دكتور زكريا أنور يكتب .. العبارة النهرية بالخزندارية _ بين معاناة الأهالى وتجاهل المسئولين

العبارة النهرية بالخزندارية _ بين معاناة الأهالى وتجاهل المسئولين

اعتادت الاذان منذ عشرات السنين على سماع مشكلات العبارة النهرية وكأنها أصبحت من البديهيات أن تكون بها مشاكل دون النظر إلى ما يعانيه أهلنا ! وكذلك أصبح تجاهل المسئولين بالنسبة لنا من المسلمات التى اعتدنا عليها ، وبين ما نعيشه من مشاكل وما اعتدنا عليه من تجاهل سطور خفية تحمل الآم أٌناس بسطاء عاشوا عقودا يحلمون بطريق يصلهم إلى البر الآخر .

ولكن الأمر تجاوز الحد واصبحنا مقبلين على كارثه حقيقية ستحدث يوما ما نتيجه تجاهل المسئولين حتى عن التفكير فى حل المشكلة

ويعلم الجميع القاصى والدانى ان قرية الخزندارية شرق هى اخر قرية فى محافظة سوهاج من ناحية الشمال.

وهى قرية نائية بمعنى الكلمه تقع تحت سفح الجبل شرقا” وتتوسطها الترعة الفاروقيه ويحدها نهر النيل غربا”

تبعد عنا أقرب وحده صحية بساقلته قرابة ٤٥ دقيقه.

وليس لنا اى بديل سوى العبارة النهرية التى تفصلنا على خدمات المركز سواء الصحية أو الخدمية

هناك العديد من الكواليس التى تعيشها أهل القرية نتيجه هذا التجاهل المميت.

سأسرد لكم بعض منه ، فكم من شاب فى القرية توفى لأننا لم نستطيع الوصول إلى به إلى المستشفى فى الوقت المناسب ،

وكم من روح زهقت ونحن نقف مكتوفى الايدى على ضفاف نهر يفصل بيننا وبين طوق النجاه ،

وكم من طفل مات من لدغه العقرب ولبعد المسافه لم نستطيع اسعافه ،

وكم من طالب علم محقت أحلامه وضاع مستقبله لعدم وصوله إلى الامتحان فى الوقت المناسب ،

وكم من سيده حامل فأجئها الطلق وماتت هى أو جنينها لعدم اسعافها فى الوقت المناسب ،

وكم من مصاب تفاقمت أصابتة وتدهورت صحته بسبب الصعود والنزول فى المراكب النيلية وللأسف وصل الأمر إلى حالات شلل بسبب عدم وجود الوسيلة المناسبه للوصول إلى المستشفى ،

ليس هذا فحسب كم من مشاكل حدثت للعبارة النهرية سواء داخلها أو خارجها خلال السنوات الماضية. لولا العناية الإلهية وستر الله وفضلة علينا.

هذه نماذج لمعاناتنا وهناك الكثير من الحالات الفردية التى يصعب حصرها ولكن موجوده آلامها بين أضلاع أهلها.

الموضوع كبير وخطير نحن على بر واحد نقف فيه بكل مشاكلنا وهمومنا ولانرغب سوى بطوق النجاه للوصول إلى البر الثانى.

وفى ضوء توجيهات سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بربط القرى بالمدن لايحلم أهالى القرية سوى بوصلة ( كوبرى) تصل مابين القرية والمركز لتكون بمثابة شريان الحياه لاهالى القرية .

نثمن كل مساعى اهلنا الكرام منذ عقود ونعلم ان الموضوع ليس بسهل ولا بسيط ولكن نأمل فى كل من يملك يد المساعدة ان يتحرك فى ضوء إمكانياته لمساعدة قرية كل أملها الحصول على ابسط حقوق الحياه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى