عندما تنتهي المصالح ؟
بقلم علاء حمدى قاعود
هناك من يغش ويخادع ويتلون باسم المصلحة وهناك من يغير وجهته ويغش ويبدل رداءه السياسي صباحا ومساء هناك من يسئ إذا أساء الناس وهناك من يحسن إذا أحسن الناس مجرد إمعات لا موقف لهم ولا كلمة ولا لون ولا رائحة هناك بعض الإعلاميين والمفكرين والصحفيين والكتاب والخبراء والمشايخ والدعاة الذين غيروا جلدهم الديني والسياسي بأسرع مما يغير أحدنا قميصه قرأوا الواقع وفهموه فمالوا حيث تميل المصلحة وسبحوا فى اتجاه الموج حتى يصلوا إلى بر الأمان وشاطئ السلامة بصرف النظر عن مواقفهم السابقة المسجلة بالصوت والصورة نسوا الحكمة التي تقول : إن لم تستح فافعل ماشئت .هكذا صنف البشر لايمكن أن تفرق بين الغالي والثمين والأصيل والعميل والخائن والأمين وصاحب المصلحة الحربائى المتلون وصاحب المبدأ الثابت عليه ثبوت الجبال إلا من خلال المواقف العملية والتعامل المباشر حتى يتبين لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتميز الطيب الشاكر من الخبيث الماكر إن بحر الحياة صار مالحا وعلت فيه أمواج المصالح حتى سألت وفاضت هناك من يخادع ويغش ويكذب باسم الدين والدين منه براء وهناك من يغش
هناك شريحة من الناس وكأنهم بلسان الحال قبل لسان المقال يقولون نحن مع اتجاه هبوب الريح فحيثما كانت كانوا هم مع مصالحهم ولتذهب المبادئ إلى سواء الجحيم فهل مثل هؤلاء المتحولين يبنى على كاهلهم وطن؟ أو ترفع على سواعدهم راية؟ أو تتحقق على خطاهم تنمية أو تقدم.؟ الإجابة بالطبع كلا وألف كلا. لأنهم كما تقول الحكمة كحمار السوء إذا شبع رمح الناس وإذا جاع نهق وأزعج المجتمع لا تخشى من إنسان ثابت على مبادئه حتى ولو خالفك أو كانت حتى مبادئه غير ذى نفع لأنه يفكر وسيعود يوما ما للحق ولكن عليك أن تخشى وتقلق من صاحب المصلحة الذي يبيع كل شي بثمن بخس مقابل منافع وقتية. يبيع دينه ووطنه وشرفه وعرضه الأمر جد خطير لأن المياه العكرة ملأت البحار والأنهار وهناك من يجيد الاصطياد فى الماء العكر واشتدت الريح العاصفة فحطمت أعالى الأشجار وانكسرت الفروع ومالت الجذوع وسقطت الأوراق وانتشر الجراد ليأكل الأخضر واليابس.
هم إمعات يمكن شراؤهم بأبخس الأثمان فى أى مكان وفى أى زمان ليسوا أصحاب مبدأ ثابت لان صاحب المبدأ لا يشترى و لا يباع لا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة
و رجل المصلحة إنسان تافه حقير يعبد مصلحته من دون الله لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء مذبذب الفكر مشوش العقيدة ضبابى النظرة . هو مع مصلحته الحقيقية وإن تعارضت والمصلحة العليا للعباد والبلاد . لذلك فهو منحط أخلاقيا وسياسيا واجتماعيا إن من أخطر الأمراض النفسية والاجتماعية والسياسية أن يشيع النفاق وعبادة الذات في المجتمع أصحاب المصلحة لايرون غير أنفسهم ومصالحهم فقط هذا شأن الإمعة ذو الوجوه المتعددة والألسنة المتنوعة
فاستتروا بالمبادئ وتحصنوا بالحق والله من وراء القصد والنية .