“أنا مش مسمحاكوا” .. رسائل مروة بنت كفرالزيات قبل انتحارها بسم الفئران
كتبت هيام حلمى
شهدت مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، موجة من الحزن والغضب على كافة صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” عقب شيوع خبر وفاة فتاة تدعى مروة إبراهيم فى بدايات العقد الأول من عمرها منتحرة بتناولها سم فئران
جاءت حادثة الانتحار إثر دخول مروة إبراهيم فى أزمة نفسية حادة نتيجة الخلافات الأسرية بين والديها طوال السنوات الماضية وهو مادفعها إلى ضعف الوازع الديني ودخولها فى نوبة الانتحار ونقلت على أثرها إلى طوارئ مستشفى كفرالزيات العام ولفظت أنفاسها الأخيرة داخل غرفة العناية المركزة بذات المستشفى.
فى المقابل أصدر المحامي العام لنيابات غرب طنطا الكلية فى توجيهاته إلى رئيس نيابة مركز كفرالزيات بضرورة فتح باب التحقيق فى واقعة انتحار الفتاة مروة والتأكد من أسباب وفاتها وسماع أقوال شهود العيان من جيران عائلتها والتأكد من وجود شبهة جنائية فى الحادث من عدمه.
وتبين من تحقيقات النيابة العامة الأولية صحة تحريات المباحث وعقب الاطلاع على تقرير مفتش الصحة بالمستشفي كفرالزيات، أن سبب وفاة الفتاة جاء جراء تناولها حبة الغلال السامة مما تسبب فى إصابتها بالتسمم غذائي وشلل فى أطرافها الحركية مما تسبب فى تدمير جهازها العصبي ووفاتها.
وقررت النيابة العامة إنهاء إجراءات تشريح ودفن جثة الفتاة وتسليمها إلى ذويها استعدادا لدفنها بمقابر العائلة.
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقى اللواء محمود حمزة مدير أمن الغربية إخطارا من مأمور مركز كفرالزيات يفيد بورود إخطارا من نقطة شرطة مستشفى طنطا الجامعى، بوصول “م.ا” فتاة فى بدايات العقد الثالث من العمر فى حالة إعياء شديد بسبب انتحارها وتناول حبوب الغلة القاتلة، كما تم عمل الإسعافات الأولية لها وتقديم الرعاية الطبية اللازمة، إلا أنها توفيت عقب دخولها المستشفى بساعات قليلة.كما تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى طنطا الجامعى، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للاستخراج تصريح الدفن.
من ناحية أخرى رصد “موقع الانتماء المصرى ” العبارات والرسائل الأخيرة التي أطلقتها ضحية العنف الأسري والخلافات بين زوجين عبر صفحتها على موقع “فيسبوك” من بينها “قررت ارتاح وأريح الدنيا كلها مني عشان بقيت حمل تقيل أوي على ناس كتير ادعولي إن ربنا يرحمني ويسامحني علي اللى أنا هعملوا واللي يعرب أبويا وأمي يوصلهم الرساله دي مش مسمحاكوا عشان لولالكم مكنتش وصلت للمرحلة دي”.
كما دونت الفتاة الضحية على حالة الواتساب الخاصة برقم تليفونها المحمول عبارة “ادعولي بالرحمة وادعوا ربنا يسامحني على اللي هعملوا …سلام ” فيما نعت فتاة تدعي “أيه الشريف” عبر صفحتها بقولها “صاحبتي ماتت يارب ارحمها” فيما ذكرت نفس الفتاة فى رثاء زميلتها عبارة “يا جماعة أهل مروة إبراهيم جم يستلموها وهي لسه فى المشرحه .. ادعولها بالرحمه”.
وأفادت مصادر مقربة من عائلة الفتاة الضحية أن حالة من الإنهيار والهستيريا انتابت والديها عقب وفاتها ودفنها بمقابر العائلة، حيث انهمرت والدتها ووالدها فى الدموع بكاءً على رحيلها المفاجئ وأخذا يرددان عبارات “لله الأمر من قبل ومن بعد وربنا يرحمها ..عروسه وراحت الجنه وربنا يصبرنا على فقدانها وفراقها”.
كما تحولت المنازل المجاورة من مسقط رأس الفتاة الضحية إلى سرادقات عزاء وسط تدشين جلسات لترديد القرآن الكريم وآياته المباركة ترحما على الفتاة الراحلة بسبب الخلافات الأسرية والتى دفعتها إلى الانتحار.