سيد الأسيوطي يكتب.. الحرب ليست نزهة و الدبلوماسية لها مخالب و أنياب

 

من العجب العجاب في عالمنا العربي بصفة عامة و مصر بصفة خاصة نجد أصوات عالية للبعض دائمة الدعوة للحرب والقتال دون وعي او علم او مسؤولية بدعوى خوفهم علي أمن الوطن. وتناسوا أن الحرب ليست نزهة بل تجلب الخراب والدمار و تشرد الشعوب وتاخر الوطن الذين يدعون حمايته عشرات بل مئات السنين والعودة الي الوراء.

وهذا ما حدث مع دولة العراق الشقيقة خلال حربها مع إيران عام 1980. في حرب لا غالب فيها وجلبت المستعمر للمنطقة مرة اخري بحجة حفظ السلام. و للاسف الخاسر الوحيد هم المواطنين الذين راحوا ضحية التسرع و عدم الوعي والفكر السياسي المتطرف لقادة إيران والغطرسة والشعارات الرنانة لقادة العراق.

وهذه الحرب كانت لها داعيات خطيرة علي المنطقة بأكملها.

وهذا ما تحاول أجهزة المخابرات لبعض الدول الطامعة والطامحة تكراره للسيطرة علي مقدرات الأمة و ثرواتها من خلال بث الفتنة و قرع طبول الحرب ونشر الشائعات المغرضة والإكاذيب من أعوانهم من العملاء المغرضين المتربصين بالوطن والجهولاء أصحاب الشعارات الرنانة الذين ينفخون في الكير دون وعي او علم و للاسف للطرفين هدف واحد هو إشعال نيران الحروب التي لا تجلب الا رائحة الدم الخراب والدمار. وتعليقا علي ما يروج له اعلام العار والخيانة في الخارج. أن لم تكن هناك حروب فما فائدة تسليح الجيوش وصرف المليارات. نقول لهم الجيوش القوية وجدت للدفاع والحفاظ علي أمن الوطن. وليست للتسرع و العدوان علي الآخرين.

وهذا لا يمنع أن الحروب اذا فرضت فلا سبيل من الحرب للدفاع عن أمن واستقرار وسلامة الوطن والمواطنين. هذه هي عقيدة الجيوش بصفة عامة وعقيدة الجيش المصري العريق صاحب التاريخ كأول جيش نظامي. فمصر دولة لا تعدي ولكنها قادره علي الحماية بعد استنفاذ كافة الطرق الدبلوماسية والسياسية. وهذا ما حدث في ملفات كثيره.

ونجحت مصر بشكل ملحوظ في إدارة الملفات الخارجية، مثل الحرب علي غزة وليبيا الشقيقة وحتي سد الخراب الأثيوبي. و منطقة شرق المتوسط.
و كان أداء رائع للدبلوماسية المصرية الخشنة التي بالفعل كان لها مخالب وانياب وتم حل كثير من النازعات و الأزمات بفضلها.

كما استعادة هذه الدبلوماسية التي قادها تحالف الثلاثي العربي مصر والسعودية و الإمارات
العلاقات والضعط علي دول اخري في مشهد تاريخي، وتطبيع العلاقات مع دول أخرى مثل قطر و عوتها لصوابها ولبيتها العربي.

و بالنسبة لمصر ودورها البارز ونجاحها علي كافة المستويات. أرجع الخبراء هذا النجاح إلى فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأستخدامه الدبلوماسية الرئاسية ” الخشنة” ومنها الخط الأحمر وتهديده باستخدام القوة في بعض الملفات ، و”الصبر الاستراتيجي” في ملفات أخرى، إلى جانب علاقات مصر الخارجية وخبرتها وسياساتها الحكيمة المعتدلة علي المستوى العربي و الإقليمي و العالمي. وهذا ما يعكس قوة مصر ومكانتها بين الأمم.

وفي هذا الصدد، نوجه رسالة للجميع وخاصة أصحاب الترندات و الشعارات الرنانة من سياسيين واعلاميين ومثقفيين في مصر والوطن العربي. نرجو الحذر كل الحذر من إطلاق العنان للاحاديث و التصريحات الرنانة دون وعي او اعلم . التي لا طائل منها غير خلق حالة من الاحباط بين كافة طوائف شعوب الأمة مما يحقق هدف أعداء الأمة المتربصين بها بتحقيق أهدافهم الخبيثة واحلامهم التوسعية والاستعمارية بنشر سمومهم بترويج الشائعات والإكاذيب المغرضه لبث
الفتنه بين الأشقاء لكي يقتل الأخ أخاه دون وازع ديني او أخلاقي او إنساني.

اتركوا أمر الأمن القومي لأولي الأمر وأهل التخصص “يرحمكم الله” لغلق الباب أمام المتامرين واحباط مخططاتهم. فنحن لسنا اكثر منهم خوفآ وحرصآ علي أمن واستقرار وسلامة الوطن. ( قوتنا في وحدتنا ) الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى