تعدد الاقنعة

بقلم علاء حمدى قاعود

نجد كثير من الناس ما يلجئون الى ارتداء الأقنعة المزيفة معتقدين أنهم بذلك الفعل يتملصون من قول الحقيقة والتي غالبا ما تحرجهم وتكشفهم فالمواقف وحدها من تكشف الأقنعة والتعامل هو من يكشف لك الحقيقة فنجدهم يشرعون الي خلق وسرد قصص وهمية من نسيج خيالهم الواسع تهدف الى انقاذهم وتخليصهم من مشكلات أكبر قد يتعرضون اليها في حال أفصحوا عن الحقيقة غير مباليين بتلك الأضرار النفسية والمادية التي يلحقونها بأنفسهم وبالأخرين.
فمن رام له كشف صدق الوجه فليتأمل في المواقف , وليتأمل أصحابها سيري الحقيقة بأم عينه عندما يحتاجها من أخية صديقة أهلة فبعضهم من يقدم مصلحته على صاحبه وبعضهم من يتخلى عنك ويتنكر لك وأنت في امس الحاجه اليه لحظتها تصفعك اليد وتسقط الأقنعة التي كنت تعتقد أنها تمدك بالعطاء والتي كنت معتقدا أنها سندك وتسقط الأقنعة حينما يهجوك اللسان الذي كنت تظن أنه لسانك حينها تسقط الثقة ممن هم حولك ويتبدل حالك من إنسان يثق ويحب الي شخص يتفحص الوجوه لعله يكتشف الحقيقة قبل أن يسقط القناع وتتساءل هل تلك الوجوه فعلا حقيقية ام أنها وجوه من ورق تهوي بها الريح فترميها بعيدا؟؟؟ ولسان حالك يردد تسقط و تسقط وتسقط.
و الغريب بالموضوع إن التمادي باختلاق الأكاذيب وصناعتها قد يرضي كثير من الناس كونهم يعانون من نقص في شخصيتهم ومحاوله لإشباع حاجتهم وغرورهم والاستمتاع بتفاصيل وأحداث وهمية ليس لها وجود سوي في دواخلهم المزيفة والمشكلة في بعض الأحيان أننا نعرف ما يكنون لنا لأن الروح تحس قبل الجسد ولأننا نعتمد على إحساسنا الفطري في كشف الحقيقة ولكننا نستمر بالعطاء ربما محاوله لمنحهم فرص أخري لتعديل سلوكياتهم ولمحاسبهم أنفسهم.
نجد كثير من الناس قد ينجرف وينخدع ببريق الأكاذيب الملوثة ليكسب صداقات وعلاقات جديدة مزيفة فمن رام أن يعرف حقيقة الشخص الكاذب فيجب عليه أن يركز على لغة الجسد باعتبارها أصدق السبل لكشف الحقيقة فقد نجد من يلجأ الى الكذب بالعادة ما يتجنب النظر في عين محدثه وذلك حتى لا تكشف نواياه المستترة لذا يفضل في كثير من الاحيان أن ينقل اخباره وأكاذيبه وسمومه عبر الهاتف لكي لا يقرأ ملامحه وحركاته أحد, ولكن المهم هو أن نؤمن بان ذلك البريق سيزول يوما رغم تعدد الأقنعة وتباين الوانها بعدد يفوق الوان الطيف السبعة المشهورة الا وانه يوما ما سوف ترفع الستار وتتكشف الأقنعة فهناك قناع عقلي لنري الاخرين على حقيقتهم بلا رتوش زائفة !!! فشكرا للمواقف بقدر ما تؤلم وتدمي القلوب بقدر ما تريح النفس وتكشف الوجوه التي كانت مخفيه عنا يوما ما وشكرا للمواقف التي تثبت أن كل انسان يعطي من أخلاقه ومخزون قلبه وحسبنا أننا كنا نعطي من أخلاقنا … ونبذل من صفاء قلوبنا فالناس كالكتب هناك من يخدعك بغلافه واخر يذهلك بمحتواه فكن دوما صادقا فعلاً وقولاً لتعيش في صفاء وسلام مع النفس !!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى