محمد عبد الشكور يكتب : هل أصبح ” البندوق ” المتحدث الرسمى للإعلام المصرى ؟!

 

أعتقد أن أفضل وصف يجب أن يطلق على الإعلامى والصحفى والسياسي الكذاب الذى يغير رأيه حسب توجه النظام ، بغض النظر عن مواقفه السابقة هو أنه شخص ” بندوق ” .
وكعادة أهلنا في الشام أنهم يطلقون على الشخص الذى ينتقل من مكان لمكان ، ويغير رأيه بسرعة وبمهارة فائقة كلمة ” بندوق ” ، ومعناها لقيط أو ابن زنا وليس له أصل معروف ، أو ولد غير شرعى ، بدون زواج .
إذا ” البندوق ” هو الشخص الذي أبوه الفعلي غير أبيه المسمى باسمه ، لكن المفهوم يستخدم مجازا بدلالات كثيرة معظمها لا تحمل غير مشاعر الدعابة والإشادة أحيانا .

والبندوق هو عصفور أمه طائر ” كناريا ” وأبوه طائر ” الحسون ” ، أى أنه طائر هجين وخليط بين جنسين مختلفين ، وبطريقة معينة يتم وضع هذا الطائر المسمى ” بندوق ” في صناديق صغيرة ويمنع عنه الضوء لعدة أشهر يتم فيه بث تسجيلات خاصة له يتعلمها ، مع عزله بعيدا عن جميع الطيور والأصوات الأخرى حتى لا يتعلمها فهو سريع التقاط للأصوات التى حوله ويرددها بدون فهم ، وهو كثير الحركة لا يستقر في مكان أبدا .
وفى الإعلام المصرى الحالى يوجد عشرات من هذا “البندوق “، لهم أصوات عالية ولهم قدرة على التقاط الإشارات من أجهزة معينة يحفظون كلامها مثل البندوق ويرددونها على مسامع المشاهدين برغم ما فيها من كذب وفجور .
ويقوم هؤلاء ” البنادقة ” بتغيير موقفهم وكلامهم بدون حرج ولا تأنيبا من الضمير ، المهم عندهم ترديد كلام أسيادهم التى علموهم أياه ، بغض النظر عن قبحه وكذبه وفجوره ، فهم لا يتورعون عن نهش أعراض الآخرين طالما جاءت لهم الإشارة من تلك الأجهزة ، فلا ينتظرون إلا إشارة البدء على من تشير إليه أوعليه تلك الأجهزة، للنيل منه ومن تاريخه ومن أسرته ، وينسى البندوق منهم أنه كان يمجد في هذا الشخص منذ فترة وجيزة ، ولكن طالما أصبح معارضا لهم يصبح دمه وماله وعرضه مستباح لهؤلاء ” البنادقة ” .
هؤلاء ليس لهم موقفا ثابتا ولا رأيا واحدا ومبدأ يعيشون من أجله ، كل همهم هو إرضاء من علمهم اللغة ومن ساعد على ولادتهم – وأن كانت من سفاح – لا يهمم هذا ولا يفرق عندهم إن كان كلامهم صدقا أو كذبا .
ويتحرى البندوق منهم الكذب مثل اسمه فهو بلا أصل وبلا تاريخ ، سوى مرحلة التكوين التى تمت في معامل ومختبرات تلك الأجهزة ، ولأنه يعلم أنه كذلك فهو يتعامل مع المشاهدين بدون اكتراث ، يكفى أن يراه سيده ويتأكد أنه يغرد مثلما علمه ويشعر برضائه عنه ، حتى يعيد هذا التغريد القبيح مرة ومرات عسى أن يستمر رضاء صاحبه وسيده عنه .
وجدنا هؤلاء المهجنين في كل فترة وقد تغيرت أرآئهم حتى في الدول الصديقة مع نظامهم ، طالما جاءت الإشارة من هذه الأجهزة فيبدأوا في وصلات الردح ضد هذه الدولة أو تلك ، بعد أن كان ” البندوق ” منهم قد رفع قدر حاكم هذه الدولة منذ فترة إلى مصاف الأنبياء والرسل والزعماء، ولكن أكل العيش مر كما يقولون ، فهو لا يخجل من تغريده السابق فيبدأ بالصياح بالنغمة الجديدة غير عابئ أنه منذ قليل كان يردد كلاما عكس الذى يصيح به الآن .
البندوق صفة تعطى لأي منتج من عناصر ومكونات غير التي يتوقع الناس أنها تدخل في تكوينه، ويفترض أن البندقة حرفة ومهارة يتقنها الصناع والحرفيون المتمرسون، في بلادنا الكثير من المنتجات المبندقة وغير الأصيلة، من سياسيين وإعلاميين وصحفيين ، يتباهى المحترفون الصانعون لهم بإنتاجها ويلعبون بخصائصها ويتباهون بما يتحقق من نجاحات لتدخلاتهم.
نعم قد تصدر هذه الطيور المهجنة أصواتا عالية ، ولكن بصدق لقد فضحنا ضجيجها وكثرة سؤال الناس المستغربين لصوتها وكذبها اللذين لا يتناسبان مع شكلها وعمرها الحقيقى ، ولا يعرفون أنها مجرد ” بندوق ” تعلم تغريد كذب أسياده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى