صلاح محمد يكتب : أصحاب الإرادة والمهارات
كل التحية والتقدير لهؤلاء الأطفال أصحاب الإرادة والتحدي والمهارات والقدرات الخاصة الذين خصص لهم يوم عالمي للاحتفال بهم من قبل منظمة الأمم المتحدة منذ عام1922م لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يهدف للتوعية بقضايا الإعاقة وزيادة الوعي وإشراكهم في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ولقد دعيت للحضور لهذه الاحتفالية التي أقامتها كلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس لمشاركة الأطفال وأولياء أمورهم فرحتهم ولمست اهتمام جميع العاملين بالكلية وعلى رأسهم رئيس جامعة عين شمس الدكتور محمود المتيني والدكتورة هويدا الجبالي عميد كلية الدراسات العليا للطفولة والدكتور أحمد الكحكي مدير مركز ذَوي الاحتياجات الخاصة ولفيف من أساتذة الجامعة وهيئات المجتمع المدني والمهتمين بذوي القدرات الخاصة بالتعاون والتسابق لإدخال الفرح والسرور على أصحاب الهمم والمهارات، وما أجمل أن يكون بهذه الكلية قسم للإعلام وثقافة الأطفال برئاسة الدكتورة إيناس حامد، التي تحمل على عاتقها الرسالة الإعلامية كما ينبغي أن تكون.
فلقد كان لقسم الإعلام دوره البارز في تنظيم هذه الاحتفالية فهو منبر للإعلام الحقيقي نتيجة لجهد أساتذة هذا القسم من أمثال الدكتورة اعتماد خلف والدكتور محمد معوض والدكتور محمود حسن إسماعيل وجميع أساتذة هذا القسم الأوفياء الذين يحرصون على بذل أقصى ما لديهم من طاقات فهم لا يدخرون جهداً يطلب منهم لتسليط الضوء على هؤلاء الاطفال فهم الصوت الحقيقي والمرآة التي تعبر عن احتياجات هؤلاء الأطفال وعن أحلامهم فهم يسعون لإشباع احتياجاتهم الإعلامية على قدر المستطاع والذي يعتبرونه واجباً عليهم وليس منًا منهم.
وعلى الأُسر التي ميزها الله بفرد منها أو أكثر بإعاقة ألا يجزعوا ولا ييأسوا فهذا ليس عيباً بل شرفاً لكم، وعلى المجتمع ان ينظر لهؤلاء نظرة عطف او مسكنة او دونية بل ان ينظر لهم نظرة عزيمة وإرادة وتحدي للمستقبل وعلى الدولة والمسئولين أن يسعوا جاهدين لتيسير ممارسة حياتهم اليومية من غير مشقة فإن الأمم تقاس بتجهيزها لذوي الاحتياجات الخاصة ومدى الاهتمام بهم، فهم في حاجة لمن يرعاهم من مؤسسات المجتمع المدني لتقديم أقصى ما لديهم من برامج لرفع شأنهم وتحقيق أحلامهم فلا تقتلوها أو تعطلوها بل اكتشفوها فهي ليست إعاقة بل انطلاقة، فكم من الأدباء والمفكرين خرجوا من بينهم ولقد جاء في الأثر عن الفاروق عمر بن الخطاب (رضى الله) عنه قوله “ويلك يا عمر لو أن بَغلةً تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر لِما لم تُمَهِد لها الطريق”. لقد شعر الفاروق عمر بالدواب فهل لنا أن نشعر بالبشر.