سيد الأسيوطي يكتب .. إذا اردت الانتصار فابحث عن الخونه أولا ” الرعيل الأول”
في البداية ليس هناك تعريف واضح للخيانة لكثرة تعدد أشكالها.
و لكن التاريخ الذي سطر لنا بأحرف من ذهب العديد من البطولات والانتصارات في عالمنا العربية.
هو نفسه من ذكر لنا أيضا قصص الخيانة و الخونة وتاريخهم الأسود ” فالتاريخ لا يرحم ”
فمن أبرز هؤلاء الخونة واشهرهم في التاريخ العربي.
هذا الأعرابي الذي دل أبرهة الأشرم عن الطريق لهدم الكعبه المشرفه في الجاهلية و كان يدعى ” ابو رغال ” أول خائن في تاريخ الأمة العربية. حتي أن قبره أصبح يرجمه الماره بالحجاره كما يرجم ” ابليس ” اللعين.
ومن فتح الطريق للتتار ” لحرق بغداد وتدمير الأمة العربية كانت الخيانة التي قدمها ” ابن العلقمي” الخائن وزير الخليفة العباسي. الذي كان له دور كبير لتسهيل مهمة ” هولاكو ” امير التتار. في قتل و حرق وتدمير بغداد .. مقر الحكم ( الخلافة الإسلامية).
من أجل مصلحته الشخصية. وهلك مأسوفآ عليه ولم يحصل إلا علي الخزي العار.
وممن ذكرت خيانتهم في التاريخ أيضا هو ” الصالح إسماعيل الايوبي” حاكم فلسطين و دمشق الذي باع ” القدس ” للصليبيين وتنازل أيضا عن عسقلان لهم. من أجل مساعدته في قتل أبناء عمومته من حكام العرب طمعآ في حكم مصر.
ودارت معركة شرسة بين الجيش المصري بقيادة الصالح أيوب .. و جيش اسماعيل الايوبي و الصليبيين معا في مدينة غزة وانتصر الجيش المصري انتصار ساحق ومشرف وواصل تقدمه حتي تحرير القدس وعسقلان من يد الصليبيين وكانت هذه المعركة بعد و فاة القائد العظيم صلاح الدين الايوبي بفترة قليلة.
والشاهد من هذه القصص التاريخية عن الخيانة ودور الخونة والعملاء أصحاب المصالح الشخصية.
من الرعيل الأول ” ابو رغال ” و ” ابن العلقمي” والصالح اسماعيل الايوبي ” وغيرهم.
انهم موجودين في كل مكان وزمان.
فإن للخيانة اوجه كثيرة متعدده تتغير حسب الظرف والمكان . من احفاد ” ابو رغال ” أحقر واقذر خلق الله …
_ فمن يناصر العدو جهرآ أو سرآ من أجل كسب منصب أو مال فهو ” خائن ” وهذا ما نشاهده الان بأم أعيننا من إعلام العار والخيانة في الخارج. الذي يبث سمومه ليل نهار علي مدار الساعة لتأجيج الصراعات ونشر الفتنة و يتمنى زوال الأمة.
_ من يفسد في الأرض ويحمي الفساد فهو ” خائن” ( لصوص المال العام)
_ من يستغل الظروف و يحتكر قوت الشعب فهو ” خائن ” ( تجار الحروب والأزمات )
_ من يدعو للإحباط وينشر الشائعات والأكاذيب و يحاول تشوية رجال وابطال الجيش والشرطة البواسل درع وسيف الأمة ومؤسسات الدولة فهو ” خائن ” ( العملاء )
_ من يستغل الظروف المحيطة ويحاول الابتزاز السياسي اوالاقتصادي فهو ” خائن ” ( أصحاب المصالح الشخصية) عديمي الخلق و الإنسانية.
_ من يحاول استفزاز مشاعر المواطنين بتصريحات غبية أو شعارات زائفة لزعزعة استقرار الجبهه الداخلية ووحدة الصف وتهديد الأمن القومي عن عمد فهو ” خائن ” ( كهنة كل العصور ) عديمي المسؤولية الوطنية.
_ من لم يدعم وطنه بكل قوة في هذه المرحلة الحرجه وهو قادر .. كلآ في مجاله .. فهو ” خائن ” و ذلك أضعف درجات الخيانة ( الصامتون ). فالصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن.
فهؤلاء وهؤلاء سوس ينخر في جسد الأمة لا ولاء لهم وعهد ولا ذمة.
لا شئ يبرر خيانة الوطن ولا عذر للخائن في خيانته. مهما كانت مبرراته.
فلابد من البحث عن الخونه في كل مكان بترهم عن بكرة أبيهم داخل المجتمعات العربية إذا أردنا الإصلاح و الانتصار دائما في كافة المجالات.
فالخونة والعملاء هم السبب الرئيسي في إضعاف الأمة وانكسارها.
الخونه عديمي الخلق والرحمة والإنسانية لا دين لهم ولا وطن. لذلك فمن لا يرحم لا يرحم.
” قال تعالي ”
إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. ” صدق الله العظيم”