إبراهيم العمدة يكتب: رحلت من كانت يكرمني الله لأجلها
بين غمضة عينٍ وانتباهتها يغير الله من حالٍ إلى حال.
نعم هذا ما حدث معي فبين غمضة عينٍ وانتباهتها خرجت من الجنة إلى الدنيا، فبعدت أن كانت الدنيا جنة وأمي تعيش فيها اصبحت فيها الآن وحيدًا، بعدما رحلت التي كان يُكرمني الله لأجلها.
منذ رحيلها حتى الآن، أحاول أن استوعب ما حدث، فشعوري حتى الآن أن الزمن قد توقف، وأنني لم أعد أنا منذ سمعت هذا الخبر الذي نزل عليّ كالصاعقة، فما من قطعة في جسدي إلا وبها أثر ألم من هذا الخبر.
غادرت أمي بلا سابق إنذار، وبلا وداع والآن فقط استطيع أن اقول إنني فهمت كيف أن الموت يخطف أجمل ما فينا.
رحيل أمي كان كما الحرب التي خسرنا فيها كل شيء، فكل القلوب تحطمت، رحيل أمي جعل قلوبنا مكسورة، وعيوننا لا تتوقف عن إرسال الدموع كالفيض، وكل العائلة لم تعد منذ هذه اللحظة، وهو وضع لا يستطيع ألد أعدائنا أن يفعله فينا.
راضون بقضاء الله، ونعلم أن كلنا راحلون، لكن أمي كان رحيلها كاختطاف نصف روحي، وكأنني الآن أشعر أن نصف روحي ماتت.
الآن لا أملك لأمي إلا الدعاء، وأن رحيلها كان في أيامٍ عظيمة، ورغم مرور 20 يومًا على رحيلها إلا أنني كل يوم اتجرع مرارة الخبر الذي لم يكن كلمات بل رصاصات استقرت في قلبي ثم عقلي.
حتى الآن دموعي لم تجف، ولا أظن أنها ستجف.
لا أعرف الآن كيف سيكون العيد بدونها، لا استطيع أن استوعب حتى الآن كيف ستكون الأيام، هل يُمكنني أن أمنع الفرح في الشوارع، أريد أن أخبر الناس في مكبرات الصوت مع التكبيرات أن قلبي يتمزق، لكني أُراجع نفسي بأن الألم للعائلة والأحباء فقط، والناس ليس لهم ذنب لتُمنع فرحتهم.
قررت أن تكون أول عودة لقلمي للكتابة عن أمي، فهي ملهمتي الأولى، وهي التي دفعتني لأكمل طريقي وكانت بوصلتي يوم أن تتوه بي الدنيا، ومرشدتي من الظلمات إلى النور، وهي ضميري اليقظ الذي به أخطو.
أعاهدك يا أمي وأنت في دار الحق وأنا لا زلت في دار الباطل، أن أضع نصائحك نصب عيني، وأن اسير على الدرب كما كنت تقولين، وأقسم على ذلك،