” بدون عنوان ” بقلم علاء حمدي قاعود
بدون عنوان لأنه كلام نابع من داخل القلب و الضمير و دائما ما يكون صعب ان نحدد عنوان لما داخل اعماقنا.
ها انا جالس الأن في الساعة السادسة صباحا حيث الصفاء و الشروق اتأمل اركان غرفتي الصغيرة و في نفس الوقت تتناغم في أذني أصوات تغريد العصافير علي غصون الأشجار فرحة بشروق صباح يوم جديد استوقفت هنا و بدأ عقلي بالتفكير و بدون وعي اجد نفسي احضر دفتري المفضل و قلم و بدأت يدي تكتب
لماذا العصافير تغرد فرحة و مسرورة كل صباح يوم جديد ؟ هل يوجد في يومهم ما يسعدهم و يعلهم متفائلين و يتوافدون بالألاف علي غصون الأشجار ؟
لماذا نحن البشر لا نفعل مثلهم فدائما يومنا الجديد يشبه اليوم الذي قبله بل يكون اسوء منه كل يوم يمر في عمرنا تزداد معه همومنا!
أصبحت أيامنا مليئة بالمساوئ و الاحداث المختلطة و الفتن و القتل اليومي دائما صباح كل يوم جديد نستيقظ علي خبر مؤسف يقضي علي يومنا قبل أن يبدأ و يقلبه رأسا على عقب
لماذا أصبحت حياتنا لا تعني شيئا او تعني التعاسة فقط ؟ لماذا اصبحنا نشعر اننا في غابة مليئة بالأفاعي و الوحوش ؟ هل من مجيب؟ عندما افكر في العصر الذي نعيش فيه الآن اشعر بالندم و اتمني لو كان القدر جعلني في عصر و زمن اخر
فحينها كنت سأعرف أين الصالح و أين الطالح و الفاسد أين الصواب والخطأ
كنت سأعيش و انا مطمئن علي نفسي اشعر بالأمن والأمان ليس قلقا من أن اتجول في الشوارع و أتفاجئ برصاصة تودي بحياتي أو بعبوة ناسفة تنجر بجواري و تجعلني أشلاء متناثرة او اجد عصابة تخطفني و تقتلني و تستخرج اعضائي للمتاجرة فيها
نعم !! سأتحرم من وسائل التكنولوجيا و التواصل الاجتماعي الفارهة التي ملأت حياتنا و سددت فراغنا و جعلتنا عبارة عن جسد عاجز عن الحركة يحمل هاتفه الذكي في يده متجولا حول العالم كله بلمسه من اصبعه و بل و الأكثر من ذلك جعلت حياتنا أبواب مفتوحه علي بعضها و الغت مفهوم الاسرار و أصبحت حياتنا و مشاكلنا عبارة عن بوستات و تويتات و حلولها عبارة عن لايك و كومنت وسائل جعلتنا عاجزين مشلولين الحركة و لكن مستمتعين و نشعر بالرضي حقيقي اجد نفسي مشوش عندما افكر في هذه الحياة المعقدة بأيدينا اصبح يعيش بداخلنا احفاد ابليس اللعين لكن هذه مرة ليسوا وسواس لنا بل نحن من نوسوس اليهم! نعم فنحن كبشر تقدمنا علي تفكير الشيطان بمراحل فهم من اصبحوا يتعلموا منا كل أنواع الشراصبحنا الآن جسد ناطق و عقل حيواني شهواني عدواني تغلغل بداخل عقولنا وقلوبنا وضمائرنا مبدأ الأنا فكل منا اصبح يبحث عن مجده الشخصي علي حساب حياة الاخرين و لا يفكر في أي شيء سوي تحقيق رغباته الشيطانية فيقتل أخيه ابن امه و ابيه من اجل الميراث يقتل و يرشى و يرتشي و يرهب الأبرياء و يهدد و يمثل و يستبيح كل شيء من اجل منصب و كرسي
عجبا لك يا أيها الإنسان تبيع ضميرك و اخلاقك من أجل حفنة من الأموال ام من اجل منصب زائف و انت تعلم انه لا يدوم حقا اعجز ان اصف حالنا اكثر من ذلك حتي لا ازيد حزنكم علي حالنا المؤسف و علي واقعنا المر و علي استغلال نعمة الله علينا و هي العقل في الشر و السوء
أنا ليس شيخ لأقول حرام و حلال و احساب الناس علي اخطائهم لأني مثلهم مخطئ لكن بداخلي انسان افاق ضميره أفيقوا انتم أيضا ايهما البشر من سباتكم العميق فبعد قليل كلنا منها زائلون لكن حتي هذه اللحظة امامنا فرصة لنعود الي الصواب
فالحياة فرص يمكن ان نتشبث بها لكن الاخرة عند الله أمر محتوم و غير مسموح لنا بحق الاختيار مرة اخرى !
هذا هو ال الواقع الذي نعيشه فعلا
ولانجد سوي ان نرفع ايدينا الي الله