فنون الادارة الذكية .. بقلم محمد درويش

هل تفتقد حكومتنا الى فنون الادارة الذكية ؟ وهل هى عازمة فعلا على اتخاذ قرارات اصلاحية ؟ بالقطع نعم ولكن البداية تنذر بان الحكومة تتعجل القرارات وترتكب الاخطاء فهل من عاقل يفسر لنا قرار خفض البنزين بهذا الهامش الضئيل .. اننا نحيى استجابة الحكومة لنهج سياسة جديدة لم نتعود عليها على مر الزمن فلم يتعود المصريين على خفض ثمن سلعة بعد ارتفاعها لقناعتهم ان التجارة فى بلادنا شطارة .
وان قرارات الزيادات تنطلق بسرعة الصاروخ بينما قرارات التخفيضات تسير بسرعة السلحفاة .. وكان يمكن تجنب حسبة برما بقرارات تريح فئات من الشعب وتفيد الاقتصاد وتعود فوائها على جميع المواطنين ماذا لو تم دعم المزارعين الذين يستخدمون السولار والبنزين فى ماكينات رى الاراضي لتخفيف العبئ عن كاهلهم وكذلك دعم المزارعين الذين تروى اراضيهم عبر مواتير الكهرباء والفواتير تستنزف ميزانياتهم .
ماذا لو دعمت الحكومة المزارعين الذين يزرعون المحاصيل الاستراتيجية من قصب السكر والقمح والذرة اليس هؤلاء احق بهامش معقول من الدعم حتى يزرع لنحصد رغيف الخبز وسكر التموين وطبق الفول .. هناك فئات تضررت من ارتفاع اسعار البنزين وهم ليسوا من اصحاب الشيروكى ولا الفولكس فاجن كما انهم لا يتلقون دعما من صندوق دعم الصادرات وغيرها من الصناديق التى تدعم شركات التصدير الوهمية .
ارتفاع البنزين اضر بفئات تنتج الكثير من المحاصيل الزراعية فقد ذادت اسعار الميكنة الزراعية التى تعتمد على البنزين والسولار فلماذا لا نعطى المزارعين الذين يزرعون المحاصيل الاستراتيجية دعما فى البنزين والسولار والكهرباء .. وهنا لا اقصد اصحاب المزارع الصحراوية التى تصدر انتاجها بالدولار وتنتج محاصيل الاورجانيك !!
اننا نريد ان ناخذ بايدى المزارعين البسطاء حتى يستمروا فى الانتاج نريد ان نوجة يد المساعدة للمحتاجين من المنتجين الصغار حتى يكبروا وتكون هناك رقابة لتحديد المستحقين من تلك الفئات .. حكومتنا بحاجة الى ان تنزل من العالم الافتراضى المزيف الى ارض الواقع فبعيدا عن حسبة برما نحتاج ان تتضافر جهود حكومة فنون الادارة الذكية للبحث عن الفلاحين الذين سحقتهم موجات زيادة البنزين والسولار والكهرباء التى التهمت ثمن حصادهم الذى يستولى علية التجار بثمن بخس .. نعم هناك اراضى تروى بالراحة وارضى تروى بعرق الجبين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى