تحليل إستخباراتى للدكتورة _ نادية حلمى
تضامن وزارات الدفاع والمؤسسات العسكرية العربية مع نظيرتها الصينية، لمطالبة جيش الدفاع الإسرائيلى بطرد متهودى الكايفنغ الصينى المجندين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وتأثير ذلك على تدهور العلاقات بين وزارتى الدفاع الإسرائيلية والأمريكية “البنتاجون” لصالح الصين والمنطقة
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف- محللة إستباقية إستخباراتية لدراسات المستقبل المنظور والنظام العالمى الجديد
تأتى خطورة دراستى العملية لأوضاع متهودى إقليم الكايفنغ الصينى، وتتبعهم بعد عملية تهويدهم من قبل إسرائيل، وصولاً لنقلهم إلى تل أبيب، وتجنيدهم فى جيش الدفاع الإسرائيلى، ثم اللعب بهم لدى حكومة الصين وسلطاتها العسكرية والدفاعية والأمنية. وكتجربة عملية بل وأكاديمية عالمية – بإعتبارى أول أكاديمية مصرية وعالمية يتم السماح الصينى لها بدراسة أوضاع متهودى الكايفنغ الصينى عملياً – لذا، قررت نقل تجربتى للمجتمع العسكرى والدفاعى والبحثى الأكاديمى الدولى، موثقاً بكافة بالأدلة والبراهين التى تثبت كل ما درسته وخبرته على أرض الواقع، وصولاً بتتبعى إسرائيلياً، والتعرض لى، حتى مرحلة إحتجاجى وتقديم السفارة الإسرائيلية فى بكين لإعتذار رسمى موجه لى، بعد محاولة عدد من المصليين اليهود والإسرائيليين الإعتداء على داخل “بيت شاباد بكين”، لمنعى من دراسة ملف التهويد للصينيين من قبل إسرائيل ومنظماتها العاملة فى الصين، وعلى رأسها: منظمة شافى إسرائيل، ومديرها “مايكل فرويند” المتواجد بإستمرار فى الصين، ومنظمات “أقفوا معنا وأدعمونا”، وغيرها من تلك المنظمات، لإدعائهم محاولة إكتشاف جذور اليهود فى العالم، ثم دعوتهم لتل أبيب، وتجنيد عدد من شبابهم كشباب إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، فضلاً عن دور عدد من المنظمات اليهودية والإسرائيلية الصهيونية، والمقيمة بشكل دائم فى الصين.
فبعد دراستى لهذا الملف الخاص بالتهويد والتجنيد للصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وما حدث لى بعدها من عمليات ترهيب وترويع، تغيرت حياتى كلها بالمرة من مجرد فتاة عادية، إلى أكاديمية دولية بارعة، أتى خلفها العالم لفهم أبعاد قضيتها، من دراسة ملف متهودى الكايفنغ وتجنيدهم فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وما حدث فى حياتى كلها من تغيرات دراماتيكية، وضغوط إستخباراتية إسرائيلية وأمريكية بالغة، لإجبارى على إغفال نقاط عديدة، وعدم تسليط الضوء عليها، حتى لا يفهم العرب ولا وزارات دفاعهم ومؤسساتهم الدفاعية والعسكرية والمخابراتية والأمنية كافة ملابسات قضيتى بالدليل، وأسباب تلك الضغوط التى أعانى منها، لإجبارى على تكميم وغلق فمى، وعدم التعرض لصور ونقاط تجنيد الصينيين المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وصولاً لمرحلة إشاعة جنونى، حتى لا يفهم أحد قضيتى معهم على وجه التحديد، وكى لا يستمع لى أحد مصرياً وعربياً ودولياً، لفهم ملابسات القضية جيداً وما تفعله إسرائيل ومنظماتها الصهيونية فى الصين، من تجنيد للصينيين، خاصةً الشباب منهم من إقليم الكايفنغ الصينى، ثم نقلهم لتل أبيب، وتدريبهم وإلحاقهم بوزارة الدفاع الإسرائيلية، لإستخدامهم فى المستقبل لمحاربة العرب وأبناؤنا فى قطاع غزة بفلسطين.
وجاءت لى تعليقات من العالم كله على كتابى، حول: “الصينيين المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى”… والذى إشترت نسخ منه كبرى الجامعات الأمريكية والعالمية، وعلى رأسها – جامعة هارفارد الأمريكية – المصنفة الأولى حول العالم، فضلاً عن جامعات (نيويورك، واشنطن، ستانفورد، ميتشغان، بنسلفانيا، أوهايو)، وغيرها. لذا، قررت التفرغ تماماً فى الفترة المقبلة لتطوير كتابى حول ملف التهويد والتجنيد للصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى بإذن الله، بسبب سؤال العالم كله عنه بشكل غير مسبوق دولياً لفهم تحليلات المستقبل، وما يمكن الإستناد عليه لمواجهة تجاوزات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية فى مواجهة الصين والعرب وأبناء قطاع غزة الفلسطينية.
لقد قررت تطوير كتابى المشار إليه حول متهودى الكايفنغ الصينى، بحيث أركز على خطط المستقبل، وكيف تتضامن وزارات الدفاع والمؤسسات العسكرية الصينية والعربية سوياً للمطالبة بطرد الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، ومعهم ٦ آلاف مرتزق آخر مجند فى الجيش الإسرائيلى، لعدم مشروعية ذلك دولياً، وفقاً لإتفاقيات جنيف الخاصة بمعاهدات الأسرى والحروب عام ١٩٧٧. ولتلك الأسباب المذكورة، باتت إسرائيل وأجهزة إستخباراتها تخوض حرب شرسة فى مواجهتى، لمطالبتى وزارة الدفاع الصينية بمخاطبة نظيرتها الإسرائيلية لطرد متهودى إقليم الكايفنغ الصينى من جيش الدفاع الإسرائيلى لخطورة ذلك على مستقبل العلاقات الصينية العربية.
والأخطر عندى، وما حذرت الصينيين منه بالفعل، هو أن الصينيين المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، سيكونوا سبباً حقيقياً فى تأزم العلاقات الصينية – العربية المستقبلية، بسبب دفع الجيش الإسرائيلى بيهم فى مقدمة جبهات القتال… لذلك سيتساءل العرب والشعوب، عن:
مع من نحارب؟ هل نحارب إسرائيل أم الصين؟
كما أن إسرائيل ستضحى فعلياً بالمرتزقة الأجانب، وعلى رأسهم الصينيين المتهودين من إقليم الكايفنغ الصينى فى الخطوط الأمامية لجبهات القتال، خاصةً فى (قطاع غزة وهضبة الجولان السورية وجنوب لبنان)، وغيرها.
ومن هنا، أتوجه بنداء دولى هام، وأعتبر بأنه بات لزاماً على كافة المنظمات الحقوقية الدولية (عبر دعوتها من كافة الدول التى يخدم عدد من حملة جنسيتها فى صفوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وجيش الدفاع الإسرائيلى، إلى المسارعة بسحبهم بعد تسجيل الجيش الإسرائيلى لإنتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ومجازر حرب فى الهجمات الذى شنها على قطاع غزة فى فلسطين)، بالنظر لإحتمال أن يكون هؤلاء الجنود المرتزقة فى جيش الدفاع الإسرائيلى، هو “إستغلال إسرائيلى عسكرى لهم لإقتراف جرائم حرب”.
فقد إكتشفت الباحثة المصرية، عن (وجود العديد من المرتزقة، من حملة جنسيات لدول أخرى، ومنها الصين من الذين “يتطوعون” للخدمة العسكرية كمرتزقة أجانب – مجرمين دولياً – فى صفوف الجيش الإسرائيلى، وذلك ضمن قوات إسرائيلية خاصة، شاركت فى قتل المدنيين الفلسطينيين، ولا سيما فى قطاع غزة). مع الوضع فى الإعتبار، بأن هناك برنامجاً فى إسرائيل يسمح لأى شخص يهودى “وليس بالضرورة إسرائيلى” للخدمة فى جيش الدفاع الإسرائيلى. ولكن الباحثة المصرية، توصلت بعد قراءة تحليلية مستفيضة للمشهد العسكرى الإسرائيلى العام فى هذا الشأن، عن (وجود مرتزقة غير يهود بالأساس، يخدمون فى جيش الدفاع الإسرائيلى، رغم تجريم ذلك دولياً، لعدم مشروعية الإستعانة بوناصر أجنبية مرتزقة فى أى مؤسسة عسكرية دولية). وربما كان الأمر الذى أضحكنى بشدة، هو مطالبة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية للرئيس التركى “أردوغان” بطرد المرتزقة السوريين فى جيش الدفاع التركى، لإستغلالهم والتضحية بهم سريعاً فى مقدمة جبهات القتال والحرب فى سوريا، ليييا، وغيرها. وهو الأمر الذى يؤكد مبدأ “المعايير المزدوجة لدى إسرائيل وأمريكا فيما يتعلق بملفات المرتزقة الأجانب فى جيوش الدفاع الإسرائيلية والتركية”.
كما أن التقديرات التى توصلت إليها الباحثة المصرية من مصادر مختلفة، تخص بالأساس مراكز البحوث والدراسات التابعة لوزارات الدفاع المعنية الإسرائيلية والأمريكية، تفيد بأن (الجيش الإسرائيلى، يستعين بأكثر من ٦٠٠٠ جندى من المرتزقة الأجانب، يحملون جنسيات مختلفة)، منها: الجنسية الصينية والأمريكية كذلك، ووضعتهم إسرائيل فى مقدمة جبهات الحرب والقتال، حفاظاً عنصرياً من إسرائيل وقادة جيوشها وعسكرييها على عنصر الدم اليهودى من خطر الموت والقتال فى المقدمة، ووضعهم فى مؤخرة الصفوف وجبهات الحرب، وهؤلاء المرتزقة العسكريين الأجانب، متواجدين حتى الآن فى جبهات عدة فى الجيش الإسرائيلى، ومعظمهم على جبهة قطاع غزة فى فلسطين، وهضبة الجولان السورية، وجنوب لبنان، حيث تركز عناصر “حزب الله فى لبنان”، بالقرب من مناطق مزارع شبعا وغيرها، القريبة من إيران.
وذلك يستحضرنى لتذكر ما أطلعت عليه الباحثة المصرية بعناية شديدة منذ عدة سنوات، من بيانات لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، فضلاً عن بيانات أخرى لوزارة الخارجية الأمريكية، بالإعلان عن مقتل جنديين مرتزقة أمريكيين فى إشتباكات “قطاع غزة”، ومعظمهم كانوا يقاتلون كمرتزقة داخل جيش الدفاع الإسرائيلى فى “لواء جولانى العسكرى”.
وبعد تسليطى الضوء على كل تلك النقاط السابقة، والتى ربما لم ينتبه إليها أحد، ودرستها الباحثة المصرية إستخباراتياً وعسكرياً وعملياً واقعياً على الأراضى الصينية لعدة سنوات، وتعرفى بشكل كامل حتى الآن على كافة المنظمات اليهودية والإسرائيلية الصهيونية العاملة فى الصين، وكافة أنشطتها وتحركاتها هناك. وبناءً عليه دأبت إسرائيل وأجهزة إستخباراتها العسكرية على خوض أبشع حرب إنتقامية منى فى قلب القاهرة، لإفشالى جميع خططها العسكرية المستقبلية مع الصين والعرب. وبسبب أنى درسته وحللته من داخل الصين نفسها… لذا، فإن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية معها، أو بالأدق اللوبى اليهودى فى أمريكار باتوا يخوضون أعنف وأشرس مواجهة ضدى، لتسببى فى إفشال خططهم العسكرية مع الصين لمدة ٣٠ عام قادمة أخرى.
ورغم حجم المعاناة الهائلة والألم بسبب مخاطر جمة تعرضت لها إسرائيلياً، إلا أننى قد إعتبرت أن ما حدث هو البداية الحقيقية لنا جميعاً، فمادمنا قد عرفنا نقاط ضعف جديدة وحقيقية مبتكرة فى مواجهة إسرائيل… فمن هنا، بات لابد من اللعب عليها جميعاً عسكرياً لتحقيق إنتصار عسكرى بارع عليهم. وهو الأمر الذى أرحب بشدة بتدريسه فى كافة المؤسسات والكليات العسكرية المصرية والعربية بل والعالمية، والتى أرحب بتواصلها جميعاً معى، لعمل سلسلة محاضرات حقيقية، لشرح كل الثغرات الحقيقية الجديدة والمبتكرة، للنفاذ لقلب الجيش الإسرائيلى بمساعدة الصين. وتحقيق إنتصار عسكرى عليهم، لإكتشافى بالتجربة مدى سهولة ذلك عملياً، وبإمكانية النفاذ لقلب الجيش الإسرائيلى ذاته. فاتت تلك هى البداية الحقيقية لإحراج إسرائيل ومؤسستها العسكرية دولياً وعربياً، بمساعدة مؤسستنا العسكرية وقادة جيشنا وجيوشنا العربية.
لقد قررت أن أصنع لوطنى الحبيب “مصر” ولمؤسساته الدفاعية والعسكرية، ولكافة باحثينا وأكاديميينا شيئاً جديداً، شئ أقدمه للعرب وللعالم، لإيمانى الشديد والمطلق، بأننى كنت البداية، كنت الشرارة التى تحملت نيابةً عنكم كل تلك الفظائع والضربات المؤلمة من قبل الموساد الإسرائيلى وجهاز الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية… لقد أتوا خلفى فى القاهرة بعد تتبع رحلتى المستفزة لهم فى بكين، وتغاضى سلطات بكين- وفق تصورهم- عن التعرض لى لمنعى من تتبع شبكة مصالحهم. فى حين أن الحقيقة تكمن فى غضب الصين الهائل مما يحدث لها إسرائيلياً وأمريكياً، عبر منظماتهم الصهيونية وإقامتها الدائمة فى الصين، وجعل مهمتها القصوى هى تجنيد الصينيين، وإرسال شبابهم المتهودين إلى قلب تل أبيب، لإستكمال إجراءات وتكتيكات تهويدهم، أى إدخالهم الديانة اليهودية، بعد إستكمال إجراءات وأعمال التهويد، التى تسمى “عاليا” وهى باللغة العبرية، تعنى: مرحلة العلو والتصعيد لتغيير ديانتهم السابقة من غير اليهودية وصولاً لمرحلة العلو والتسامى والقفز بهم لمرتبة أعلى، وهى مرحلة الديانة اليهودية.
لذا، كانت بدايتى المثيرة لدراسة أوضاع متهودى الكايفنغ الصينى، وضربى المبرح من قبل حرس السفارة الإسرائيلية فى بكين، والذين تم الإستعانة بهم من داخل “بيت شاباد بكين للصلوات اليهودية”، والذى يعد بمثابة المعبد اليهودى للصلوات اليهودية، ثم إحتجاجى وصراخى العالى فى بكين، وتهديدى بتصعيد الأمر دولياً ما لم يتم تقديم إعتذار رسمى لى، حتى تقديم السفير الإسرائيلى السابق فى بكين “ماتان فيلناى” لإعتذار رسمى مكتوب لى فى بكين على ما حدث لى من إعتداء مبرح وتطاول عنصرى من قبل مصليين يهود وإسرائيليين، وفق خطة مدروسة، بجعلى أداة للإنتقام منى فى يد الجميع، لتسببى فى إرباك وتشتيت المصالح الإسرائيلية والأمريكية كافة، خاصةً العسكرية منها فى قلب بكين. لذا باتت عملية الإنتقام منى متشعبة ومتطرفة، لجعلى مثار علنى لضرب وبلطجة الجميع.
مع العلم، أن السفير “ماتان فيلناى”، والذى قدم لى الإعتذار الرسمى المكتوب بعد فضيحة الإعتداء على داخل بيت شاباد بكين للصلوات اليهودية، كان نائب وزير الدفاع الإسرائيلى، وأول سفير إسرائيلى على الإطلاق يأتى من خلفية عسكرية وليست دبلوماسية يتولى منصب دبلوماسى فى الصين والعالم. وهو الأمر الذى يدل ويؤكد خطورة وأبعاد منصبه العسكرى لدى حكومة بلاده فى بكين فى ذلك التوقيت، وربما أذهب لما هو أبعد من ذلك، بالنظر لخلفية الجنرال “ماتان فيلناى” العسكرية، والإستعانة به لأول مرة عسكرياً فى مهمات خارجية فى إسرائيل، بالربط بين واقعة ضربى والإعتداء على فى بيت شاباد بكين، وبين دور الجنرال “ماتان فيلناى” وخلفيته العسكرية فى هذا الإطار. وهو ما جعلنى عام ٢٠١٦، أكتب تحليل إستخباراتى كامل نشرته وقتها، بعنوان: “ماتان فيلناى: جنرال محترف يدير ملف العلاقات بين بكين وتل أبيب”… وذلك بعد بحثى الدقيق حول خلفية الجنرال “ماتان فيلناى”، لإدراكى لخطورة موقعه الدقيق فى بكين، خاصةً عسكرياً، وربطى ذلك وقتها للصينيين، بكون خلفية “ماتان فيلناى” العسكرية، هى الرهان الأكبر عند تل أبيب، ومؤسساتها العسكرية والأمنية والدفاعية، لتمرير عدد من الخطط العسكرية الإسرائيلية إلى بكين، ثم لدراسة ملف التهويد والتجنيد للشباب الصينى المتهود من إقليم الكايفنغ الصينى، وصولاً لمرحلة نقلهم لتل أبيب.
وعلى الجانب الآخر، تابعت ملف التخبط والخلاف بين السفير الجنرال الإسرائيلى السابق فى الصين “ماتان فيلناى”، مع عدد من الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين، رداً على تلك العلاقة المتنامية مع الصين بوصفها تشبه علاقة “القزم الممتلئ مع عملاق مهدد”، ويعتقدون أن الصين ليست صديقة وليست بديلاً عن الدعم الأمريكى الملح لإسرائيل، ويبدو الأمر كما لو أن إسرائيل أعطت الإتحاد السوفيتى السيطرة على مواقعها الإستراتيجية قبيل حربى ١٩٦٧ و ١٩٧٣.
وهنا يحلل عدد من الأكاديميين والعسكريين الإسرائيليين خطورة المشاريع الصينية فى إسرائيل على أمنهم القومى، ففى تحليل لكلاً من العميد البحرى المتقاعد الجنرال “شبتاى ليفى”، ورئيس مركز السياسة البحرية والبحوث الإستراتيجية فى إسرائيل، البروفيسور “شاؤول حوريف”، فلقد جاء تأكيدهما على:
“أن المشاريع الإقتصادية الصينية فى إسرائيل – ولا سيما فى مجال البنى التحتية الإستراتيجية – غير محبذة، فالصين تحاول إستخدام العقل اليهودى”
أما الرئيس السابق للموساد “أفرايم هاليفى”، فيربط بين “الإستثمارات الصينية فى تل أبيب وخطورة ذلك لتقارب الصين إستراتيجياً مع إيران كحليفة للصين”، وجاء تحذيره نصاً:
“أن السيطرة الصينية على إستثمارات إستراتيجية قد تضعف السيادة الإسرائيلية، وتضعف قدرتها على التعامل مع تصعيد الصراع أمام إيران”
وفى ذات الإتجاه ذهب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) الجنرال “نداف أرغمان”، موضحاً خطورة التواجد الصينى فى كافة مشروعات البنية التحتية الإسرائيلية، لسهولة حصولها على كافة أسرارنا العسكرية والدفاعية، وتهديد أمننا، بالتأكيد على:
“أن النفوذ الصينى فى إسرائيل بات خطيراً، خاصةً عندما يتعلق بالبنية التحتية الإستراتيجية وإستثمارات الشركات الإقتصادية الكبرى”
ويكاد يكون هناك إتفاق بين العسكريين الإسرائيليين والأمريكيين، بأن “مواقف الصين السياسية وأهدافها يمكن أن تتعارض مع المصالح الإسرائيلية والأمريكية”، وقد يجد الطرفان نفسيهما على طرفى نقيض فى المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، وهو ما حدث خلال ترأس الصين لجلسة مجلس الأمن الدورية خلال عام ٢٠٢١، بالتصويت ضد الإنتهاكات الإسرائيلية فى قطاع غزة، والمعارضة الصينية الشديدة للنهج الإسرائيلى مع الفلسطينيين.
كما بات التأكيد الأمريكى واضحاً، بأن (قيام الشركات الصينية ببناء وتشغيل المرافق الإسرائيلية قد يمكن الصين من التجسس على الأرض وفى العالم الرقمى على الولايات المتحدة الأمريكية وتكنولوجيتها الإسرائيلية). كما أن التواجد الصينى يمثل تهديداً حقيقياً للأمن التكنولوجى الإسرائيلى ولنظيره الأمريكى والآفاق المستقبلية لإقتصادهما، مثل:
(تعامل الصين مع الحقوق الفكرية، والإستحواذ على الشركات الإسرائيلية الكبرى، وقدرة الصين على إختراق السوق الإسرائيلية)
وهو ما ذهب إليه الشاب الإسرائيلى شاين”، والذى شغل منصب “رئيس رابطة شباب حزب الليكود”، والذى ترأس فى عام ٢٠١٦ وفداً كبيراً لزيارة الصين مكوناً من شباب الأحزاب الإسرائيلية، وجاء تحليله دقيقاً، بالذهاب إلى:
“أن إسرائيل لديها الكثير مما يمكن تقديمه للصين لتحقيق أهدافها المعلنة فى المجالات التجارية والإقتصاية، فى حين أن الصينيين ينظرون إليها على أنها محطة تجارية رائدة ومصدر إقتصادى مهم، خاصةً فى مجالات التكنولوجيا المتطورة، حيث أن لدى الصينيين موروثاً تاريخياً يعتبر العالم “ألبرت آينشتاين” نموذجاً لليهودى الناجح فى مجال دراسته وعمله، وتظهر صوره فى الكتب الدراسية والجامعية فى الصين”
وحتى بالنسبة للجانب الصينى، فهم يعترفون بأن “إسرائيل تعد هى أسهل طريق للوصول إلى مفتاح وأسرار التكنولوجيا المتطورة الأمريكية”، وهو ما ذهب إليه أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بكين للدراسات “ليو تشينغ”، بتوضيحه أن:
“تعرف إسرائيل تعرف بإمتلاكها قوة تنافسية بمجال التكنولوجيا وخاصة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعى، وتقنيات الزراعة الحديثة وغيرها، ولا شك أن الصين تتطلع إلى تعزيز التعاون معها بهذه المجالات”
– وتكمن خطتى للصينيين من خلال إستغلال متهوديها من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، من خلال:
١) تدريبهم للحصول على (الأسرار العسكرية الإسرائيلية التى حصلت عليها من واشنطن، مثل: القنابل الأمريكية المتطورة القادرة على إختراق الملاجئ الإيرانية فى عمق الأرض، وطائرات تزويد المقاتلات الإسرائيلية بالوقود فى الجو).
٢) كما ستتمكن الصين عن طريق مواطنيها فى جيش الدفاع الإسرائيلى، من (إختراق “قيادة العمق الإسرائيلى”، وهى تلك التى أعلن عنها الجيش الإسرائيلى، والتى أسند اليها القيام بعمليات فى العمق الإستراتيجى للعدو). ونجد أن الجنرال الإسرائيلى “شاى أبيطال”، هو أول من تم إختياره لإنشاء هذه القيادة ورئاستها، بعد خروجه إلى التقاعد مباشرةً، وكان يشغل فى السابق منصب قائد وحدة قيادة الأركان الإسرائيلية. وهنا نجد أن القيادة الجديدة للعمق الإسرائيلى ستكون مركزة، بمعنى: أنها لن تكون كبيرة حجماً، حيث ستضم ١٠٠ عسكرى فقط، ولكن (الدور المخصص لها فى كافة الحروب الإسرائيلية مركزية، فهى ستبادر للقيام بحملات متشعبة فى العمق الإستراتيجى للعدو، وتوجيه وتفعيل القوات فى هذه العمليات)، ولقد أقيمت قيادة العمق الإسرائيلى، على خلفية الإهتزازات المختلفة التى قد مر بها العالم العربى بعد ثورات الربيع العربى، فضلاً عن مجمل الأوضاع التى قد تنشأ عنها مستقبلاً.
٣) وببساطة، ستتمكن الصين عن طريق مواطنيها المتهودين فى جيش الدفاع الإسرائيلى بعد تجنيدهم وتدريبهم، من الإقتراب من عمق “قيادة العمق الإسرائيلى”، وستفهم مهمتها وتوقيت تحينها الفرص التى يمكن من خلالها، توجيه ضربات قوية فى العمق الإستراتيجى للعدو( فى مسافات تزيد عن ١٠٠ كم من الحدود الإسرائيلية) وإخراجه عن توازنه، بواسطة عملية متشعبة لقوات برية جوية وبحرية إسرائيلية كبيرة نسبياً.
٤) وستجعل الصين مهمة المجندين الصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، فى تتبع مهمات قيادات وأوامر وتعليمات العمق الإستراتيجى الإسرائيلى، لمعرفة توقيتات (التخطيط وتقديم الإقتراحات لقائد الأركان الإسرائيلى، بإعتباره المسؤول المباشر عنها، فضلاً عن تكتيكات التخطيط لكافة العمليات العسكرية الإسرائيلية)، وذلك فى حال تمت المصادقة عليها من قبل هيئة الأركان الإسرائيلية، وكبار قادة الأركان فى إسرائيل، لخروج تلك العمليات العسكرية لإسرائيل إلى حيز التنفيذ.
٥) ويمكن للصين من خلال إستغلال متهوديها من إقليم الكايفنغ الصينى فى جيش الدفاع الإسرائيلى، إختراق كافة الكليات العسكرية الإسرائيلية ومكاتبها العسكرية الهامة، وعلى رأسها:
– كلية القيادة التكتيكية
– كلية القيادة والأركان
كلية الأمن القومى –
– مكتب تنسيق الحكومة فى المناطق والمستوطنات الإسرائيلية
المستشار المالى لرئيس الأركان الإسرائيلى –
– السكرتير العسكرى لرئيس الوزراء الإسرائيلى
٦) وستتمكن للصين عن طريق مواطنيها فى جيش الدفاع الإسرائيلى، من إختراق المؤسسات العسكرية الإسرائيلية، خاصةً المدنية منها، وبالأخص:
– إدارة تطوير الأسلحة وصناعة التكنولوجيا الإسرائيلية
– قسم الهندسة والبناء لوزارة الدفاع الإسرائيلية
٧) وكان أكثر ما إستوقفنى طويلاً كمحللة إستخباراتية بعين ثاقبة، ونبهت الصينيين له، هو تلك المعطيات الصادرة عن (قسم القوى البشرية فى جيش الإحتلال الإسرائيلى)، وفق ما أكدته القناة الثانية العبرية فى تقرير لها، والتى كان مفادها (أن واحد من كل أربعة جنود إسرائيليين يعانون من ضائقة إقتصادية ومالية، وتبين أن عشرات الآلاف منهم يعانون الفقر ويطلبون المساعدات داخل المؤسسات العسكرية والدفاعية الإسرائيلية). وفى ظل عجز قيادة الجيش الإسرائيلى عن التعامل مع هذه الظاهرة، تقدم (جمعيات المساعدات المالية للجنود الإسرائيليين الفقراء) مساعدات لهم، وأدى ذلك إلى إنعكاس مدى الحالة الإقتصادية التي يعيشها المجتمع الإسرائيلى وعجز ميزانيته فى تغطية كافة دوائر الجيش الإسرائيلى. خاصةً إذا ما علمنا، بأن ما يقارب من ٣٠ ألف جندى إسرائيلى، يصنفون عسكرياً ورسمياً، على أنهم يعانون من ضائقة مالية والمبالغ التى تقدم كمساعدات للجنود الإسرائيليين الفقراء، تبلغ أكثر من نصف مليار شيكل بالعملة الإسرائيلية.
٨) ومن وجهة نظرى الإستخباراتية الثاقبة، ورؤيتى التحليلية العميقة، فقد أدركت أن النقطة السابقة مباشرةً، والخاصةً بفقر أكثر من ٣٠ ألف جندى إسرائيلى، وإعاشتهم على منح الفقر والإعالة والخدمات الإجتماعية الحكومية، لهو (البداية الحقيقية للتغلغل العسكرى الصينى فى قلب تل أبيب ومؤسساتها العسكرية والدفاعية والأمنية والإستخباراتية، عن طريق محاولة تجنيدهم لصالحها والإستفادة منهم بعد معالجة مسائل عجزهم المالى، لرد تلك الصفعة الإسرائيلية فى تجنيد عدد من المواطنين الصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، والتضحية بهم فى الصفوف الأولية والأمامية للقتال فى الحروب الإسرائيلية الدائرة على عدة جبهات فى: قطاع غزة، هضبة الجولان السورية، وجنوب لبنان).
ومن هنا، ومن خلال تحليلى الإستخباراتى والعسكرى المشار إليه، يمكن للمؤسسات العسكرية والدفاعية العربية التضامن مع نظيرتها الصينية، لإختراق المؤسسات العسكرية والأمنية والمخابراتية الإسرائيلية بكل سهولة ويسر، سواء عن طريق (متهودى إقليم الكايفنغ الصينى داخل جيش الدفاع الإسرائيلى، أو عن طريق المجندين الإسرائيليين أنفسهم من الفقراء والمحتاجين داخل وزارة الدفاع الإسرائيلية، والذين يقدر عددهم كما ذكرت بأكثر من ٣٠ ألف جندى إسرائيلى). وفى إعتقادى، بأن تلك هى البداية الحقيقية لإختراق عمق الجيش الإسرائيلى وتحقيق إنتصار عسكرى مصرى وعربى بارع عليهم، بمساعدة الصين ومواطنيها المتهودين المجندين فى جيش الدفاع الإسرائيلى. وأعتقد أن الصورة الآن باتت واضحة للعيان.