطل من رجال المنوفية العظماء، تجلت فيه أسمي معاني الشهامة والرجولة والأخلاق والشرف، أنه “محمود البنا” ابن مدينة تلا التي خرجت عن بكرة أبيها وفاءا لهذا الشاب الصغير الذي ضحي بحياته، دفاعا عن فتاة تحرش شاب به يُدعى “محمد راجح”، المعروف عنه البلطجة وسؤء الخلق والدياثة، ومضايقة الفتيات في الطرقات والشوارع، هذا الديوث “ننوس عين أمه” كم تصفه والدته الموظفة بأحدي القطاعات الحكومية لأصدقائها وتفتخر بما يفعله بل الأدهى من ذلك هو منحه الأموال والمكافآت نظير هذه السمعة السيئة .
“اعتبرها أختك” بهذه الكلمات نصح شهيد الشهامة “محمود البنا” البلطجي “محمد راجح” حتي يبتعد عن مضايقة الفتاة، لم يستخدم سلاحا أو سبا تجاه الجاني، وإنما اكتفي ببعض الكلمات المعبرة ليثنيه عن فعلته المتكررة القبيحة الفجة، فجاء الرد من الجاني بتوجيه طعنات قاتلة إلي شهيد الشهامة بمختلف أنحاء جسده، حتي خارت دمائه علي الأرض، وتوفي بعد نقله إلي مستشفي تلا مباشرتا.
القصة هنا ليست جريمة قتل بل كارثة أخلاقية تدق طبول الانحلال وتدني الأخلاق والدياثة، والتي أغرقت البيوت المصرية في جحيم الحرام والمنكر، فشاهدوا برنامج “التيك توك” وغيرها من برامج مواقع التواصل، لتروا كوارث لا يتخيله عقل، ولا يقبله لا شرع ولا دين، أين رب الأسرة مما يفعله أبنائه الذكور والإناث من أفعال فاضحة وجنس وشذوذ، وإدمان، الخ…
” ابحث في هاتف ابنك أو ابنتك ستجد العجب العجاب” هذه الرسالة أوجها إلي كل أب وأم أنقذوا أبنائكم قبل فوات الأوان، فسوف تحاسبون علي أولادكم في الدنيا والآخرة.
لقد اقسمنا مرارا وتكرارا علي محاربة الفساد وقطع رقاب الفاسدين، والتصدي للظالمين وأصحاب الفكر المتطرف والإرهابين، ” لا نحشي في الله لومة لائم”، علي هذا العهد اقسمنا علي المضي والاستمرار في نصرة الحق والمظلومين.
ومن هنا أطالب كافة المنظمات المجتمعية والقنوات الإذاعية والمرئية والصحف الحكومية والخاصة، بسرعة التحرك وعمل حملة توعية لمناقشة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي علي المجتمع، كما أطالب رجال الأمن والمختصين بوضع قيود وعقاب رادع لكل من تسول له نفسه في مخالفة القوانين والأضرار بالغير.
كما أطالب بتعديل قانون الطفل وجعل الحدث حتي سن 15 عاما، وكما نعلم جميعا أن للقانون روحا يمكن استخدامه في أي وقت وبحسب وجهة نظر القاضي ومكانته الرفيعة، فإننا نطالب بتطبيق أقصي العقوبة علي القاتل “محمد راجع”، والتي نتمناها إعدام حتي يكون عبرة لغيره، كما أننا نطالب أن توضع قصة شهيد الشهامة “محمود البنا” في الكتب والمناهج الدراسية، حتي يتعلم أولادنا كيف تكون الرجولة والشهامة.
وأختتم حديثي بتوجيه العزاء إلي والدي الشهيد البطل، مثنيا علي تماسكهم وحسن تربيتهم ودمث أخلاقهم في إعداد هذا النشئ الصغير في السن الكبير في الرجولة والشهامة، وموجها رسالة لهم بأن مصر بأكمله تقف ورائهم وتساندهم .