نعم أعتراف..! عبدالكريم المدي

 

والله أنّي كُلّما رأيتُ نصّا شعريا ولغة من لغة آلهة الإبداع العالية أنهزمتُ أمامها.
كنت ذات يوم شاعرا ..وكنتُ أكتب عن إبداع راق لي وحرّك أمواج تعبي الداخلي..

نعم لقد كنتُ شاعرا مرهفا وكاتبا ناقدا ولا أدّعي ..!

لا أنكر أنّي كنتُ أجامل، أتماهى، أغيب في وعيّ مختلف ولغة هي لغتي، مشاعري.. وحبِّ هو حبي.. ووطنِّ هو وطني وعشق عشقي.

أعترفُ بأني كنتُ أقفُ أمام كل نصِّ مؤثر أيام وليالِ وشهور.

كنتُ أنتظر كل يوم أربعاء( يوم مقيلنا في مقر اتحاد الأدباء والكاب اليمنيين في حي الرقاص في صنعاء) ، بفارغ الصبر لا أستطيع نقل مشاعر كل لحظة من تلك الأيام والجلسات التي أثق أنها لن تتكرر أبدا.

كنتُ تلميذا محبا ومخلصا للشاهق محمد القعود وأحمد ناجي أحمد و علي ربيع و جميل مفرح ومبارك سالمين وعبدالله البار وشوقي شفيق وعبدالله الأمير وطه الجند والعواضي.

كنت صديقا للراحل الزميل علي هلال القحم والمهاجر أسامة الذاري والمُشرف اليوم محمد محسن الحوثي والمنهك عبدالله كمال.. والآسي عبدالرقب الوصابي والمُبعد فايز محيي الدين والصامتين محيّ الدين جرمة وأحمد المعرسي والراحل الشاعر فيصل عبدالله البريهي ومحمد المنصور والسلامي و ليلى إلهان.

كنتُ صديقا ومغرما بشعر زين العابدين الضبيبي وفؤاد المحنبي وعبدالمجيد التركي وعبدالمجيب عبدالقادر وصديقا لعلي بارجاء وهدى العطاس.

كنتُ تلميذا للكبيرين عبدالعزيز المقالح وخالد خالد الرويشان.
كنتُ إنسانا في مجتمع يدّعي الأنسانية والمحبة والتعايش والتنوّع والأدب.

كنتُ يمنيا بسيطا وشاعرا مثقلا بحب الوطن والإنسان ..أستمتع كثيرا بما يكتبه الكثير سمير اليوسفي في ثقافية الجمهورية وتوفيق الجند.

كنت واحدا من جمهورهم ورفيقهم وقارئهم والمعذب معهم.
كنتُ أتفق معهم وأختلف كثيرا.

كُنّا نرفض علي حسن الشاطر والقدير عبده بورجي
ومكاتب وزاراة الإعلام والوزراء والجمهورية.

ونعلن ذلك بكل حُرية.. وقعودنا محمد لم يكن يخذلنا يومها من خلال ملحق ثقافية الثورة ويوميات وأعمدة الصحيفة اليومية وغيرها.

كُنا أناسا ودودين وحوّلنا القاتل إلى أشباح وخصوم..

كنتُ أشتاق إليهم كثيرا وأكره جفاهم بقليل من اللؤم المخفي ..لكنّي أقبالهم بإبتسامة حقيقية وروح شراكة وطنية لطيفة غالبا ما كانت تهزمني.

كنُّا التنوّع في إطار الوطن الواحد .
كنتُ يمنيا حُرّا وشاعرا معذّبا وغدوت سياسيا خشبيا ..أكره كثيرا ..وأحب قليلا.

صرتُ شبحا من أشباح الإختلاف وضدّا من هذه الأضداد المقيتة.
صرتُ مختلفا..لا أتابع حياة الجمال وروح الودّ وسحر الكاتب وحياته ومماته..سواء كان كاتبا وأديبا وشاعرا، أومفكر وفيلسوفا وروائيا.

صرتّ أتابع أخبار الإنتصارات والاخفاقات.
صرت جنديا ومحاربا بالكلمة والسياسة والتحشيد.

لقد صار منهجي سياسيا وهمّي سياسيا وبحثي سياسيا وعالمي سياسي.

لقد صرتُ عسكريا من حيثُ لا أدري ..صرتُ أبسط جنديّ في المقاومة الوطنية التي أعتقد أنها ستعيد لي ما فقدتُ.

لكن أرجوكم قدّروا قدري هذا المحتوم ونهجي وتاريخي اليوم وغد..

هذه حياتي وهذا وضعي الذي لا أستطيع الانفكاك أو التنازل عنه أو خيانته وسأبذل حياتي لأجل ما أؤمن به اليوم وغدا .. ولن أتحول عنه ما حييت.

بلغوا عني أني اليوم جنديا في المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح الذي أثق فيه كما أثق بنفسي ومستعد لتقديم روحي فداء له وقربانا لِما أؤمن به.

وأعترف أيضا، أني أشعر بهزيمة وعيب كبيرين حينما أشاهد الشاعر الكبير ( محمد القعود) يقفُ على أطلال حبنّا ومدرستنا( بيت الرائي عبدالله البردوني) آسيا باكياولم نُقدّم له ولهذا الرمز شيئا.

لقد صرتُ مجموعة من المتناقضات ومجموعة من الهوى و العشق والعذابات والحب.

لكن منهجي اليوم الأكثر سيطرة عليّ هو المقاومة الوطنية وإستعادة بريق ووهج ثورة26سبتمبر والشعر وكل أربعاء في اتحاد الأدباء والكُتّاب اليمنيين.

لقد صرتُ جنديا من جنود العميد طارق عفاش وأفتخر بذلك..

صرتُ مؤمنا بهذا القائد المجاهد أكثر من إيماني بنفسي..لقد صار شاعري ومُخلّصي وأيقونة جمهوريتي.

لذلك أرجو من كل مختلف أن يراعي هذا المبدأ.
ويراعي أن حياتي تحولت بمقدر(180) درجة من أول لحظة رأيت فيها الرئيس الصالح شهيدا ببد خصم لا يراعي فينا جميعا إلّلا ولا ذمة.

هذا هو الواقع وهذا ما غدوتُ عليه اليوم أنا والمئات من الشعراء والمثقفين..قد يكون الحظُّ أبتسم لي وخرجتُ من تحت سلطة جماعة لم تحترم يوما وطنيتي ووطنية رفاقي الذين ظل همهم اليمن..سيما إذا لم يكن أحدهم يُمزّق نياط قلبه وأحباله الصوتية بصرخة” الموت” الهوجاء..

كل عام وأنتم وثورة 26 سبتمبر وشعبنا اليمني وكل مناضليه الأحرار بألف خير وعافية ومجد ونصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى