علاء الخضيرى يكتب : عودة الروح للصحافة والإعلام
شهدت الأيام القليلة الماضية انفراجة واضحة فى ملف تعامل الدولة مع الاعلام والصحافة فى مصر ،بعد فترة كبيرة من أزمة مكتومة وازمة ثقة كبيرة أدت إلى عدم قيام وسائل الإعلام المختلفة واهمها الصحافة المصرية بدورها المعهود كقاطرة للوعى ومحاربة الجهل والتطرف والإرهاب
الدولة المصرية فطنت اخيرا الأزمة فى هذا الشأن وسببها الرئيسي فى إسناد إدارة هذا الملف الهام والخطير إلى شخصية مسؤولة تعى ابعاد هذه المهنة ومتطلباتها والتى لا يمكن أن تدار بالأوامر أو من خلال جروبات الواتس اب بل يجب أن يترك العيش لخبازه كما فى المثل المصري الشهير
وهنا يجب توجيه التحية لمن قام بمهمة التغيير واتخذ القرار الهام بعودة وزارة الإعلام لتكون هناك جهة مسؤولة يعهد إليها بإدارة هذا الملف وتتعامل بسرعة ومهنية عالية فى مواجهة التحديات التي تواجهها الدولة المصرية في ظل تحديات إقليمية ودولية كبيرة
وكم رأينا الرئيس عبد الفتاح السيسي يعبر فى أكثر من مرة عن عدم رضاه عن الأداء في المشهد الإعلامي بل إنها وقفت ذات مرة فى انتظار التعليمات للرد على شخصية المهتور محمد علي والذى تركت له ساحة الشاشة والميكرفون لبث سموم مؤامرته الأمر الذى دفع القيادة السياسية للتدخل بنفسها وحجمها الكبير للرد على هذا التافه المسمى بمحمد على لإيقاف سيل الأكاذيب التي تركت دون رد
الانفراجة فى ملف الإعلام والصحافة المصرية بدت واضحة مع تولى الزميل الصحفي أسامة هيكل ملف وزارة الإعلام كوزير دولة فى التعديل الوزاري الأخير ثم ما لبث هيكل أن قام فور تعيينه ببث رسالة مفادها أن الامور تغيرت وراينا التنسيق واضح جدا بين الدولة والإعلام من خلال حديث الرئيس السيسي عبد الفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف خلال زيارته إلى محافظة الفيوم فى افتتاح مشروعات لجهاز الخدمة الوطنية وهو حديث كان توقف منذ فترة تعبيرا عن عدم رضا الدولة عن الدور الذى يقوم به الاعلام
وعكس اللقاء الأخير تطور مهم فى هذا الملف وحرص الرئيس السيسي على التقدم فى هذا الملف إيمانا بالدور الخطير والهام لوسائل الإعلام كأحد اذرع الدولة المصرية المهمة فى تنفيذ استراتيجياتها فى كافة الملفات
وعقب هذا اللقاء قام الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بعقد لقاء بعدد كبير من رؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة استمر لساعات طويلة لشرح رؤية الحكومة المصرية في مختلف المجالات المحلية والدولية وهو ما يعكس تغييرا كبيرا فى علاقة الدولة بالصحافة ووسائل الإعلام بعد أن كان الأمر يقتصر على إصدار البيانات من خلال الصفحات الرسمية والمتحدثين الإعلاميين
أن هذا الملف ينتظر الجهد الكثير خاصة مع التغيير المرتقب لرؤساء الهيئات الإعلامية الثلاث ورؤساء تحرير الصحف وموقف الدولة من ملف الصحف القومية والتحرك فيه بفهم لأهمية دورها كمؤسسات تمثل درع للدولة فى الدفاع عنها ضد التحديات المختلفة وايضا التعبير عن المواطن وهمومه وازماته
وايضا هناك ملف ماسبيرو والتلفزيون المصري الذى يستحق دعما افضل وتطويرا اكبر فهو سيظل الاقوى تأثيرا اذا ما اتيحت له الإمكانيات المتوافرة للفضائيات الخاصة والتى صرفت المليارات ولم تنجح فى التأثير المطلوب
أن زيادة مساحة الحرية فى الإعلام الوطنى ليعبر عن الجميع وعلى رأسهم المواطن المصري وهمومه وازماته لهو السبيل والعلاج الناجح للقضاء على قنوات الفتنة وما تبثه من سموم ليل نهار للتحريض على هذا الوطن وقياداته فعندما يجد المواطن صوته في أعلام وطنه لن يذهب لقنوات الأعداء ويقع فريسة بتخدير عقله باكاذيب ممنهجة واستراتيجيات مخابرات دول تستخدم الاعلام راس حربة فى حربها ضد مصر بل ستسقط تلك القنوات لأنها لن تجد من يشاهدها سوى العاملين فيها