بِقَلَم : نَواف بْن سَفَر العتيبي جَاءَ يَوْمَ الْمُعَلِّم وَرَحَل وَكَلِمَة شُكْرًا لاتكفي !

 

يَوْم الْمُعَلِّم الْعَالَمِيّ ، هُوَ يَوْمُ دُولي يُقَام سنويًا فِي 5 أُكْتُوبَر . تَأَسَّس فِي عَامٍ ( 1994م)
ويهدف يَوْم الْمُعَلِّم الْعَالَمِيّ إلَى التركيز عَلَى “تقدير ، وتقييم ، وَتَحْسِين ، الْمُعَلِّمِين فِي العالم” وَأَتَاحَه الْفُرْصَة لِلنَّظَرِ فِي الْقَضَايَا الْمُتَعَلِّقَةِ بالمعلمين ، والتدريس” .

وَنَعْلَم جَمِيعًا بِأَنْ الْمُعَلِّمِين والمعلمات لَهُم فَضَائِل كَبِيرَةٌ فِي الْمُجْتَمَعِ ، حَيْث يَعْتَبِرُون حَجَرُ الزَّاوِيَةِ ، وَالْقُوَّةُ فِي الْمُجْتَمَعِ ، وَفِي الوَطَن ، وَيَعُود الْفَضْل لَهُمْ بَعْدَ اللَّهِ فِي تَخْرُج الْمُهَنْدِس ، وَالطَّبِيب ، والسياسي ، وَالاقْتِصادِيّ ، وَالْعَامِل ، وَالْمُزَارِع ، وَجَمِيع فئات الْمُجْتَمَع ، أَنَّهُم حقاً يشكّلون وَعِيّ الوَطَن ، وَبِنَاؤُهُ عَلَى أَسَّسَه الْقَوِيمَة .

فَكُلُّنَا يُعْرَف قَدْرهم ، ومكانتهم ، وندين لَهُم بِالْفَضْل بَعْدِ اللَّهِ فِي مايقدمونه مِنْ جَهْدِ .
وَتَسْعَى وِزارَةُ التَّعْلِيمِ مَشْكُورَةٌ فِي تَعْزِيز مَكَانَه الْمُعَلِّمِين والمعلمات فِي الْمُجْتَمَعِ ، و إبْرَاز دُورِهِم المحوري فِي الْمَنْظُومَةِ التَّعْلِيمِيَّة
وَلَيْس أَدَلُّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْمُبَادَرَة لتكريمهم فِي هَذَا الْيَوْمِ ، وَتَوْجِيه الْمَيْدَان التَّعْلِيمِيّ للاحتفاء بِهِم .
اعْتِرَافًا وَتَقْدِيرًا بِرِسَالَتِهِم الْعَظِيمَة ، وَلَكِنْ مِنْ الْمُؤْلِم أَنْ يَكُونَ أَقْصَى مَا يَتَمَنَّاهُ الْمُعَلِّمُون والمعلمات فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَالَمِيّ هُو وَرَدَّهُ مِنْ طَالِبِ أَوْ طَالَبَه ، أوورقة كَتَبَ عَلَيْهَا عِبَارَات الشُّكْر وَالتَّقْدِيرُ مِنْ مُدِيرٍ أَوْ مُدِيرُه مَدْرَسَة ، وَلَعَلَّ مَنْ الْأَشَدّ ألمآ أَنْ يَشْتَرِيَ بَعْضُهُم الْوُرُود وَإِعْطَائِهَا لِلطُّلَّاب ، والطالبات لتوزيعها عَلَيْهِم ، ويسطرون عِبَارَات الثَّنَاء لِأَنْفُسِهِمْ مِنْ أَجْلِ أَنَّ يقرئها الطُّلاَّب ، والطالبات فِي الْإِذَاعَة المدْرَسِيَّة فِي يَوْمِ الْمُعَلِّم !

قطعآ لَيْسَ هَذَا الْمَأْمُولُ مِنْ الْمُجْتَمَعِ تُجَاه أَصْحَاب الرِّسَالَة السامية ، ومعلمي النَّاسَ الْخَيْرَ ؟ وَلَسْت هُنَا بِصَدَد الْحَدِيثِ عَنْ مكانتهم أَو مايقومون بِهِ مِنْ أَدْوَار فَالْكُلّ يَعْلَمُ ذَلِكَ ، وَقَدْ أَدْرَكَ الْجَمِيع أدوارهم ، وَحَجْم مسؤولياتهم فِي ظِلِّ جَائِحَةٌ كورونا ، عِنْدَمَا عَجَز كثيرُ مِنْ الْآبَاءِ ، وَالْأُمَّهَات فِي مُتَابَعَةِ تَعْلِيم أَبْنَائِهِم ، وَرَفَعُوا الرَّايَات الْبَيْضَاء للمعلمين والمعلمات عِنْدَهَا راهنوا و شمروا عَن سواعدهم لاستمرارية التَّعْلِيم عَنْ بُعْدٍ عَلَى يَدِ هَؤُلَاء الصَّفْوَة الْعُظَمَاء مِنْ الْمُعَلِّمِينَ ، والمعلمات .
أَيْن دُور الْجِهَات والوزارات الحُكُومِيَّة ، وَالْمُؤَسَّسَات الْأَهْلِيَّة ، والبنوك التِّجَارِيَّة فِي تَكْرِيمِ هَذِه النُّخْبَة وَالصَّفْوَة فِي الْمُجْتَمَعِ ؟

لِمَاذَا لايساهمون فِي تَقْدِيمِ حَوافِز ، وَمُمَيِّزات يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا ؟

لاشك بِأَن وِزارَةُ التَّعْلِيمِ الموقرة تخطط لتكريمهم فِي حُدُودِ إمكانياتها وَلَكِن نأمل مِنْهَا عَقْد شراكات مجتمعية مَع كَافَّة الْجِهَات الحُكُومِيَّة ، وَالْأَهْلِيَّة لِتَقْدِيم خدماتها لمنسوبيها مِنْ الْمُعَلِّمِينَ ، والمعلمات .

(كالتأمين الصحي المجاني ، وَالْإِعْفَاء مِنْ بَعْضِ الرُّسُوم أَو الضَّرَائِب ، أوتخفيض رُسُومٌ بَعْض الْخِدْمَات التَّعْلِيمِيَّة ، والترفيهيه ، وَتَقْدِيم قسائم شرائية مَجّانِيَّة أَو مُخَفَّضَة لمستلزماتهم الضَّرُورِيَّة ، وقروض بِدُون فَوَائِد ، أَو مِنَحٌ أَرْضَى ، أَو أَوْلَوِيَّةٌ فِي بَرامِج الْإِسْكَان المعفي مِنْ الْفَوَائِدِ . . . إلَخ )

إلَّا يَسْتَحِقُّونَ أَنْ يَكُونُوا مُمَيِّزَيْن عَنْ سَائِرِ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ لِمَا يُقَدِّمُونَ مِنْ أَدْوَار لاتخفى عَلَى الْجَمِيعِ .
لَا أَجِدُ مَا يَمْنَعُ فِي أَنَّ يَكُونَ يَوْمُ الْمُعَلِّم الْعَالَمِيّ هُو
بِحَقّ يَوْم تَكْرِيمٌ فَعَلَيّ للمعلمين ، والمعلمات . تتسابق فِيه كَافَّة الْجِهَات الحُكُومِيَّة ، وَالْأَهْلِيَّة فِي تَقْدِيمِ خدماتها اعْتِرَافًا بِدُورِهِم وَتَقْدِيرًا لمكانتهم .

وَيَجِبُ عَلَى المهتمين بِالتَّعْلِيم مِن القيادات التَّعْلِيمِيَّة ، و الكتُاب ، وَأَصْحَابَ الرَّأْيِ ، والوجهاء ، والخطباء ، ورجالات الْإِعْلَام حَثٌّ مُؤَسَّسات الوَطَن الحُكُومِيَّة ، وَالْأَهْلِيَّة
بتكريمِ يَلِيق برسل السَّلَام وَوَرِثَه الْأَنْبِيَاءِ فِي الْيَوْمِ الْعَالَمِيّ للمعلمين .

وَلَا يَقْتَصِرُ ذَلِكَ عَلَى يَوْمٍ بَل طِوَال الْعَامّ وَفِي يَوْمِ الْمُعَلِّم مَزِيدًا مِن المميزات تَتَجَدَّدُ فِي كُلِّ عَامٍ .
عِنْدَهَا يَسْعَد الْمُعَلِّمِين ، والمعلمات بِهَذَا الْيَوْمِ وَيُدْرِك الْمُجْتَمَع بِكَافَّة أطيافه أَن مِهْنَة التَّعْلِيم هِيَ أُمُّ المِهَن وَيَسْتَحِقُّ مَنْ يَنْتَمِي إلَيْهَا إنْ يُكرّم .

أَوْ قَدْ يَكْتَفُون بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  ” مَنْ صَنَعَ إلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ , فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ ” أَو يرددون قَوْلِهِ اللَّهُ تَعَالَى : (مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى