علاء الخضيرى يكتب : اطردوا تجار الدين من حياتكم
من الشعارات التي لا يمكن أن انساها والتي تعكس عمق الأزمة مع التيار الديني قبل ثورة 30 يونيو ،،، مكتوب على الجبين يوم الميعاد ….تاجر الدين قبل القواد
وانظر الى هذا الشعار فى دلالته وكلماته وكيف يكون مصير هؤلاء الذين ارتدوا ثياب اهل التقوى والصلاح وهم أهل الافساد كما قال تعالى { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ قالوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }
أن هؤلاء الذين ارتدوا ثياب اهل التقوى والصلاح وهم أهل الفجور والشهوات وحب السلطة والثروة اينما كانت لهم سامري هذا العصر ،هم أعداء الدين بامتياز يبيعون تجارة فاسدة بامتياز ،هم أعداء الدين وليسوا اولياؤه ،فاتخذوا من الدين الشكل وتركوا الجوهر وركنوا الى نصوص تخدم أهدافهم وتحقق غاياتهم فنصبوا أنفسهم آلهة أخرى لمن يختلف معهم فى الرأي فادخلوا أنفسهم ومن وليهم جنة الفردوس وكفروا من خالفهم واعلنوا الحرب على مجتمعاتهم يدمرون كل شيء ويستحلون دماء الابرياء والغريب أنهم يحاربون الكفر والشرك فى بلاد الإسلام ،لم يرفعوا السلاح الا فى وجه المسلمين وسمو أنفسهم بمسميات كاذبة فجماعة بيت المقدس لا تحارب لتحريره الأعداء من اليهود بل تحارب أبناء جلدتهم ووطنهم من المسلمين
ان أهم ما يميز الاسلام العظيم انه دين بلا كهنوت فلا سيطرة ولا سطوة لرجال الدين فلا وساطة بين العبد وربه ولا صكوك للغفران والبركة
إن جوهر الدين الاسلامي هو حسن المعاملة و انعكاس منظومة القيم و الاخلاق التي جاء بها الاسلام في سلوك الانسان . فجوهر الاسلام انه دين يتجاوز ضجيج الحناجر الى الفعل و السلوك . و يخبرنا القران من خلال دعاء سيدنا ابراهيم اهمية ان يكون الدين سلوكا و معاملة في قوله تعالى و هو يخبرنا بدعاء نبيه ابراهيم ( رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فكيف يكون الانبياء فتنة للناس . يكونون فتنة عندما يتمسكون بالدين شكلا و مظهرا كما هو حال الجماعات التي تعمل ضد الاسلام باسم الاسلام فكرست للفتنة و الانقسام و تشتيت المسلمين فحسن الدين و جماله في تمثله سلوكا وفعلا .
ومن أعظم ما كتب فى هذا الشأن رسالة مهاتير محمد التي وجهها إلى شعبه :
قال مهاتير محمد: لابد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي: الفقر والبطالة والجوع والجهل… لأن الانشغال بالأيدلوجيا ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا مزيد من الاحتقان والتنازع..!!
فالناس مع الجوع والفقر لا يمكنك أن تطلب منهم بناء الوعي ونشر الثقافة..!!!
وقال: نحن المسلمين صرفنا أوقاتا وجهوداً كبيرة في مصارعة طواحين الهواء عبر الدخول في معارك تاريخية مثل الصراع بين السنة والشيعة وغيرها من المعارك القديمة..!!
نحن، في ماليزيا، بلد متعدد الأعراق والأديان والثقافات، وقعنا في حرب أهلية، ضربت بعمق أمن واستقرار المجتمع..!!!!
فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لم نستطع أن نضع لبنة فوق اختها..!!
فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام ….
فكان لزاماً علينا الدخول في حوار مفتوح مع كل المكونات الوطنية، دون استثناء لأحد، والاتفاق على تقديم تنازلات متبادلة من قبل الجميع لكي نتمكن من توطين الاستقرار والتنمية في البلد….
وقد نجحنا في ذلك من خلال تبني خطة 2020 لبناء ماليزيا الجديدة.
وتحركنا قدما في تحويل ماليزيا إلى بلد صناعي كبير، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح ….
وأضاف :
– إن قيادة المجتمعات المسلمة، والحركة بها للأمام، ينبغي أن لا يخضع لهيمنة فتاوى الفقهاء والوعاظ..!!!
فالمجتمعات المسلمة، عندما رضخت لبعض الفتاوى والتصورات الفقهية، التي لا تتناسب مع حركة تقدم التاريخ، أصيبت بالتخلف والجهل..!!!
فالعديد من الفقهاء حرموا على الناس استخدام التليفزيون والمذياع، وركوب الدراجات، وشرب القهوة بل
وجرموا تجارب عباس بن فرناس للطيران..!!!!
– واضاف مهاتير:
إن كلام العديد من الفقهاء، “بأن قراءة القرآن كافية لتحقيق النهوض والتقدم قد أثر سلبًا على المجتمع.!!
فقد انخفضت لدينا نسب العلماء في الفيزياء والكيمياء والهندسة والطب، بل بلغ الأمر، في بعض الكتابات الدينية، إلى تحريم الانشغال بهذه العلوم..!!!
– وبالتالي، أكد مهاتير على أن حركة المجتمع لابد أن تكون جريئة وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وأراء النخب الدينية ليست دينًا.
فنحن نُقدس النص القرآني، ولكن من الخطأ تقديس أقوال المفسرين، واعتبارها هي الأخرى دينًا واجب الاتباع..!!!
– وقال مهاتير :
“إن الله لا يساعد الذين لا يساعدون أنفسهم” ! فنحن المسلمين، قسمنا أنفسنا جماعات وطوائف وفرق، يقتل بعضها بعضًا بدم بارد، فأصبحت طاقتنا مُهدرة بسبب ثقافة الثأر والانتقام التي يحرص المتعصبون على نشرها في أرجاء الأمة، عبر كافة الوسائل، وبحماس زائد، ثم بعد كل هذا ذلك، نطلب من الله أن يرحمنا، ويجعل السلام والاستقرار يستوطن أرضنا..!!!!!
فذلك ضرب من الخيال، في ظل سنن الله التي يخضع لها البشر..!!!