علاء الخضيرى يكتب .. القوادون الجدد
رغم حرصى الشديد دائما لاستخدام ألفاظ مهذبة لكل فعل بشرى إلا أن ما يقوم به بعض البشر من أفعال الخسة والندالة وخيانة الاوطان والتى لا تقل فى حقارتها وتدنيها عما يقوم به القوادون فى سوق المتعة وتجارة الأعراض لتدفعنا الى مناهضتهم بكلمات عنيفة وحادة .
هؤلاء القوادون الجدد الذين يبيعون أوطانهم ويسلمونه طواعية للعدو المغتصب بل ويقنعون أنفسهم أنهم حملة التنوير والديموقراطية وأن أهدافهم نبيلة لتلحق أوطانهم بركب العالم المتحضر وهم فى الحقيقة أكبر عائق فى سبيل تقدمه بفسادهم وخيانتهم
لم يعرف التاريخ مهنة أحط واقذر من مهنة القواد الذى يسلم شرف امرأة لرجل اخر ويقبض ثمنا لفعلته الحقيرة فما بالنا بمن يسلم شرف أمته ووطنه الى أعداء الوطن لينتهكوا مقدساته ويغتصبوا ثرواته وينهبوا موارده
هؤلاء تم اختيارهم بعناية فائقة منذ أن كانوا مجرد حيوانات منوية فى أرحام أمهاتهم لأنهم لم يكونوا سوى نبت شيطانى وسفاح استعمارى لخلق جيل جديد لا يعرف سوى الرضوخ لمطالب سادتهم
الغريب أن هؤلاء يتصدرون المشهد فى كافة المنتديات والمواقع وفق خطة مدروسة وممنهجة وأصبحوا النموذج الذى يشار إليه ويحتفى به سواء كانوا ساسة أو رجال أعمال أواكاديميين فقد أصبحت صناعة الخونة او القادة الجدد ماركة مسجلة فى سجلات المخابرات والدول الاستعمارية ويتم زراعتهم بعناية حتى يحتلوا اهم مراكز صناعة القرار ويتحكموا فى مصير اوطانهم
إن تلك الشخصيات تحركها أجندات خارجية وداخلية بالروموت كونترول؛وحيثما كان الممول يولون وجهتهم فالدولار قبلتهم واليورو مذهبهم ولايهم أن تبقى أوطانهم أو تحتل فهم من نسل يهوذا الذى باع المسيح و والى عكا الخائن
ان الاستعمار الحديث لايتم عبر الجيوش بل من خلال العملاء والأعوان الذين ينفذون أجندتهم ويدمرون اوطانهم بأيديهم بخلق قضايا خلافية أومذهبية اوطائفية تستنزف فيها الأوطان فى حروب يتم عبرها تدميرالتراث الحضارى والإجتماعى والثقافى لتلك الدول الى النموذج الذى ينشده المستعمرساعتها تسقط الدول وتحتل دون جيوش او معدات انها حروب بالوكالة المنتصر فيها هو من يخرج المشهد لا من يشارك فيه
ولاشك أن الدولة المصرية بأجهزتها الأمنية تعلم تلك المخططات وتعد الخطط للتصدى لها ويبقى الاعلام العنصر الأخطر فى خلق حصون منيعة وجدر فكرية تتصدى للمعلومات المغلوطة والمشوهة وتواجه انحراف الافكار والقيم فهو اللاعب الأول فى حروب الجيل الرابع والخامس وخسارة الحرب فى الاعلام اكبر من خسارة الجيوش لأن تحطيم العقول والنفوس يعنى الهزيمة مبكرا وقبل بداية المعركة