حماد مسلم يكتب .. حسن حسني من المقاولات لعالم الفن والشهرة
في بعض الاحيان تكتشف موهبتك مؤخرا ولكن سوف تكتشفها وعند اكتشافها احسن استغلالها عزيزي القاريء نحن امام نموذج يجب دراسته انه الفنان القدير حسن حسني تعالي عزيزي القاريء نعرف بعض ملامحه ومشواره المليء بالنجاحات
” الرائع المُخضرم ” و ” الكوميدى المُتميز ” و ” التراجيدى المُتمكن ” الفنان الكبير و القدير ” حسن حُسنى محمود ” الشهير بحسن حُسنى و هو الفنان المُجتهد الذى نجح فى إثبات نفسه كمُمثل قدير يستطيع أن يصنع من أى دور شكلاً خاصاً تاركاً بصمته فى العمل تتحدث عنه فعلاوة على كونه كوميديان على مستوى عالى فقد استطاع أيضاً أن يتميز بتقديم الأدوار التراجيدية المُهمة و الصعبة و المُركبة أيضاً .. ولد حسن فى 15 / 10 / 1931م فى حى القلعة بمُحافظة القاهرة لأب يعمل فى مجال المُقاولات و لم يكُن مُشوار حياته خاليا من المتاعب و المواقف الصعبة و المُفاجآت التى غيرت مجرى حياته و التى بدأت فى حى الحلمية الجديدة ففى سن السادسة فقد والدته التى و افتها المنية فى سن مُبكرة و هو الحدث الذى أسبغ عليه هالة من الحُزن الدفين و فى المدرسة الإبتدائية و تحديداً فى مدرسة ” الرضوانية ” عشق التمثيل الذى عبر عنه على مسرح المدرسة و يذكر أنه قدم دور ” أنطونيو” فى إحدى الحَفلات المَدرسية و حصُلَ من خِلاله على كأس التفوق بمدرسة الخديوية كما حَصُلَ على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية و التعليم و فى تلك الأثناء كان الفنان الكبير ” حسين رياض ” يُشارك فى إحدى لجان التقييم الخاصة بمُسابقات التمثيل فى المدارس و أبدى إعجابه الشديد به بعد أن لفت نظره إلى مُستوى أدائه الجيد و وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل فى شيئ آخر غير التمثيل و بالفعل جاءت بداية الستينيات ليجد نفسه مُمثلاً مُحترفاً يتقاضى أجراً عن عَمَلٍ يُحبه لدرجة العشق و أصبح عُضواً فى فرقة المسرح العسكرى التى كانت تتبع الجيش و لم ينتبه إلى أنه سوف يكون مُمثلاً لشريحة معينة من الناس هم فقط من الجنود و الضباط و أحيانا عائلاتهم حيث كان يُقدم عُروضه على مسرح المُتحدين للضُباط و أسرهم فى شهر رمضان و كان ما آلمه فى تلك الفترة عدم وصوله إلى الجماهير على نِطاق واسع مما سبب له أزمة شاركه فيها الفنان المُبدع الراحل ” حسن عابدين ” حتى صدر قرار بحل المسرح العسكرى عقب نكسة 1967م و شعر وقتها الإثنان بالإنفراجة ليبدأ كل منهما رحلة البحث عن فُرصة حقيقية لإظهار الموهبة و قد كان الإغراء المادى هو ما أثر على علاقة حُسنى بالمسرح حيث السينما و الشُهرة و المال الوفير و التى بدأت بدور صغير فى فيلم الكرنك مع المُخرج على بدرخان فى عام 1975م إلا أن دوره فى فيلم سواق الأتوبيس كان علامة فارقة فى حياته المِهنية و الفنية حيث لفتَ إليه الأنظار كمُمثل قادر على أداء أدوار الشر تحديداً بشكل مُختلف ثُم قدم بعدها عدداً من الأفلام من بينها ” البريئ ” و ” البدروم ” و ” الهروب ” و ” زوجة رجل مُهم ” و ” سارق الفرح ” و الذى حصُل على شخصية ” ركبة القُرداتى ” التى جسدها فيه و نال عليها 5 جوائز و كان عام 1993م عاماً مُميزاً فى تاريخ حسن حُسنى الفنى ففى الوقت الذى سافر فيه إلى سوريا و لبنان لعرض مسرحية ” جوز و لوز” كانت لجنة تحكيم مهرجان السينما الروائى فى القاهرة تُعلن عن فوزه بجائزة أحسن ممثل مُتفوقاً على فاروق الفيشاوى و محمود حميدة ! الذين نافساه على الجائزة فى ذلك العام حيث وقتها كان المُعتاد منح الجوائز لنجوم الفن ممن يحملون لقب ” فتى الشاشة ” أو ” البطل ” و فى نفس العام أيضا فاز حسن حسنى بجائزة أحسن مُمثل فى مهرجان الإسكندرية السينمائى عن فيلم ” فارس المدينة ” ليتنبه الجمهور و النُقاد لموهبته الفذة ,, قدم حسن فى الإذاعة عدة أعمال مهمة فالإذاعة هى الحب الثانى بعد المسرح للفنان حيثُ يختزل كل ما يملك من موهبة فى الصوت فشارك فى مسلسل “ قُشْتُمر” عن رواية نجيب محفوظ بنفس الاسم و مُسلسل “ عودة ريا وسكينة ” من تأليف عبد الرحمن فهمى كما شارك فريد شوقى فى المُسلسل “ سلام لحضرة الناظر ” من تأليف إبراهيم مصباح و قدم أيضاً المُسلسل الإذاعى “ الجريمة المزدوجة ” من تأليف ياسين إسماعيل ياسين و مُسلسل “ صيف حار جدًا ” من تأليف سعد زغلول و شارك فى المُسلسل “ لما بابا ينام ” الذى تم تحويله فيما بعد إلى مسرحية شارك فيها أيضًا مع علاء ولى الدين من تأليف أحمد عوض كما قدم المُسلسل الكوميدى “ اطلبنى من بابا “ تأليف مجدى الكدش و شارك مؤخراً فى شهر رمضان الماضى بمُسلسل ” أبو جبل ” و الذى قام ببطولته عدد من الفنانين أبرزهم مُصطفى شعبان و نجلاء بدر و دياب و عائشة بن أحمد و عايدة رياض .. مُنذُ مُنتصف التسعينيات بدأت مرحلة جديدة فى حياة حُسنى الفنية كان أكثر مايُميزها مُشاركته فى أفلام الشباب التى بدأت في تلك الفترة إلى الحد الذى قال عنه البعض أنه بمثابة شهادة الأيزو لتلك الأفلام ! و هذا الرأى إختلف فيه كثيرٌ من النُقاد فكان يرى البعض منهم أنه صاحب قدرة فائقة و لم يكن يليق به أن يُشارك فى تلك الأعمال الشبابية ! و خُصوصاً بعد دوره الرائع فى مُسلسل أم كلثوم الذى قام فيه بأداء والد سيدة الغناء العربى و كان هذا الدور فاتحة خير عليه حيثُ عُرض له أربع مُسلسلات فى آن واحد ! فى شهر رمضان لإحدى السنوات و كان حسن حُسنى يرُد دائماً على الإنتقادات التى كانت توجه له بخصوص مُشاركاته الغزيرة بأدوار بسيطة فى أفلام الشباب بأنه فى عام 1982م منحه الفنان القدير عماد حمدى فرصة الظهور معه فى فيلم سواق الاتوبيس في دور مؤثر بالفيلم يكاد يكون المُحرك الأساسى للأحداث فى الوقت الذى كانت فيه مشاهد هذا الفنان العظيم لاتتجاوز أصابع اليد فلماذا لايفعل هو الآن مع الجيل الجديد مافعله معه أساتذة الفن العظام ” ! .. تزوج حسن من السيدة ” ماجدة حميدة ” من خارج الوسط الفنى و أنجبت له 3 أبناء ” حُسنى ” و ” محمود ” و ” فاطمة ” و الأخيرة توفت بالسرطان فى 2013م و هو الحدث المرير الذى ترك أثراً سيئاً فى نفس الفنان حسن حُسنى و الذى مازال يُعانى من شدة وطأته عليه حتى كتابة هذه السطور .. تعرض حسن حُسنى مُنذ شهورٍ قليلة لشائعة سخيفة عن وفاته فى المُستشفى حيث خرج بعدها عن صمته لينفيها مؤكداً إنه بصحة جيدة و موجود فى بيته و لا صحة لأى شائعات عن وفاته و أكد حُسنى أنه لا يعرف مصدر الشائعات التى تشير إلى تدهور حالته الصحية أو وفاته قائلا ” أنا باسمع الشائعات زيى زيكم و موجود فى بيتى و مش فى المستشفى ,, صحيح أنا دخلت المُستشفى من اسبوعين بس خرجت منها و ماموتش فيها ” ! و قد نشر الفنان محمد هنيدى صورة تجمعه بالفنان حسن حسنى بعد انتشار هذه الشائعة عبر حسابه على موقع “انستجرام” يطمأن فيها الجُمهور على صحته و علق هنيدى عليها بطريقته الساخرة قائلا ” عم حسن زى الفل و بيشرب شيشة كمان “.. آطال الله فى عُمر فناننا الكبير و بارك فى صِحته …. لكنه قضاء الله وقدره إن الله كتب الموت على كل من كان تحت عرشه ومات الكومديان الطيب بتاريخ اليوم السبت الموافق 30/مايو 2020
توفى الفنان القدير حسن حسنى عن عمر ناهز 89 عامًا بمستشفى دار الفؤاد، إثر أزمة قلبية مفاجئة أدت إلى دخوله المستشفى مساء أمس، وظل على مدار الـ 24 ساعة داخل العناية المركزة حتى فارق الحياة
اعطي الكثير للشاشة التليفزيون……..