قلوبأ كالحجارة !! بقلم علاء حمدي قاعود
نعيش ظواهر مرعبه ومخيفة ..لعل ابرزها ..قسوه القلوب والجحود ونكران الجميل..وتصيد الأخطاء . وظلم بعضنا البعض. واختفاء الشهامه ولم تعد قسوه القلوب في جرائم القتل او الخطف او السرقه بالإكراه.إنما في تعاملاتنا العاديه. أصبحنا نتعامل بقسوه وبدون رحمه ولا أدري هل يرجع ذلك الي عدم الإحساس بالآخر وانشغالنا بقضايا شخصيه جدا ..وسيطرت علينا الأنانية وأصبحنا لا نفكر الا في حجم المصلحه والمنفعة التي ننتظرها وراء كل تصرف هل طغت المصالح والأنانية وحب الذات علي سلوكنا .هل وسائل التواصل الاجتماعي وراء ذلك.بعد ان قطعت كل أواصل العلاقات الاسريه والعائلية ..وصله الرحم ..وأصبح كل فرد في الاسره يعيش فقط مع محموله طوال الوقت وقد يلتقي أفراد الاسره جميعهم في وقت واحد في غرفه واحده تحت سقف واحد وكل فرد مشغول عن الآخر بما في يده ..هل اختفاء البوح بيننا وراء ذلك وعدم وجود من يستمع إلينا ونحكي له ..هل عدم وجود من يشاركنا آلامنا وآمالنا ..هل اختفاء اصحاب القدرة عن قول كلمه حق ..تعيد البعض الي صوابه ..هل رتم الحياه السريع اصبح يتطلب التعامل بنفس السرعه ..وأيضا القسوه..هل البعد عن الدين وعدم الالتزام بتعاليمه وراء ذلك ..وعدم اخراج الذكاه وعدم الحرص علي صله الرحم سبب ذلك ،وصدق الحق في قوله ” خذ من أموالهم صدقه تطهر هم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم والله سميع عليم” التوبه ١٠٣ – هذه قيمه الذكاة .. الأكثر من ذلك فان الدين يغرس فينا حب الجار.. ويتخذ من هذا الحب رابطه اجتماعيه قويه ويكفي ان رسول الله صلي الله عليه وسلم “قال ان لجارك عليك حقا..واسوء المشاكل مع الجيران والاعتداء علي حقوق وحدود الجار اصبح من المسائل المألوفه هذه الأيام وما اكثر الخلافات بين الجيران وذهابهم الي أقسام ومراكز الشرطه والنيابة والمحاكم..دون مراعاه لحق كل جار وأصبح كل منا يستبيح لنفسه ما هو ليس ملكا له علي حساب جاره او شقيقه او شقيقته او احد أقاربه او اي مخلوق .. حتي الشكر اصبح عزيزا واختفت كلمه “شكرا ” من قاموس حياتنا اليومي..بالرغم من ان رسولنا محمد صلي الله عليه وسلم حثنا علي شكر الناس قائلا “من لم يشكر الناس ..لم يشكر الله عز وجل” وقال من اسدي إليكم معروفا فكافئوه فان لم تستطيعوا فأثنوا عليه به خيرا او أدعو له ..حتي تعلموا أنكم كافأتموه ..انظروا الي قول اعظم الخلق صلي الله عليه وسلم “ما من مسلم يكسو مسلما الا كان في حفظ الله عز وجل ..ما دامت عليه منه رقعه وقال :الصدفه تسد سبعين بابا من الشر ..أتوقف أمام قسوه القلوب في غش الطعام واستخدام الهرمونات الضاره والقاتلة من اجل المكسب والربح الوفير .. القلوب القاسية ..وراء انتشار الأمراض الخطيره..من حقن الفاكهة والخضراوات بمواد مؤذيه تضر كل من يتناولها..من غشنا فليس منا وقال صلي الله عليه وسلم..المسلم اخو المسلم ولا يحل له..إذا باع شيئا فيه عيب ..الا انه يظهره ..قسوه القلوب ..تتكرر أمامنا جحود الابناء وطردهم الآباء والأمهات من اجل الانفراد بالشقه ..فكلنا يلمس هذا الجحود ونكران الجميل دون حق ..أقول لماذا أصبحت قلوبنا بمثل هذه القسوه ..لماذا ؟! هل غياب الثقافة ..انعدام الضمير ..البعد عن الدين ..اختفاء القدوه ..انشغال الآباء والأمهات عن دورهم في التربيه ..النت والكمبيوتر ..الإعلام..الأنانية ..البيت المهلهل وكثره الخلافات الزوجية ..الفن وما يقدمه ..غياب دور المسجد..والمدرسة والجامعة ..انتشار مفاهيم وقيم مغلوطة ..مثل الفهلوه واستخدام أساليب ملتويه وانتشار حمله المباخر ونفاق رئيس كل موقع عمل..للحصول علي أفضل المكاسب .. نحن أمام ظاهره غريبه علينا..فان قسوه القلوب ..تستحق ان نتوقف أمامها طويلا ..اللهم اجعلنا نأتي إليك بقلب سليم ..فإن عزه الإنسان وارتفاعه عن الحقد والغل والأنانية يتوقف علي كل ذلك ..علي القلوب السليمه..علي القرب الي الله ..حتي لا نتشاجر علي اتفه الأسباب ونقف في وجه بعضنا البعض دون حق..كل هدفنا ..ان ننال من الآخر ..والاسوأ ان يختلف كلامنا أمام الآخر ..عما نقوله وراء ظهره ..قسوه القلوب ..صعب !