بدر عياد يكتب: وزيرة “العنجليزي”.. وطبيبات الترويع البوليسي بالمراكز المتخصصة بالصحة
من الطبيعي حينما يتحدث العلماء الجميع يصمت ليستمع لمفاهيم تفسر علما ما أو تعرف مرضا أو دواءا ما، وعندما يخطأ صاحب العلم والمقام الرفيع يكون بمثابة من ينكس الرأس خجلا، وحينما يتحدث أطباء الكون والدواء والأوجاع فالجميع ينصت ليتعلم منهما مفردات الحديث وضوابط اللقاء هذا ما تعلمناه في دراستنا وفي الحياة العامة التي اختلطنا فيه بأطباء وعلماء من كافة الجامعات والمعاهد.
وفي واقعة غريبة وجديدة علينا أصابتنا بالإحباط والتعجب الذي يصل لحد الذهول المفرط، بعدما سمعنا جميعا الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، تتحدث اللغة الانجليزية في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ بشكل غريب وخاطئ لم يمر علينا من قبل، وكأنك تستمع لطفل صغير في بداية تعلمه للغة الانجليزية مع الاحترام له فقد يكون أمهر منها في النطق والتحدث.
لا اعلم من أين ابدأ مقالي فقد أصبت بالذهول من سماعي للسيدة الفاضلة، الأمر الذي جعلني اتسائل وأتعجب في نفس الوقت كيف تخرجت من الجامعة وحصلت علي شهادتها من كلية الطب، حيث من الطبيعي أن يكون طالب الطب يمتلك مهارة التحدث والكتابة باللغة الانجليزية، فإذا كانت وزير الصحة هكذا فما حال خريجي كليات الطب والأطباء.
وأود أن أكد علي احترامي الكامل للأطباء والعلماء الأجلاء فهم وسام لنا نتباهي به أمام الجميع، ولكن وجب علينا أن ننبه لخطورة هذا الأمر ونخص فيه فقط مما ينتسبون إلي مهنة الطب وهم بعاد كل البعد عن هذه المهنة السامية، فمعظم من يتسبب في كوارث للمرض هم خريجي الكليات والمعاهد الخاصة، فاعلم جيدا بأن كليات الطب الحكومية تخرج آلاف الأطباء المهرة الذين لهم صدي كبير في الداخل والخارج، فلن تجد مستشفي في الخليج أو الدول الأوربية إلا وتجد به طبيب مصري .
وجب عليه كمحرر صحفي يغطي وزارة الصحة منذ 10 سنوات وكانسان له ضمير وقلب وإحساس بفقراء المرضي الغلابة الكادحين، أن اذكر بعض الأشياء التي تحدث في المستشفيات الحكومية، والتي اشتكي منها آلاف المرض الذين أقابلهم وأحادثهم يوميا، وهي استخدم الأمن في ترويع المريض وأهله بشكل عنيف فليس للمريض أو أهله أن يشتكي عن أي شي تعرض له من معاملة أو اضطهاد فعليه أن يقول نعم حاضر كالعبد حتي يتكرم ويحنو عليه الطبيب والممرضة ليحصل علي كشفها وعلاجه، وهناك أمثلة كثيرة رايتها بعيني، وسوف أقصه لكم في مقالاتي القادمة في حينها.
وأختم بحديثي ببعض الكلمات المعبرة التي تجري في وجداني ومخيلتي فهي بعض الكلمات لمصطفى صادق الرافعي -رحمه الله-: (إنّ الطبيب الحكيم لا يجاري العليل وإنّما ينظر إلى العلّة)، فما أعظم هذه المهنة وما أجمل قلب من يعمل بها!..