أحب الصدق، لكنه كان سبب خذلاني من أقرب الناس. فصار قلبي مرساة، وسكنت روحي بعد أن وجدت في صدقي قوة لم أكن أدركها. إن ارتباطي الصادق بالأشياء يسير في طريق مفروش بورود الحق، برائحة لا تخطئها الروح.
لست لك، ولن أقول إنك لست لي، لكنك لم تدرك حتى دفء أنفاسي، ولمست يدي. كنتَ قريبًا، لكنك لم ترَني حقًا، لم تسمعني كما كنت أحتاج، ولم تشعر بصدق نبضي حين كان كل شيء فيَّ يناديك. ظننتَ أنني سأبقى حيث تركتني، لكنني رحلت داخلي، أعدت ترتيب روحي، واخترت أن أكون لي.
ستظل طريقك متاهة وأشواك يصعب الرجوع منها، كلما اقتربت من منتصف الطريق، زادت الجراح، وتعلمت أن دروب الحرير لم تُنسج لأجلك. فالعابرون كثيرون، لكن الصادقين قليلون، وما كنتَ إلا ظلًّا ظننته شمسًا.
أنا الآن أكتب من قلبي، من فراغ يسكنني، لكنه لا يهزمني. من صمتٍ صار لغة، ومن جراحٍ لم تعد تؤلمني، بل صارت وشمًا يذكرني بأنني نجوت. لم أعد أنتظر، لم أعد أبحث، فقد وجدت نفسي، وذاك يكفيني
زر الذهاب إلى الأعلى