بدر عياد يكتب: التعليم والصحة في خطر.. والضحية الطالب والمريض
في صاحبة الجلالة نكتب.. عندما نثني علي أحد ما فان ذلك لا يأتي من فراغ، وإنما من عمل يكد فيه أو عطاءا يتصدر فيه، فالثناء نابع من حقيقة وليس من هدفا أو مصلحة ما، فدائما نكتب لنقدر نموذجا فريدا أنجز عملا فشل غيره في أدائه، وهذا ما تدفعنا إليه مهنتنا أن نكون منصفين نقف علي مسافة واحدة لا نفرق بين هذا وذاك.
وعندما نهاجم مسئولا أي كان منصبه فأننا نهاجم من أجل المصلحة العامة، حيث أننا لسنا دعاة شهرة أو مجد من وراء انتقاده، وان ما يشغلنا دائما هو نصرة الحق، فقلمنا سيفا علي رقاب الفاسدين ودرعا للمظلومين.
منذ أيام انتشر تصريح غريب وصادم للدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم عن أن أسئلة الامتحانات ليست من خارج المنهج لكنها ليست من الكتاب، والذي يبدو أنه يبرر للخطأ الفادح الذي وقع فيه القائمين علي وضع الامتحانات، حيث كيف يطبق الوزير معايير وأسس عالمية في وضع الامتحان دون أن يكون هناك تأهيل للطلاب والمعلمين لتطبيقه.
ما فعله الوزير هو استمرار لمسلسل الفشل الذريع في منظومة التعليم، والتي لا تنبأ ولا تبشر بأي خير أبدا، حيث ما يفعله هو كارثة كبيرة في حق أبنائنا الطلاب، ولنا أن نسأل سيادته بعد تطبيقه لعدد من أنظمة التعليم المتطورة في مصر كالامتحانات الإلكترونية.. هل تحسن ترتيب مصر في التعليم عالميا.. والذي جاء في المرتبة الأخيرة.. هل تم القضاء علي إمبراطورية الدروس الخصوصية في مصر… هل يجيد الطلاب حتي القراءة والكتابة.
وفي واقعة صادمة أخري لا تقل في الأهمية عن كارثة وزير التعليم ، هاجم أعضاء مجلس النواب هالة زايد وزيرة الصحة علي خلفية إتهامه بالإهمال الجسيم بسبب حادث “طبيبات المنيا”، الذي راح ضحيته 4 أشخاص، بينهم طبيبتان، وإصابة 17 آخرين، الأمر الذي وصل إلي حد مطالبتهم بإقالتها.. المحتوي ملك لموقع عرب كوول.
وكان أولي بأعضاء النواب الموقرين أن يطالبوا منذ سنوات بإقالة هذه الوزيرة ليس علي الواقعة الكارثية الأخيرة، وإنما علي الإهمال المستشري في منظومة الصحة بأكملها، فمعظم المستشفيات الحكومية تشهد إهمال جسيم في كافة أقسامه من نقص الأطباء والتمريض والدواء، إضافة إلي حالة الفوضي والتسيب السائدة في معظم الوحدات الصحية .
كما يجب أن تحاسب هذا السيدة التي لا أجد وصفا دقيقا لها علي ارتفاع حالات الموتي بين المرضي داخل المستشفيات الحكومية، أما بسبب عدم وجود طبيب متخصص أو نقص في الدواء أو التمريض، ناهيك عن تهالك البنية التحتية لمعظم المستشفيات الحكومية كمستشفي بولاق الدكرور ومعظم المستشفيات في المناطق العشوائية التي انتشرت فيها القمامة والكلاب .
ولقد واجهت العديد من الصعوبات علي مدار سنوات قمت فيها بتغطية وزارة الصحة، من أجل الغلابة من المرضي، الذين ليس بيدهم أي حيلة، فالمعاناة تبدأ من حجز تذكرة المستشفي، حيث الطوابير الطويلة وما يصاحبه من تعديات واشتباكات بين المرضي وامن المستشفيات الذي أصبح شخشيخة بيد مدير المستشفي، دون أن يؤدي واجبه الأساسي في حماية المريض وذويه.. المحتوي ملك لموقع عرب كوول.
وينتهي الأمر بطبيب ناشئ يتدرب علي المرضي ليس لديه أي خبرات سابقة ولا دورات تدريبية ولا تأهيلية تمكنه من أداء مهنة الطب السامية، وبعدها ينصدم المريض بعدم وجود الدواء أو الطبيب المتخصص ، ولو كان حظه سئ سوف يتم حجزها في المستشفي لا يجد دواءا ولا طبيبا ولا ممرضا يتابع حالته، وفي النهاية الموت البطئ الذي قد يجئ اليوم أو الغد، أو يلجأ المريض للمستشفيات الخاصة والذي يحتاج فيها إلي بنكنوت يستطيع مجاراة النزيف المالي الذي تفرضه عليها من أجل العلاج، والتي لنا بها حديث أخر سوف يتم استعراضه في تقرير يكشف كوارث العلاج في المستشفيات الخاصة .
من هنا وجب عليه من خلال خبرتي وتغطيتي لملف الصحة أن أدق ناقوس الخطر بأن منظومة الصحة في حالة لا يرثي لها، فقد شهدت إهمالا جسيما منذ تولي هالة زايد مقاليد وزارة الصحة، لذا أطالب المسئولين في الدولة بإقالة هذه الوزيرة علي الفور، وتعيين من يستطيع إعادة هيكلية المنظومة بأكملها، “المحتوي ملك لموقع عرب كوول” وإعادة الأمور إلي نصابها قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.. ولقد أعذر من أنذر .