ابراهيم العمدة يكتب “أمل المستقبل”.. العلم ينتصر في وقت الحرب
منذ 11 ساعة
في ظل الاضطرابات التي شهدتها المنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة، وتحديدًا على مستوى 3 دول محورية في المنطقة وهي فلسطين ولبنان سوريا، كان لا بد أن أعيد قراءة المشهد في إطار الصورة القاتمة التي حدثت في الدول الثلاث.
فلسطين تعرضت لهجمات إسرائيلية بربرية لمدة تزيد على العام، ولبنان تعرضت لضربات قاسية وسوريا تعرضت لضربات كذلك وسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وخلال إعادة قراءة المشهد السياسي وتداعياته على الأطفال والنشء وصلتني دعوة كريمة لحضور منتدى مبادرة أمل المستقبل من المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا..لدعم الطلاب المتضررين من الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية، بجامعة الدول العربية.
المبادرة مهمة واسترتيجية وعظيمة في توقيتها، لأن الجميع يرى كيف تتمزق الأوطان، ويكون طلاب العلم ضحايا والنشء بصفة عامة، وبالتالي كان لا بد من البحث عن حلولٍ تنفيذية لذلك ومن ثم كانت مبادرة أمل المستقبل بجهود جبارة من شخصيات دبلوماسية وعلمية هامة، وأخص بالذكر هنا المستشار أسامة حامد المستشار القانونى للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ، الرجل الذي يمتلك علمًا جمًا انعكس على رؤيته للملف ككل، فقدم خلال المنتدى رؤية شاملة بينت الأزمة بوضوح وقدمت بانوراما عنها واقترحت حلولًا على المديين القريب والبعيد.
وخلال المنتدى تم اقتراح استحداث مؤشر يعتني بالخدمات المجتمعية والانسانية التي تقدمها المؤسسة التعليمية ليكون ضمن آليات التصنيف العربية المعتمدة للجامعات العربية.
المبادرة لم تترك بابًا إلا وطرقته، منها باب المنح الدراسية ودورها في دعم الطلاب العرب، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم عن بعد باعتباره من الأنظة الضرورية والحتمية حاليًا في ظل تفاقم النزاعات والحروب، وبالتالي فإنه أحد الحلول التي لا غنى عنها أيضًا، ومن ثم يجب بحث المعوقات أمامه وتحديثه بشكل عملي يتواءم مع المعطيات الجديدة على الساحة الدولية.
الأهداف التي أعلنت عنها المبادرة هي أهداف سامية تتطلب تضافر الجهود من الحكومات والجامعات ومنظمات المجتمع المدني لضمان توفير التعليم الجيد والشامل للطلاب النازحين والمحرومين من المناطق المتأثرة بالحروب، وتضمن للمستفيدين اكتساب المهارات اللازمة للمساهمة في إعادة بناء وتطوير مجتمعاتهم، وتحقيق مستقبل مشرق ومستدام عبر متابعة مسارات للنمو الأكاديمي يتيح الاندماج والتميز ويعد قادة المستقبل في المجتمعات العربية.
كنت في غاية السعادة وأنا أرى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تنسق الجهود لمتابعة أوضاع المتضررين من الأزمات والنزاعات المسلحة التي تشهدها دول عربية، لا سيما الطلبة الذين تقطعت بهم السبل وحالت وضعية اللجوء أو النزوح التي يعيشونها من استكمال تعليمهم، خاصة أنه كان هناك حالة إنكار تام لجهود الجامعة ككل خلال الفترة الأخيرة.
شاهدت لقاءت مسجلة تم عرضها عبر شاشة القاعة مع بعض الطلاب من بعض الدول العربية فلسطين وسوريا والسودان ولبنان تأكد على حصولهم على المنح الدراسية واستفادتهم من هذه المبادرة.
أيضًا تحدثت طالبة من دولة السودان تدرس بمحافظة الإسكندرية عن حصولها على المنحة ومدى استفادتها من المبادرة.
الحقيقة ما كانت هذه الجهود لتتم او تنجح لولا الدكتور عبدالله عبدالعزيز النجار الحمادى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، الرجل الذي كُتب الخير على يده بمساعيه الحميدة في هذه المبادرة وغيرها.
ومن هذا المنطلق أطالب كل الدول العربية والمؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني بأن يحذو حذو هذا الرجل ليكونوا معه يد العون في مساعدة الطلاب ضحايا الحروب وتوسيع دائرة الاستفادة لمستحقى هذا الدعم.
هنا أيضًا لا بد أن أشيد بدينامو المؤتمر الدكتورة غادة عامر نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا التي ادارت الجلسات وأعطت كل ذي حقٍ حقه وكانت عمود الخيمة في نجاح هذا المنتدى وكلمة السر في الصورة المبهرة التي قدمت.