لأول مرة في تاريخ الكويت.. اعتذار وزير وإعفاء أحد أفراد الأسرة الحاكمة
وشهدت حكومة الشيخ جابر المبارك السابعة العديد من الأزمات منذ إعادة تكليفه بتشكيلها في الأول من نوفمبر 2017، تخللها 6 استقالات كل من وزير النفط وزير الكهرباء والماء الكويتي السابق بخيت الرشيدي، ووزير الأشغال حسام الرومي، ووزيرة الشؤون هند الصبيح، ووزير شؤون مجلس الأمة عادل الجارالله، ووزيرة الأشغال وزيرة الدولة لشئون الاسكان جنان بوشهري، وجميعهم بناء على استجوابات عاصفة في مجلس الأمة، بالإضافة إلى وزير المالية نايف الحجرف، الذي أعلن استقالته لتقدمه لشغل منصب أمين عام مجلس التعاون الخليجي.
ويعد اعتذار الشيخ جابر الصباح عن عدم تشكيل الحكومة الجديدة، والتي كانت ستصبح الحكومة الثامنة له، حدثا جديدا على الساحة السياسية الكويتية؛ حيث لم يسبق أن تقدم رئيس مجلس وزراء باعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، في حين أعلن الشيخ جابر المبارك أمس قراره بعد الأمر الأميري بتكليفه، مؤكدا أن ما يحول بينه وبين تنفيذ الأمر الأميري، ما شهدته وسائل الاعلام الكويتية، ومواقع التواصل الاجتماعي، مما وصفها بـ “افتراءات وادعاءات”، بها شبهة مساس بذمته، مشددا على أنها أكاذيب لا صلة لها بالحقيقة، وأنه وجب عليه أولا إثبات براءته وبراءة ذمته من تلك الاتهامات.
كما سجلت حكومة الشيخ جابر المبارك السابعة، أول حالة إعفاء من المنصب الوزاري لأحد أفراد الأسرة الحاكمة في الكويت؛ وذلك بعد قرار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس، بإعفاء كل من وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح (نجل أمير الكويت)، ووزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح من تصريف العاجل من شؤون منصب كل منهما في الحكومة، على أن يعهد إلى وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح – بالإضافة إلى عمله – تصريف العاجل من شؤون وزارة الدفاع، وإلى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس الصالح – بالإضافة إلى عمله – تصريف العاجل من شؤون وزارة الداخلية؛ وذلك إلى حين تشكيل الوزارة الجديدة.
وجاء قرار أمير الكويت بإعفاء وزيري الدفاع والداخلية من منصبيهما، على خلفية حرب البيانات المتبادلة بينهما منذ ليل الخميس الماضي؛ حيث أصدر الأول بيانا رسميا حول وجود تجاوزات ومخالفات مالية في صندوق الجيش الكويتي، تقدر قيمتها بنحو 240 مليون دينار كويتي (ما يعادل نحو 800 مليون دولار أمريكي)؛ وذلك إبان تولي نائب وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح مسئولية وزارة الدفاع، وفى المقابل أصدر الأخير بيانا رسميا شديد اللهجة للرد على اتهامات الأول، أعلن خلاله استعداده للمثول أمام القضاء للتحقيق فيما نسب إليه، مؤكدا طهارة يده من جميع تلك الاتهامات، وملمحا في الوقت ذاته إلى وجود أطماع سياسية ورائها.
واضطر أمير الكويت بحكمته المعهودة، إزاء تلك الحرب الكلامية بين الوزيرين، إلى إصدار قرار بإعفائهما من منصبيهما، والخروج الليلة الماضية في كلمة إلى الشعب الكويتي، أكد خلالها استياءه من التراشق الإعلامي وتبادل الإساءات، عبر وسائل الاعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتأكيد على حرصه على مكافحة الفساد، مشددا في الوقت نفسه على عدم إفلات أي فاسد من العقاب، مهما كانت صفته أو مكانته.
ورغم أن الإعفاء من المنصب الوزاري ليس جديدا في الكويت، إلا أنه يحدث لأول مرة لأحد أفراد الأسرة الحاكمة، وهو نجل الأمير الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ حيث سبق وأن تم اعفاء عبدالله المعتوق وزير العدل والأوقاف في حكومة الشيخ ناصر المحمد في 28 أكتوبر 2007، وإعفاء الفريق خالد الجراح وزير الدفاع في حكومة الشيخ جابر المبارك الخامسة من منصبه في 18 نوفمبر 2017.
وتعكف القيادة السياسية الكويتية حاليا على إجراء المشاورات، لاختيار رئيس مجلس الوزراء الجديد، من خلال التشاور مع كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق على الغانم، فيما تناولت الدوائر السياسية والإعلامية العديد من الأسماء المرشحة لرئاسة مجلس الوزراء، في مقدمتهم وزير الخارجية الحالي -وزير الدفاع بالتكليف- الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح.