تفاصيل القضية التى شغلت مواقع التواصل الاجتماعى ..انتظرت حبيبها الغائب عامين فعاد ومعه زوجته.. قصة نورا زعيتر
لم تكون تتخيل لحظة واحدة أن تتحول سعادتها بخطبة الإنسان التي أحبته لعدة سنوات إلى خيبة تلازمها طيلة عمرها، أيام طويلة انتظرتها حزينة ووحيدة أملا في عودة الحبيب الغائب لمدة تزيد على عامين وهي على يقين بأنه ما زال حيا، حتى عاد بالفعل ولكنه عاد وهو متزوج من فتاة أخرى حامل في طفله الأول.
ربما تعرض لحادث.. وربما فقد الوعي، لم تخلُ أيام نورا زعيتر من كثرة الظنون وكأنها أصبحت قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش «في الانتظار»:
الاحتمالات الكثيرة: ُربَّما نَسِيَتْ حقيبتها
الصغيرة في القطار، فضاع عنواني
وضاع الهاتف المحمول، فانقطعت شهيتها
وقالت: لا نصيب له من المطر الخفيف
وربما انشغلت بأمر طارئٍ أو رحلةٍ
نحو الجنوب كي تزور الشمس، واتَّصَلَتْ
ولكن لم تجدني في الصباح”.
البداية ترجع إلى ثلاثة أعوام سابقة، حين تمت خطبة نورا زعيتر وأحمد صابر في الثاني من ديسمبر عام 2016 في حفل بسيط بالمنزل، سعادة غامرة شعرا بها وهما يتخذان خطوة لتحقيق حلمهما بالزواج، نشرا الكثير من الصور تجمعهما.
لم تدم هذه السعادة طويلا، ففي يونيو عام 2017 اختفى الشاب العشريني واعتصرت معه عشرات القلوب حزنا على غيابه، لم يعلم أي شخص مكانه أو أي معلومة عنه، ولكن كانت فكرة موت مستبعدة، ربما سافر وربما غائب عن الوعي وربما مريض، كلها احتمالات فكر فيها الأهل والأصداقء وأولهم خطيبته السابقة نورا، التي لم يقل إيمانها بعودته يوما.
لجأت نورا إلى مواقع التواصل الإجتماعي بحثا عنه، عشرات المنشورات تكتبها يوميا مرفقة بصورته، ربما قد رآه أحدهم ويدلها على مكانه، حتى قررت نشر إعلان بإحدى الصحف بحثا عنه، في أبريل عام 2018، وكتبت فيه: “إستغاثة إلى اللواء الوزير.. مجدي عبدالغفار وزير الداخلية..أحمد صابر طالب كلية الحقوق جامعة الإسكندرية (أين اختفى).
محاولات كثيرة للعثور على الحبيب الضائع بائت بالفشل، حتى الرابع من أكتوبر الجاري، عادت بقايا الحلم الذي لن يتحقق، عاد أحمد ولكن بعدما عاش حياته بطريقته الخاصة، تزوج وينتظر ابنه الأول ولم يلتفت لحظة للماضي، وكتبت نورا: “أحمد بفضل ربنا رجع بس مش نصيبي.. وأرجوكم متضغطوش عليا وتسألوني ايه حصل.. بنت الاصول مينفعش تتكلم وبنخرج بالمعروف زي مادخلنا بالمعروف، وربنا قال ولا تنسوا الفضل بينكم، وأحمد ابن ناس طيبين وأهله بحبهم وناس أصول.. ادعوا لأحمد ربنا يسعده في حياته وانا ربنا يعوضني خير علي صبري”.
تعرضت ابنة محافظة الإسكندرية إلى صدمة عمرها بعودته، البعض قال إنه تعرض لفقدان الذاكرة ولا يتذكر أي شئ، والبعض يرجح أنه بخير، الكثير من التخمينات والتعليقات ولكن في النهاية لا تضاهي حزن نورا التي تفاعل معها أكثر من 110 الاف شخص من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي على مدار الأيام الماضية، لمحاولة تخفيف حزنها.
تضامنت الفتيات مع قضية نورا، فدشنوا مجموعة باسم “فريق أجدع بنات في مصر”، لينتقلوا من وجودهم في العالم الإفتراضي ويساندوا نورا في أزمتها بزيارتها في المنزل، وتضامن معها أيضا فتيات أخرى قررن مساعدتها بكل ما تحتاجة من ملابس أو اكسسوارات أو منتجات لها، ولكنها رفضت: “في بنات أولى مني بالحاجات دي” كما كتبت نورا.
حزن نورا لم يخلُ من التشكيك، فقد تعرضت للكثير من الانتقادات والتعليقات السلبية، حتى اتهمها البعض بـ”التمثيل”، قررت نورا الخروج عن صمتها وردت على كل التعليقات السلبية، مساء الأحد الماضي، وكتبت: “أنا تعبت من كم الرسايل والأسئلة اللي بتجيلي دي وعشان نقفل القصة دى خالص.. آه يا جماعة أحمد طلع متجوز و مراته حامل و ربنا يسهله بعيد عني”.
وتابعت: “أنا محتاجة أبدأ حياة جديدة واشوف مستقبلي، فرجاء محدش يكلمني في الموضوع تاني ولا يدخل يكلم أحمد لأنه الأولي كانوا الأهل قالوا كلمة الحق، أنا لا بمثل ولا قليلة أصل، وأنتم كنتم موجودين من ١٧/٦/٢٠١٧ لحد يوم ٣٠/٩/٢٠١٩
وشايفين كل حاجة من بدايتها”.
وأضافت نورا أنها لم تبحث عنه طوال هذه المدة أملا في الشهرة أو ما شابه ولكن كل ما فكرت فيه أن الشخص التي تحبه قد اختفى، وتحتم عليها البحث عنه، “أنا بس كان نفسي في أسرة، وبيت، والراجل اللي بحبه، ومريم وآدم، والحمد لله لحد كدا.. وأنا بخير مش زعلانه طول ما ربنا جمبي.. أزعل على ايه”.