نور السيدة زينب يضيء سماء القاهرة في احتفالات مولدها العريق(صور)
منذ 4 ساعات
كتب – مصطفى عبدالرحمن آل عتمان
تتجلى مظاهر البهجة والروحانية في شوارع القاهرة مع انطلاق احتفالات مولد السيدة زينب، حفيدة رسول الله ﷺ، التي بدأت رسميًا يوم الثلاثاء 21 يناير 2025، وتستمر حتى الليلة الكبيرة يوم 28 يناير، وسط أجواء روحانية ومظاهر شعبية تقليدية عريقة.
مظاهر الاحتفال: إرث حي يفيض بالمحبة
تتميز الاحتفالات هذا العام بإضاءة مميزة تحيط بمسجد السيدة زينب، حيث تزينه أنوار خضراء وزخارف تعكس طابع المناسبة. ويُقام العديد من حلقات الذكر وحفلات الإنشاد الديني التي تقدمها فرق صوفية مشهورة، مثل الطريقة العزمية والشاذلية. بالإضافة إلى ذلك، تنتشر موائد الرحمن في محيط المسجد لإطعام آلاف الزوار والمحتاجين.
لماذا “المشيرة”؟ قصة اللقب الذي لا يُنسى
السيدة زينب رضي الله عنها تُعرف بين المصريين بلقب “المشيرة”، في إشارة إلى دورها الحكيم والشجاع في إدارة الأزمات ونشر العدالة. ومن المواقف التي تؤكد هذا اللقب، دورها البارز بعد معركة كربلاء في الدفاع عن آل البيت، مما جعلها رمزًا للصبر والقوة.
احتفالات عبر الزمن: ارتباط لا ينقطع
تعود الاحتفالات بمولد السيدة زينب إلى قرون مضت، عندما كان المصريون ينظمون مواكب شعبية تقليدية تبدأ من مساجد آل البيت وتنتهي عند ضريح السيدة. وكان لهذه الاحتفالات دور اجتماعي أيضًا، إذ جمعت بين كافة طبقات المجتمع تحت مظلة واحدة من الحب والاحترام.
تفاصيل شيقة لا يعرفها الجميع
يُقال إن أول احتفال بمولد السيدة زينب أُقيم في مصر في عهد الدولة الفاطمية، حيث كانت الاحتفالات الرسمية تُقام على مدى 15 يومًا.
يُعتقد أن مقام السيدة زينب الحالي شهد العديد من التوسعات على مر العصور، لكن تصميمه الحالي يعود إلى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني.
يُخصص هذا الموسم عادةً للدعاء وزيادة التواصل الروحي، حيث يُقال إن “رئيسة الديوان” لا ترد يد سائل.
الرسالة الروحانية في قلب الاحتفال
احتفال مولد السيدة زينب ليس مجرد مناسبة دينية؛ بل هو مناسبة لتعزيز القيم الروحية والاجتماعية، حيث يجتمع المصريون بمختلف أطيافهم ليحتفلوا في أجواء يغلب عليها التسامح والمحبة.
افتتاح مسجد السيدة زينب
في 12 مايو 2024، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بعد انتهاء أعمال الترميم والتجديد الشاملة. شملت هذه الأعمال تطوير البنية التحتية للمسجد، وتحديث الزخارف الداخلية والخارجية، وتوسيع الساحات المحيطة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار والمصلين. وقد شهد الافتتاح حضور السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، وعدد من الشخصيات العامة والدينية. ويأتي هذا الافتتاح ليُعزز من جمال وروحانية المكان، حيث يضيف المسجد بحلته الجديدة لمسة جمالية ومعمارية تليق بمقام السيدة زينب، ويشعر الزوار والمصلين بعظمة هذا المكان الطاهر الذي يحمل تاريخًا طويلًا من العبادة والروحانية.
كل عام وأنتم بخير، وليكن مولد السيدة زينب مناسبة للتأمل واستعادة قيم الصبر والإيثار التي تجسدها سيرتها العطرة.