بعد ضبط “عصابة ازرع نخلة”.. تحقيقات تكشف واحدة من أخطر قضايا النصب الديني في مصر

كتب: مصطفى عتمان

كشفت تحقيقات الجهات الأمنية عن تفاصيل واحدة من أخطر قضايا النصب والاحتيال التي استغلت العاطفة الدينية لدى المواطنين، بعد ضبط تشكيل عصابي كان يدير قناة فضائية غير مرخصة، جمع من خلالها ملايين الجنيهات بزعم دعم “الصدقة الجارية” ومشروعات “زراعة النخيل” لخدمة المحتاجين.

ووفقًا لبيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية، تمكنت الأجهزة الأمنية من مداهمة الشقة المستخدمة كاستوديو بث القناة، والتي كانت تدار بشكل سري داخل عقار سكني دون أي تراخيص، وأسفرت المداهمة عن ضبط مبلغ مالي يقارب مليون جنيه نقدًا، بالإضافة إلى عدة هواتف محمولة ورسائل تحويلات مالية من ضحايا داخل وخارج مصر.

محاولات هروب واعترافات صادمة

خلال المداهمة، حاول أحد المتهمين القفز من البلكونة للهروب، إلا أنه سقط في منور العمارة وتم القبض عليه بعد إصابته، بينما تم ضبط باقي المتهمين داخل الشقة، وعلى رأسهم المدعو أيمن.م (31 سنة) وعبد الله.م (38 سنة) وقنديل.م (46 سنة).

واعترف المتهمون خلال التحقيقات بأنهم استخدموا برامج دينية ومحتوى عاطفي مزيف لاستدراج المواطنين للتبرع، مؤكدين أن القناة كانت واجهة فقط لجمع الأموال وتوزيعها بشكل غير قانوني، دون وجود أي أعمال خيرية حقيقية.

الداخلية تحذر.. والدولة تتحرك

وأكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن تلك النوعية من الجرائم تمثل تهديدًا مباشرًا للوعي المجتمعي، خاصة أنها تستهدف فئات بسيطة تنخدع بالشعارات الدينية والبرامج الإنسانية المزيفة، مشيرة إلى استمرار الحملات الأمنية ضد القنوات غير المرخصة والكيانات التي تستغل الدين في تحقيق مكاسب مادية.

من جانبها، طالبت الجهات الرقابية بضرورة سن تشريعات أكثر صرامة لمواجهة محاولات النصب الإلكتروني والإعلامي، خاصة مع توسع هذه الظاهرة عبر الإنترنت ومنصات التواصل.

الرأي العام ينتظر الحسم

تتابع النيابة العامة التحقيقات مع المتهمين، تمهيدًا لإحالتهم إلى المحاكمة بتهم النصب، وغسل الأموال، وبث قناة بدون ترخيص، وسط مطالبات شعبية وإعلامية بتشديد العقوبة لتكون رادعة لكل من تسوّل له نفسه استغلال الدين في نهب أموال البسطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى