محمد كامل يكتب : إرحل أيها العام

إرحل أيها العام ما عدنا نتحمل أيامك لقد تركت فينا جرح عميق حزن يكفى لأعوام قادمة مثلك رحل فيك الغالى والنفيس .. ونحن لانملك إلا نقول ” إنا لله وإنا اليه راجعون “
بدأت أيامك ايها العام برحيل رجل تقاسم معى مرارة الغربة والعزلة عن الأهل ولكن لم أجد لهذا تفسير سوى أنه رجل طيب زكى .. جاء رحيله فى شهر كريم لقى ربه وهو صائم وترك خلفه قصة وحكاية تحمل في طياتها الكثير من الغرابة والدهشة والتساؤلات ماذا فعل ولماذا يفعل .. أكتفى بهذا القدر ولا يسعنى إلا أن ادعوا له بالرحمة ” ربنا يرحمك ياأستاذ …….”.

انتظرت من العام أن يأتينى بفرحه عارمه تمحى عنى الحزن وتنسينى ما فات لكن يبدوا أنها أشبه بسابقتها ” ما أشبه اليوم بالبارحه ” إلا وأستيقظ على ” طامة كبرى ” إنتفض لها جسدى وإرتجفت روحى وسالت دموعى التى أراها الان تتساقط وأنا ممسك بقلمى لأكتب لكم هذه الكلمات .. ماتى والدى المربى ” جدى ” الذى أبصرت على يديه حين خرجت إلى الدنيا من بطنى أمى ” الغاليه ” نشأت في بيته وسط أنفاسه وبين عينيه إلى أن بلغت سن الخامسة عشرة من العمر ربانى جدى على الصدق في الكلام والأمانة وحب الناس والبساطة وحين كبرت عرفت أن في بيتنا ” كنز” لا مال يساويه ولايقوت أومرجان يعاليه ” جدى ” الذى وصفه الكثير من اهالينا أنه رجل لايتفوه إلا بالحكمة صادق القول محافظا على صلاته آمن على المال لا يأكل الحرام ” الله يرحمك ياجدى ” لا نذكيه على الله .. سلاما إلى أن نلتقى ياولدى المربى .

وانا مازلت أنتظر من العام يأتى بيوم فيه فرحه ولو لساعة تخفف عنى حزن الأيام إلا إختتم العام ايامه بخبر موت ” خالى ” الأكبر رجل لم نرى منه إلا طيب كريم في داره عزيزعلى أهله كان دائما يعتز بالأصل والأصول ..كان أخر مال قاله لى في عزاء جدى ” متزعلش يامحمد جدك رجل صالح مأكلش حرام ” ولم تمر إلا شهور قليله ويلحق خالى بجدى ليفارق هو الاخر الحياة ياسلااااام هكذا الدنيا فيزداد الجرح ألم على ألمه . لا حول ولا قوة الا بالله ” الله يرحمك ياخال”

إرحل أيها العام ماعدنا نتحمل مرارة الايام تركت فينا جرح لن تشفيه الاعوام ..القادمة الحمد لله على كل شئ رحم الله امواتنا وامواتكم جميعا رحم الله كل عزيز عليكم ” إنا لله وإنا اليه راجعون “
وها أنا أبدأ عام جديد فيه أول يوم هو “يوم ميلادى ” إلى كل أحبابى أهلى أصدقائى كل عام وانتم بخير