تحليل مستقبلى جديد للباحثة المصرية يقدم لأول مرة دولياً، بعنوان: إقامة (دولة شيوعية شيعية فى أفغانستان وعلى حدودها) هو الضمانة لحماية مصالح الصين، روسيا، وإيران

 

تحليل الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

نظراً لتخصص الباحثة المصرية المعروفة به دولياً فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، وتحديداً تلك (الدراسات الأكاديمية والبحثية المرتبطة بالتيارات الشيوعية واليسارية حول العالم، وموقف الصين وربما روسيا منها أيديولوجياً بالأساس)، كذلك السعى البحثى لى كأكاديمية للتعرف دولياً و (دراسة وتحليل تطور الحركات والتيارات الشيوعية واليسارية دولياً)، وبتطبيق ذلك على الداخل الأفغانى بعد سيطرة حركة طالبان والخلاف بين (تنظيم داعش فى أفغانستان مع قيادات حركة طالبان فكرياً وتنظيمياً وسياسياً)، توصلت الباحثة المصرية لنتيجة مهمة، ستحاول لاحقاً إثباتها بشكل دقيق، عبر بوابة السيطرة الروسية – الصينية – الإيرانية على الداخل الأفغانى عبر (اللعبة الأيديولوجية الشيوعية والمذهبية الشيعية)، بالنظر إلى تقاطع أجندة الصين وروسيا وإيران بنشر الأيديولوجية الشيوعية واليسارية والقومية ثم الشيعية الإيرانية، لنزع التطرف الجهادى الأفغانى لحركة طالبان وربما لتنظيم داعش عبر (إعادة إحياء حزب التحرير الأفغانى المناهض لفكر داعش وطالبان، والبحث عن قدامى القيادات الأفغانية فى الحزب الشيوعى الأفغانى ذات الصلة بالصين وبالإرث السوفيتى القديم).

ومن هنا حللت الباحثة المصرية، بأن نجاح روسيا والصين وإيران فى (إنشاء وإحياء أيديولوجية شيوعية ومذهب شيعى) يعد بمثابة (الضمانة الوحيدة) لهم فى الوقت الحالى، لمواجهة نفوذ تنظيم داعش من ناحية، وربما لمواجهة تمرد حركة طالبان فى المستقبل من ناحية أخرى، كما أن البوابة الأيديولوجية والمذهبية، تعد ضمانة حقيقية – وإن كانت تحتاج لجهد طويل نسبياً لدعمها ودراستها – أقدام الروس والصينيين والإيرانيين فى الداخل الأفغانى.

وهنا نجد أنه ربما أتى الإنسحاب الأمريكى المتوقع من أفغانستان بعد فشلها نتيجة لعوامل عديدة للغاية لم تستطع واشنطن التنبؤ بها أو دراستها جيداً، وهو ما قوبل بنوع من (الدعاية الأيديولوجية والمذهبية) فى الدول الثلاث “الصين، روسيا، إيران”، مع إحتفاء جميع وسائل الإعلام الصينى الرسمى ومراكزها البحثية والفكرية بالحديث عن الفشل الأمريكى فى أفغانستان من باب (فشل النموذج الليبرالى الديمقراطى الأمريكى الغربى فى مواجهة دعاية شيوعية مضادة صينية بإنتصارهم على القيم الأمريكية المضللة لحقوق الإنسان ونشر الديمقراطية الليبرالية الأمريكية)، وغيرها.

ولعل هذا ما أكدته الباحثة المصرية خلال لقاء دولى لى وحوار منشور فى صحيفة (صحيفة طهران تايمز الإيرانية)، بتاريخ ٢٧ أغسطس، ثم حوار الدبلوماسى الروسى/ ديمترى بولانسكى، وهو (النائب الأول الدائم الحالى للبعثة الروسية فى الأمم المتحدة)، بتاريخ ٢٩ أغسطس، فى نفس الصحيفة الإيرانية.

مع ملاحظة أن الصحفى الإيرانى (محمد مظهرى) الذى أستضافنى أنا والدبلوماسى الروسى فى الأمم المتحدة يعد من أشهر الصحفيين الإيرانيين، وهو مختص بإجراء الحوارات مع أهم الشخصيات السياسية والأكاديمية العالمية، بما فيها شخصيات أمريكية معروفة، وحواراته يتم متابعتها دولياً بشكل جيد، وخاصة أمريكياً وأوروبياً.

مع إعتقادى الشديد بأن إيران قد إختارت بعناية الشخصيات التى أجرت معهم الحوار بخصوص الإنسحاب من أفغانستان، وذلك كما يتضح من خلال مقابلتى أنا والمندوب الروسى فى البعثة الدائمة الحالية فى الأمم المتحدة، بالنظر لقربى الشديد من الجانب الصينى وكافة ملفاته فى الشرق الأوسط، ودراستى المستفيضة لكافة الملفات التى تهم الصينيين فى المنطقة مع حليفتيها (روسيا وإيران) من وجهة نظر أكاديمية بحثية، وأيضاً لعلاقاتى الدولية والأكاديمية المعروفة دولياً، ومشاركاتى دولياً بشكل شبه يومى مع مجموعات بحثية أمريكية وغربية بالأساس للنقاش والتحليل حول جميع التطورات الخاصة بالصين وآسيا والعالم، مع محاولتى التركيز تحليلياً بتأثيرات أى أحداث دولية على الشرق الأوسط والعالم العربى بالنظر لإنتمائى لتلك المنطقة. مع حرص كافة الأطراف الأكاديمية الدولية المعنية على إمدادى الدائم بشكل يومى بكافة النشرات والمؤلفات العالمية والكتابات والتحليلات التى تخص علاقات الصين بالولايات المتحدة الأمريكية، وحرصى كباحثة وأكاديمية مصرية معروفة دولياً على تفهم وجهات نظر كافة الأطراف والتعبير عنها أكاديمياً وتحليلياً، مع إعترافى التام، بأننا مازلنا نفتقد فى عالمنا العربى لدور أكاديمى وبحثى واضح، ولوجود مراكز فكر دولية فى منطقتنا العربية قادرة على تحريك شارعنا العربى بأفكار وتحليلات وإستطلاعات رأى محايدة وجديدة على الدوام، ولعل هذا ما جعلنى أكثر إنفتاحاً على كافة الأطراف الدولية والمؤسسات الفكرية والبحثية الدولية، ومتابعة أعمالها وأنشطتها بإستمرار (أمريكياً، صينياً، روسياً، إيرانياً، تركياً، إسرائيلياً، آسيوياً) وغيرها، للإطلاع على كافة التحليلات الخاصة بكل منهم وفقاً لوجهة نظره بالتركيز على منطقتى البحثية فى الشأن السياسى الصينى. مع محاولتى تحليلها وتقديمها لشعوبنا المصرية والعربية، والإضافة عليها تحليلياً بما يخدم توجهاتنا وفكرنا فى علاقاتنا بالقوى العظمى والإقليمية فى المنطقة.

ومازلت مؤمنة، وأعتقد أن الجميع يتفق معى ويشاركنى فى هذا الرأى تماماً، بأن العالم ما بعد جائحة (كوفيد-١٩) فى أمس الحاجة الشديدة لمبادرات سلمية فى كافة المناحى، بعيداً عن أفكار الهيمنة والسيطرة والتبعية والأحادية، بل وبعيداً عن منطق التحالفات وتقسيم العالم لجبهات متناحرة مثلما فعل ويفعل الأمريكان بتقسيم شعوب العالم حتى على المستوى التكنولوجى، بالمنطق الأمريكى (شعوب تتبع التكنولوجيا الرقمية الإستبدادية غير ديمقراطية تتبع الصين، وأخرى تتبنى التكنولوجيا الرقمية الديمقراطية الليبرالية وفقاً للنهج الأمريكى الغربى)، وهو أمر غير متصور من وجهة نظرى، بالقياس على الدور المفترض أن يناط بالقوى العظمى والكبرى حول العالم لخدمة الشعوب النامية والفقيرة حول العالم. وتلك هى الإشكالية التى أحاول دراستها أكاديمياً وبحثياً ونقلها للمنطقة، بالنظر لأن كل ما يحدث بين القوى الكبرى والإقليمية فى العالم، يؤثر حتماً على منطقتنا العربية وشعوبنا، ومن هنا، فلابد لكل دراسة أكاديمية أو بحثية مصرية وعربية أن تقدم أوجه الإستفادة منها تطبيقياً وتحليلياً عملياً بالنسبة لصالح المنطقة وتوجهاتها المستقبلية، لأننى كما ذكرت أرفض مبدأ (تقسيم العالم لتحالفات وأنادى بمبادئ التعاون متعدد الأطراف والتعددية والتعاون بين الجميع من أجل مستقبل أفضل للبشرية وللإنسانية جميعاً)، وهو مبدأ صينى دوماً ما ينادى به الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” فى جميع خطاباته السياسية الراهنة.

وبناءً عليه، ستسعى الباحثة المصرية لمحاولة تتبع تأثيرات الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان على (مستقبل وتقييم إمكانية نشر الأيديولوجية الشيوعية واليسارية للحزب الشيوعى الصينى ونشر المذهب الشيعى على الغرار الإيرانى) لنزع تطرف حركة طالبان وتنظيم داعش عموماً، وذلك وفقاً لوجهة نظر الباحثة المصرية التحليلية، كما ستعرضها بالأسفل عبر تحليلها، بأن (بوابة المصالح الروسية الصينية والإيرانية فى أفغانستان سواء كانت إقتصادية أو سياسية تبدأ بنشر الأيديولوجية الشيوعية وإعادة ترسيخها داخل أفغانستان، ثم نشر المذهب الشيعى الإيرانى عبر أقلية الهزارية والطاجيك الشيعية فى الداخل الأفغانى لنزع فتيل تطرف حركة طالبان وقيادات داعش الإرهابية)، حمايةً لمصالح الدول المعنية الثلاث “الصين، روسيا، إيران” عبر باب الأيديولوجية والمذهبية.

وهنا ستضع الباحثة المصرية تحليل كبير مكون من (عدة نقاط أساسية لشرح مصالح الصين وحلفائها فى أفغانستان)، ثم تحليلى الشامل لكيفية الحفاظ على تلك المصالح عبر نشر “الأيديولوجية الشيوعية والمذهبية الشيعية” لضمان بقائهم داخل أفغانستان وممارسة دور ونفوذ إقليمى كبير.

فالملاحظ هنا، هو سعى الصين إلى تحقيق عدة إستراتيجيات فى أفغانستان، أهمها: (مكافحة الإرهاب وتوسيع الإستثمارات)، حيث ترغب بكين فى تحقيق عدة أهداف رئيسية كبرى بالتعاون مع حليفتيها (روسيا وإيران)، وذلك بالتخطيط اللاحق بأن تحقيق تلك المصالح يتم (أيديولوجياً ومذهبياً) كما ستحلل الباحثة المصرية ذلك، على النحو التالى:

١) تريد الصين بمساعدة ودعم روسيا وإيران لها منع أى إتصال بين حركة “طالبان” والمتشددين المسلمين من (أقلية الأيغور الذين يسعون للإستقلال عن الصين)، والذين ينتمون إلى “حركة تركستان الشرقية الإسلامية”، والذين توجه إتهامات لهم بالإنتماء إلى ناشطى حركة طالبان فى أفغانستان.

٢) تسعى الصين لتوسيع علاقاتها مع (حركة طالبان)، ودمجها فى مشروعها العالمى للحزام والطريق عبر البوابة الباكستانية والإيرانية بالأساس.

٣) تنظر بكين لأفغانستان، بأنها (حلقة الوصل الرئيسية بين جمهوريات آسيا الوسطى القريبة من روسيا، والممر الإقتصادى الصينى – الباكستانى) “CPEC”، حيث تعد أفغانستان طريقاً مختصراً للربط بين (آسيا الوسطى وجنوب آسيا، ثم بين الصين والشرق الأوسط)، كما أن أفغانستان تعد بوابة لبحر العرب.

٤) تحاول الصين عمل شراكة إستراتيجية مع كلاً من باكستان وأفغانستان لتشكيل ما يعرف ب “مجموعة جبال بامير”، والتى تهدف لإنشاء (طريق حرير جديد يربط القوقاز بغرب الصين).

٥) إن الصين تعتبر أن (جبال بامير) بمثابة طريقاً تجارياً إستراتيجياً يربط (مدينة كاشغار فى إقليم شينجيانغ بالصين بمدينة كوكاند فى أوزبكستان على طريق الحرير الشمالى).

٦) تواصل بكين علاقاتها الأمنية بمساعدة باكستان وروسيا، ومراقبة إيرانية للوضع مع قيادات (حركة طالبان) للسيطرة على تحركات متطرفى الإيغور المنتمين إلى (حركة تركستان الشرقية)، وإمتداداتهم فى داخل أفغانستان والشرق الأوسط.

٧) تسعى بكين لتعميق العلاقات الأمنية مع قيادات طالبان للحفاظ على مصالحها، فمثلاً، قامت بكين بدعوة ممثلو (حركة طالبان) لزيارتها مرتين فى يونيو وسبتمبر ٢٠١٩، لإجراء محادثات مع مسؤوليين صينيين، مع ملاحظة الباحثة المصرية أن تلك الزيارة جاءت خلال التواجد الأمريكى وتواجد قوات الناتو فى داخل أفغانستان.

٨) وأيضاً كما أشيع من إمتلاك الصين لقاعدة عسكرية فى أفغانستان، تتواجد فى (سلسلة جبال ممر واخان) فى أفغانستان، وذلك لحماية الصين جغرافياً وجيوسياسياً من إنتقال العناصر المتطرفة من متطرفى طالبان والتركستان الأيغور من وإلى أفغانستان وإقليم “شينغيانغ” فى الصين، حيث تشترك الصين عبر حدودها مع أفغانستان من خلال (ممر واخان).

٩) كما أن الصين تحاول دعم نفوذها فى أفغانستان لمراقبة كافة تلك (القوى الإقليمية المحيطة بأفغانستان)، والتى تربطها علاقات وطيدة أو منافسة مع الصين.

١٠) تسعى الصين من خلال قربها من أفغانستان وقيادات حركة طالبان إلى (حماية إستثماراتها مع باكستان)، وبالأخص (الممر الإقتصادى الصينى-الباكستانى CPEC، وميناء جوادر الباكستانى)، وأيضاً للقرب من حليفتها الإستراتيجية (إيران).

١١) تواجد الصين فى أفغانستان يمكنها القرب من (دولة طاجيكستان)، وإستثماراتها خاصةً بعد إنضمام “طاجيكستان” إلى مبادرة الحزام والطريق (BRI).

١٢) تتأرجح الصين بين الإنفتاح على حركة طالبان أو دعم التحالف المضاد لها، حيث تخوفت الصين من (حركة طالبان) بعد سيطرتها على السلطة فى العاصمة كابول عام ١٩٩٦، كما دعمت الصين حليفتها إيران بعد قتل (حركة طالبان) لثمانية دبلوماسيين إيرانيين فى (مدينة مزار شريف) الأفغانية عام ١٩٩٨.

١٣) سعت الصين لدعم طهران فى القرب من (التحالف الشمالى المناهض لطالبان) قبل الغزو الذى قادته الولايات المتحدة عام ٢٠٠١ ضد قيادات طالبان فى أفغانستان.

١٤) هناك محاولات إيرانية لإقناع حليفتها الصين، بأن أقلية إيران الشيعية فى أفغانستان هى مفتاح وعين الصين من قيادات طالبان، وذلك عبر (الأقلية الشيعية الهزارية والطاجيك) فى أفغانستان.

١٥) تتخوف الصين من صعود تنظيم “داعش”، وإنضمام أكثر من خمس آلاف مقاتل إيغورى إلى تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا والعراق “داعش”، والتخوف من إستهدافهم لمصالح الصين، لذلك وضعت الصين (إستراتيجية التقارب أمنياً) من حركة طالبان لخدمة مصالحها فى ضرب تنظيم داعش وعناصرها المتطرفين المنضمين لتلك الجماعات الإرهابية والمتطرفة.

١٦) تسعى الصين بمساعدة ودعم حليفتها إيران إلى (تأمين حدودهما الممتدة مع أفغانستان وإقامة منطقة عازلة)، تمتد من (ولاية هلمند جنوب أفغانستان إلى مقاطعة قندوز شمال البلاد)، خاصةً مع سيطرة حركة طالبان على أجزاء كبيرة من محافظتى (هلمند وقندوز).

١٧) كما أن الصين تميل للإعتقاد بأن (تهديد حركة طالبان أقل من التهديد الذى يمثله “تنظيم داعش” والمتواجد أيضاً فى أفغانستان.

١٨) ويبقى الأخطر بالنسبة للصين بعد الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان، بأن يكون لها دور فى (مستقبل أفغانستان)، عبر الإنفتاح على كافة مكوناته وقواه، بما فيها “حركة طالبان”، بالنظر إلى إستمرار قوة الحركة وفعاليتها فى توازنات الداخل الأفغانى، ولاسيما تلك النقلة الكبيرة فى (سيطرة حركة طالبان على أكثر من ٩٠% من الأراضى الأفغانية بعد الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان).

١٩) ويبقى الأخطر لدى الباحثة المصرية، بوجود صلات أمنية منذ عدة سنوات بين (قيادات حركة طالبان وحكومتى الصين وإيران)، كجزء من (علاقات أمنية وتفاهمات إقليمية)، وإستكمالاً لتلك النقطة الهامة، فذلك ما يفسر أسباب (إستنكار حركة طالبان قتل الجنرال الإيرانى “قاسم سليمانى” قائد فيلق القدس فى العراق)، والذى وجهت له الإدارة الأمريكية سابقاً إتهامات بدعم حركة طالبان مالياً ولوجستياً.

٢٠) كما أن الصين تتراوح دوافعها فى أفغانستان بين (محاربة الإرهاب وإحتواء طالبان بمساعدة ودعم حليفتها الدب الروسى)، وظهر ذلك بعد الغزو الذى قادته الولايات المتحدة الأمريكية، مع إشادة روسيا والصين، وتأكيد الرئيس الروسى (فلاديمير بوتين) بأن: “واشنطن تحملت عبء مكافحة الإرهاب فى أفغانستان، و يجب عليهم شن حملة لتطهير أفغانستان من مستنقع الإرهاب حتى النهاية”.

٢١) والشئ الأخطر الذى لفت إنتباه الباحثة المصرية، هو أنه رغم (الإتفاق الصينى – الروسى) على تهديد “حركة طالبان” كتهديد إرهابى خطير، إلا أن روسيا بدعم صينى، كانت تلعب دوراً كبيراً فى (محاربة طالبان) كممر لتزويد القوات الأمريكية فى حربها ضد طالبان فى أفغانستان من سنة ٢٠٠٩ – ٢٠١٥، مع تأكيدات بمساهمة روسيا ودعمها لواشنطن بعدة (مروحيات عسكرية) فى هذا الجهد ضد القيادات الإرهابية لطالبان، بدعم صينى للجانب الروسى فى هذا الإطار.

٢٢) لكن التحول الكبير فى (العلاقة بين روسيا والصين وحركة طالبان)، تحول إلى ما يشبه (التحالف الأمنى) بين الأطراف المشار إليها، بسبب ظهور خطر (تنظيم داعش).

٢٣) ونجد هنا تخوفات صينية روسية مشتركة من إنتقال خطر تنظيم “داعش” إلى (إقليم شينغيانغ الصينى المسلم، وجمهوريات آسيا الوسطى القريبة من حدود روسيا وكانت جزء من الإرث التاريخى للإتحاد السوفيتى)، لذلك (دعمت كلاً من روسيا والصين حركة طالبان فى مواجهة تنظيم داعش).

٢٤) كما أن (توتر علاقات الصين وروسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب)، خاصةً بسبب قضايا التنافس التجارى أو بسبب زيادة مبيعاتهما العسكرية كأسلحة صينية وروسية الصنع لأنظمة مناوئة للغرب وواشنطن، أو بسبب تلك العقوبات الإقتصادية التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والغرب على موسكو بعد قرارها ضم (شبه جزيرة القرم) سنة ٢٠١٤، ودعم الصين لروسيا فى هذا الإتجاه، كل ذلك أدى لزيادة التقارب بين روسيا والصين وقيادات حركة طالبان.

٢٥) تعتقد الباحثة المصرية أن (روسيا والصين) تلعبان الآن ضمن (نظرية تبادل الأدوار مع الولايات المتحدة بعد إنسحابها فى أفغانستان).

٢٦) كما نجد (التحالف الصينى الروسى لإيجاد حلول أمنية لقيادات طالبان)، من خلال موافقة الصين لإستضافة موسكو (مؤتمرين دوليين) يضمان قيادات من حركة طالبان للتناقش والتباحث حول (عملية السلام الأفغانية الراهنة)، وتمت دعوة قادة طالبان، فضلاً عن أطراف من الأفغانية، بإشراف صينى روسى مشترك.

٢٧) ولعل الشئ الخطير للغاية، والذى توقفت عنده الباحثة المصرية كثيراً هو ما حدث من إتهامات وجهتها وسائل الإعلام الأمريكية، وتحديداً فى يوليو ٢٠٢٠ إلى (وحدة المخابرات العسكرية الروسية، بدعم صينى لها)، بعرضهما لمكافآت سرية لقيادات حركة طالبان، لتشجيع (المتطرفين المسلحين الطالبان على قتل القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المتواجدة فى أفغانستان).

٢٨) ونجد هنا على الرغم من النفى الروسى والصينى لصحة هذه التقارير، لكن ذلك قد ساهم فى تسليط الضوء على تعاملات صينية روسية غامضة فى أفغانستان، وفقاً للتوصيف الأمريكى لها.

٢٩) ونجد أن للصين وروسيا مصالح كبرى بعد إنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من أفغانستان من أجل (إستراتيجية إحتواء حركة طالبان)، وبالأخص لوقوع حركة طالبان وتشابكها وتقاطعها على حدود كلاً من الصين وروسيا الشائكة والمتداخلة والهامة، والتى تعتبر (مجال نفوذ لها فى سلسلة ممر جبال واخان بالنسبة للصين أو فى جمهوريات آسيا الوسطى بالنسبة لروسيا)، وإستخدام حركة طالبان فى وجه الأمريكان لإثبات وتأكيد نفوذهما كقوى عظمى فى العالم.

٣٠) ويبقى العلاقة الأخطر، وهو ما رصدته الباحثة المصرية تحليلياً، بمحاولة الصين للتغلغل (أيديولوجياً) فى الأراضى الأفغانية عبر الترويج لفشل (النموذج الليبرالى والحكم الديمقراطى الغربى الأمريكى، والسعى لإحياء وتنشيط الدعاية الأيديولوجية الشيوعية واليسارية الأفغانية فى الداخل بمساعدة حركات ثورية قريبة فكرياً من الصين)، وبالأخص حزب التحرير الأفغانى وقيادات الحزب الشيوعى الأفغانى القديم وثيقى الصلة بالصينيين.

٣١) وتوقفت الباحثة المصرية كثيراً، كناحية تحليلية جديدة متقدمة لها، وكنظرة مستقبلية عند العلاقة بين كلمة الرئيس الصينى (شى جين بينغ) فى (المؤتمر المركزى للشؤون القومية فى بكين) يوم السبت الموافق ٢٨ أغسطس ٢٠٢١، ومحاولة بكين الأيديدلوجية للتقارب الشيوعى والفكرى والثورى مع قيادات (حزب التحرير الأفغانى المعارضين لسيطرة طالبان على حكم أفغانستان)، وذلك رغم إتفاق أجنداتهما فى ضرورة مواجهة واشنطن وقيادات حلف الناتو فى أفغانستان.

٣٢) حيث جاءت كلمة الرئيس الصينى (شى جين بينغ)، والذى يعد أيضاً (السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى) فى (المؤتمر المركزى للشؤون القومية) يوم السبت الموافق ٢٨ أغسطس ٢٠٢١، والذى تنعقد جلساته لمدة يومين فى العاصمة (بكين) لمناقشة شئون الأقليات الصينية، بالدعوة إلى:

“تعزيز وتحسين عمل الحزب الشيوعى الصينى فى الشؤون القومية”

– كما جاء تركيز تصريحات الرئيس “شى”، بالتأكيد على:

“الحاجة الماسة لترسيخ الشعور بالإنتماء للأمة الصينية وإتباع مناهج ذات خصائص صينية فى التعامل مع القضايا القومية، وتعزيز التنمية عالية الجودة لعمل الحزب الشيوعى بشأن الشئون القومية فى السنوات القادمة، وتسريع التحديث فى مناطق الأقليات العرقية، على أن يتزامن ذلك بالحاجة إلى تحسين سيادة القانون فى شؤون الأقليات العرقية لمنع المخاطر والتهديدات المحتملة التى تواجه هذه الجماعات، بالتشديد على أهمية الوحدة العرقية كأساس للتنمية الموحدة فى الصين، بدعوة كافة أبناء الأمة الصينية بأسرها للعمل معاً نحو هدف بناء دولة إشتراكية حديثة”

٣٣) وهنا ستقفز الباحثة المصرية قفزة أكبر للربط البينى بين كلمة الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ”، والأيديدلوجية الشيوعية للحزب الشيوعى الصينى، وما حللته الباحثة المصرية وسلطت الضوء عليها كأهم كلمات للرفيق “شى جين بينغ” فى (المؤتمر المركزى للشؤون القومية) يوم السبت الموافق ٢٨ أغسطس ٢٠٢١ فى العاصمة بكين، وتحقيق:

“التقارب الأيديولوجى الصينى مع القيادات العليا والمركزية القديمة للحزب الشيوعى الأفغانى (الماوى) وتأسيس الجيش الوطنى الأفغانى”

People’s Democratic Party of Afghanistan

٣٤) وبمحاولة الباحثة المصرية تتبع جذور تأسيس (الحزب الديمقراطى الشعبى الأفغانى) وعلاقته بالصين وروسيا أيضاً عبر (البوابة الأيديولوجية وليس الإقتصادية)، فقد إتضح وجود صلات شيوعية أيديولوجية قديمة بين الشيوعيين الأفغان وقدامى الشيوعيين الصينيين.

٣٥) بل وحللت الباحثة المصرية أمراً آخر، متعلق بنفس (اللعبة الأيديولوجية الشيوعية واليسارية الروسية للتقارب مع شيوعى أفغانستان القدامى وإحياء روابطهم القديمة مع الإرث السوفيتى)، وذلك من خلال (الحزب الشيوعى الأفغانى)، والذى كان بداية  تأسيسه بالأساس فى سنة ١٩٦٥ فى أفغانستان، بدعم كبير من الإتحاد السوفيتى المجاور لأفغانستان حينئذ.

٣٦) وتبقى الروابط التى تستند عليها روسيا أيديولوجياً بمساعدة الصين لإحياء الآمال الأيديولوجية الشيوعية واليسارية الثورية القديمة فى أفغانستان، هى مساعدة الحزب الشيوعى الأفغانى بقيادة الشيوعى (محمد داود خان) بمساعدة سوفيتية له حينئذ على الإنقلاب ضد إبن عمه (محمد ظاهر شاه)، والذى أسس (جمهورية أفغانستان)، إلا أنه بعد الإنقلاب الشيوعى فى أفغانستان بفترة قصيرة أصبح (داود خان) ضد الحزب الشيوعى الأفغانى نفسه، لذلك، لاحقت الحكومة الأفغانية وقتها الشيوعيين الأفغان، وعملت على قطع علاقاتهم مع الإتحاد السوفيتى فى سنة ١٩٨٧.

٣٦) ولعل الباحثة المصرية قد حللت شيئاً خطيراً لم تتطرق إليه أى دراسة عالمية، تتعلق ب (المستقبل الأيديولوجى الشيوعى الصينى الروسى فى أفغانستان لإعادة إحياء أدوارهما المستقبلية من باب إعادة إحياء المشاريع الشيوعية القومية والثورية القديمة)، وذلك عبر إعادة إحياء (الحزب الشيوعى الأفغانى) وإعادة إحياء وتأسيس (الجيش الوطنى الأفغانى)، وزيادة ودعم نفوذهما فى أفغانستان عسكرياً وإقتصادياً، ولكن عبر (البوابة الأيديولوجية الشيوعية)، وبعودة الباحثة المصرية لتاريخ الشيوعية واليسارية فى أفغانستان، فقد وجدت محاربة (الجيش الوطنى الأفغانى) للحكومة الأفغانية السابقة، وتمكنه من خلع الرئيس (محمد داود خان) من الرئاسة، وتأسيسه (جمهورية أفغانستان الديمقراطية).

٣٧) كذلك تولى القيادات الروسية والصينية إهتماماً متزايداً ب (حزب التحرير الأفغانى)، وهو يتواجد فى أفغانستان بشكل كبير، وله أفكار ثورية يسارية، وأجندة سياسية تتقارب مع حركة طالبان، مثل: طرد الأمريكان وقوات الناتو من الأراضى الأفغانية، إلا أن (حزب التحرير الأفغانى) له فكر مناهض ومختلف تماماً مع حركة طالبان فى تشددها ومنهجها المتطرف.

٣٨) ومن هنا، بدأت القيادات الصينية والروسية تولى إهتماماً أكبر ب (حزب التحرير الأفغانى)، وذلك بدءاً من عام ٢٠١٥، وبالأخص شبكة علاقاته السرية مع (جماعة حزب الله اللبنانية ذات المذهب الشيعى وإيران وأقلية الهزارية والطاجيك الشيعية فى أفغانستان القريبة الصلة من طهران)، كضمانة لهم للتواجد داخل أفغانستان، بعد
أن تبين لهم أن (حزب التحرير الأفغانى) قد تسلل إلى العديد من (المنظمات الشبابية الأفغانية)، وأنه يعمل بإعتباره (جناحاً مدنياً للعديد من الجماعات الشيعية)، بما فى ذلك جماعة (حزب الله اللبنانية المسلحة).

٣٩) والأمر الذى توقفت عنده الباحثة المصرية كثيراً وكنظرة ثاقبة مستقبلية لها، هو بحثها عن الأسباب الخافية والكامنة وراء صمت وسلبية الحكومة الأفغانية إبان وطوال فترة تواجد القوات الأمريكية وحلف الناتو داخل أفغانستان، وصمت حكومة أفغانستان الشرعية، والتى تحظى أساساً بثقة الأمريكان والمجتمع الدولى حيال نشاط (حزب التحرير الأفغانى)، والتى إعتمدت إلى حد كبير نهجاً سلبياً فى التعامل مع (حزب التحرير الأفغانى)، ما أثار إنتقادات واسعة النطاق فى بعض الأوساط السياسية الأفغانية خلال فترة سيطرة الأمريكان والناتو على الأراضى الأفغانية نفسها.

٤٠) ومن هنا، وجدت الباحثة المصرية أن (عدم جدية تعامل المسؤولين الأفغان مع حزب التحرير الأفغانى، وعدم أخذه على محمل الجد)، يؤكد نظريتها فى (التقارب الصينى الروسى مع حزب التحرير الأفغانى ربما بمساعدة حكومة أفغانستان الشرعية نفسها المدعومة أمريكياً ودولياً) ودعمهما له، مما أدى لذلك النفوذ المتنامى الذى يتمتع به (حزب التحرير الأفغانى) فى المناطق الريفية والحضرية التى تقطنها أغلبية من السنة، وذلك رغم وجود عناصر شيعية كبيرة ذات صلة بطهران وبجماعة (حزب الله اللبنانية الشيعية).

٤١) وإتضح هنا للباحثة المصرية، بأن (حزب التحرير الأفغانى) يشكل حتماً وبالتأكيد تهديداً كبيراً لأى نظام أفغانى قادم ويؤثر حتى على نفوذ حركة طالبان التى تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، بسبب إستحواذ الحزب بالأساس على إهتمام الجهات الفاعلة الأجنبية فى الدولة الأفغانية، وعلى رأسهم الصين وروسيا، بدون أن يلقى أحد لذلك بالاً بالدراسة والبحث والتحليل.

٤٢) وبدراسة الباحثة المصرية لجذور نشأة (حزب التحرير الأفغانى)، فقد إتضح لها بأنه (حزباً غير رسمى)، نظراً لأنه بدأ يعمل بشكل (غير رسمى) فى معارضة الحكومة الأفغانية المدعومة أمريكياً منذ عام ٢٠٠٣. ووضع هدفه النهائى فى (الإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة أمريكياً بالأساس).

٤٣) ولتحقيق الأيديولوجية الصينية والروسية وأيضاً الإيرانية فى مواجهة واشنطن، حللت الباحثة المصرية طريقة عمل (حزب التحرير الأفغانى)، والتى تتكون من عدة (مراحل مختلفة)، هى كالآتى:

– أولاً: يحاول “حزب التحرير الأفغانى” حشد السكان للتعاون معه، من خلال نشر الدعاية المضادة للدولة، ويعكف على تحقيق ذلك عبر نشر كتب ومجلات ودوريات وكتيبات على موقعه الرسمى على شبكة الإنترنت.

– ثانياً: يحاول الحزب إختراق المجتمع من خلال المساجد والجامعات، والمدارس الدينية فى أفغانستان.

– ثالثاً: هدف حزب التحرير إلى الإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية (سلمياً بالأساس) خلال العملية السياسية. ورغم إعتماده على الجهود السلمية فى البداية، لكنه يرى أنه فى حال فشل كل هذه الخطوات السلمية، فإنه يعتزم إستخدام القوة أو الجهاد العنيف للإطاحة بالحكومة الأفغانية الشرعية السابقة بقيادة (حامد كرازاى ثم أشرف غنى).

– رابعاً: يعتقد حزب التحرير أن (تنظيم داعش) قد شوه تصورات الشعب الأفغانى لما يجب أن تبدو عليه الدولة الإسلامية متفقاً بذلك مع (التوجهات الروسية والصينية والإيرانية)، بسبب تركيز (تنظيم داعش) الشديد على العنف والقوة الغاشمة. فداعش – وفقاً لحزب التحرير الأفغانى – متأثرة بشدة بالدخلاء، لأنه لا يوجد لديها أساس فكرى ترتكن عليه.

ومن خلال هذا التحليل الشامل للباحثة المصرية، يتضح تواجد وتشابك وتقاطع (الأيديولوجية الشيوعية واليسارية فى علاقة الصين وروسيا بأفغانستان وقيادات حركة طالبان فى الداخل الأفغانى ذاته).

كذلك حللت الباحثة المصرية نمط وكثافة الإعتماد الروسى والصينى على (الأقلية الشيعية الهزارية والطاجيك فى أفغانستان، والمدعومة بالأساس من طهران) فى مواجهة تحركات حركة طالبان سواء قبل وبعد الإنسحاب الأمريكى من أفغانستان، وأيضاً وجود نوع من (التنسيق السرى لقيادات حزب التحرير الأفغانى ذات المذهب الشيعى مع إيران وأقلية الهزارة الشيعية المدعومة من طهران فى الداخل الأفغانى، مع السعى لإختراق مناطق عمل وتواجد الأغلبية السنية فى أفغانستان).

وتبقى تحليلات الباحثة المصرية لنص ومضمون كلمات خطاب الرئيس الصينى الرفيق “شى جين بينغ” الأخيرة فى “مؤتمر الأقليات القومية الصينية فى بكين” فى نهاية شهر أغسطس ٢٠٢١، مع تحليل دلالات كلمات وعمق معانى خطاب الرفيق “شى جين بينغ”، بتأكيده على ضرورة إحياء المشاريع القومية الصينية، والأمة الصينية الكبيرة، والحلم الصينى للتواجد حول العالم وحماية نفوذها وحدودها عبر بوابة الأقليات العرقية والقومية فى الدولة الصينية، وهو ما دفع الباحثة المصرية على النحو السابق والشامل لتحليلها لعمل (علاقات أيديولوجية بين الشيوعيين الأفغان، وبالأخص القدامى منهم، مع قيادات الحزب الشيوعى الصينى وأيضاً الروسى، بالنظر لتشابك علاقاتهم مع الإرث القديم للسوفييت ودعمه للشيوعيين الأفغان).

ويبقى التحليل الجديد والأخير للباحثة المصرية بالتأكيد على أجندة كلاً من (حزب التحرير الأفغانى والحزب الشيوعى الوطنى الديمقراطى الشعبى الأفغانى القديم)، بإحياء عمل (الجيش الوطنى الأفغانى)، وهو ما قد يتلاقى مع جهود مستقبلية صينية وروسية وإيرانية، للتواجد فى الداخل الأفغانى بشكل دائم ومستمر.

لذلك تبقى المحصلة النهائية للعبة المستقبل بالنسبة للباحثة المصرية، هى (اللعبة الأيديولوجية)، بالنظر إلى أجندة الصين وروسيا وإيران بنشر الأيديولوجية الشيوعية واليسارية والقومية ثم الشيعية، لنزع التطرف الجهادى الأفغانى لحركة طالبان وربما لتنظيم داعش عبر (إعادة إحياء حزب التحرير الأفغانى المناهض لفكر داعش وطالبان والحزب الشيوعى الأفغانى)، ومن هنا وجدت الباحثة المصرية، بأن نجاح روسيا والصين وإيران فى (إنشاء وإحياء أيديولوجية شيوعية ومذهب شيعى) يعد هو الضمانة الوحيدة لهم لمواجهة نفوذ تنظيم داعش وربما تمرد حركة طالبان فى المستقبل، وضمانة حقيقية لترسيخ أقدام الروس والصينيين فى الداخل الأفغانى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى