الفلافل المصرية تتصدر قائمة الوجبات الأكثر شهره في العالم

في مُعايشة أجراها الصحفي البريطاني، دين مولن، الذي يعمل لدى هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) خلال زيارته لمصر، سلّط الضوء على أحد أهم وأقدم الوجبات الشعبية في مصر وهي “الفلافل”.

وأكّد مولن، في تقريره المنشور على الموقع الالكتروني للبي بي سي في نسخته الإنجليزية، أن الطعمية (الفلافل) المصرية تُعد أفضل وجبة في العالم، ووصفها بأنها “درس في البساطة المثالية”.

وقال الصحفي البريطاني المُقيم بين القاهرة ولندن: “خلال زيارتي لمصر وإجراء معايشة حول الأكلة الشعبية التي يجمع عليها جميع الطبقات بشغف دون ملل، لم أجد وجبة يجتمع عليها الكل سوي الفلافل”، مُضيفًا أنها تجذب السياح الأجانب الذين ياتون لزيارة مصر أيضًا؛ بفضل ما تتمتع به من رائحة ومذاق شيق.

وتابع: “في شوارع القاهرة يمكنك أن تري رجل الأعمال صاحب المال والجاه يقف بسيارته جانبًا لينزل ويتناول وجبة الإفطار من عربية الفول والفلافل والتي تمنح الأشخاص طاقة إيجابية طوال اليوم دون معرفة السر”.

وتساءل: “هل السبب في الرائحة أم في شكل وديكور العربة التي تتميز بطراز شعبي جميل، أم في الابتسامة التي تصاحب وجه البائع كل صباح، أم طبق المخلل المشكل الذي يرافق سندوتشات الفلافل؟”.

وأشار إلى أنه بالرغم من أن بلدان أخرى فى المنطقة العربية، مثل سوريا ولبنان، لديها سمُعة جيدة في صنع الفلافل، حتى أنها تصنعها بأنواع مختلفة وتُدخل فيها حشوات وصلصات أخرى أكثر تعقيدًا، مثل الكولسو والخضروات والطماطم واللفت، إلا أنها لا تُقارن بالفلافل المصرية.

ولفت إلى أن الفلافل المصرية من سلسلة “زوبا” نالت جائزة “أفضل فلافل” في مهرجان الفلافل في لندن عام 2016، متفوقة على منافسيها (فلسطين ولبنان).

وأرجع مولن سر أفضلية الفلافل المصرية، بحسب التقرير، إلى أن معظم البلدان الأخرى تستخدم الحمص في صنع الفلافل، في حين تطحن مصر الفول مع إضافة ثوم وبصل وكزبرة، ما يجعلها “هشة ومقرمشة ولذيذة وسهلة التحضير.”

واتفقت معه كلوديا رودن، عالمة الإنثروبولوجيا الشهيرة ومؤلفة كتاب عن طبيعة المأكولات الشرق أوسطية، قائلة إن “أفضل فلافل فى العالم هى الفلافل المصرية”، مُشيرة إلى أن الأمر يتعلق “بطبيعة الطعم والملمس”.

ورأت أن “الفلافل المصنوعة من الفول لديها قوام أفضل من تلك المصنوعة من الحمص، لأنها أكثر نعومة وسهولة فى القضم، كما أن النسخة المصرية بها أعشاب، ما يجعلها أكثر غنى بالخضروات”.

وأضاف أنه على الرغم من أن لبنان والأراضي الفلسطينية وإسرائيل وسوريا يزعمون جميعًا أنهم أول من ابتكروا الفلافل، يتفق معظم المؤرخين على أن المصريين هم أول من ابتكروها.

وأضاف التقرير أن علاقة المصريين بالفول لا تتوقف عند الطعمية، بل إن الإفطار لا يكتمل دون طبق الفول الذي يتم طهيه لأكثر من 12 ساعة، ثم يتم إضافة الزيت بأنواعه والليمون والطحينة.

كما تطرق مولن في تقريره إلى أصل الفلافل وبداية ظهورها، وقال إنه على الرغم من أن هذه المسألة مثار جدل، إلا أن أغلب المؤرخين المعاصرين يقولون إن جذورهامصرية، وتحديدًا أقباط مصر الذين أعدّوها فى طعامهم لتحل محل اللحوم أثناء الصوم الكبير.