قصيدة جديدة .. للدكتورة ناديه حلمي
– قصيدة بعنوان:
(غزة تدُورُ مع الزمن بلا هوادة أو كلل، غزة تُسافرُ بلا إنتظارٍ للنهاية لتُعيدُ نصراً للعرُوبة لتستفق)
للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
وبكيتُ وحدى فى الطريق بلا ألم، وبقيتُ بُرهة فوق الرصيف بلا حرك، ونهضتُ فجأة من ثُباتى لوقعِ أخبارٍ أليمة فى غزة الحبيبة، وكُلى جلد، شاهدتُ حولى بُركان الألم، فوقفتُ ساعات أُخرى مُتأهبة… زُرتُ المقابر باسمة، فكُل طفل سيشُبُ طوقاً فى مدد، أمسُك سلاحى للزودِ عن أطفالِ غزة ضد قصفٍ من عدُوٍ غادرٍ، وكُلى قلق
لنا فى غزة الصبر عهداً وعقداً وبيعة للأبد، لنا عزة وشموخاً تُنادى فينا من أعلى القمم، هلا ذكرتَ مكارم أهل غزة فى عجل، أهلُ طيبٍ وسقم، قومٌ يخُوضُونَ المعارك وهُم فُرادى فى بّأس… ترّجلتُ وحدى لدار عجُوز أسأل عن تاريخِ غزة وما حدث فيها من غدر، فبكت حزينة لما بدر، طفقت تُكفكفُ دمعُها، وصفت لى ما حدث فى أرق
إن غزة تعوى العرُوبةَ والعرب، تحكى وتحكى حتى تفيضُ الأدمُعِ، تركوكِ وحدُك يا غزتى، والوجعُ فينا فى إتقادٍ كى ننصُرِك، سألتُ جمعاً ماذا يفعل الناجُون بالأرضِ العتيقة… فأخبرُونى غزة حزينة، غزة تُهيبُ بالعرب وبالضمير، غزة تدُورُ مع الزمن بلا هوادة أو كلل، غزة تُسافرُ بلا إنتظارٍ للنهاية لتُعيدُ نصراً للعرُوبة لتستفق
مهلاً يا غزة فإن العدل قادم، إن المُعين على الطُغاةِ هو الإلهُ الصمد، وستبقى غزة فى العُروبةِ والضميرِ والوطن، ستبقى هيبة للنضال رُغماً عن كل ظالم معتدٍ مهما بغى… ستبقى رمزاً فى الخيالِ للأبد، وسنأتى من فوقِ الزمان وتحتُه، وخلفُه وورائُه، سنثُورُ جمعاً بلا إنهزامٍ أو هرم، ولن نفر من معاركُنا للزودِ عنكِ حتى يأتينا المدد فى وثق
دعى يا غزة العشق ما نراكِ عجزتِ عن إخفاؤُه، فكم نُحبُك ونتعذب بظُلمُكِ فى نزف، إنا نُحبُكِ رُغمّ نزفك والمحن، ونُحِبُ فيكِ صُمُودُكِ وإتزانُك فى وله… فغداً سيُولدُ جيلٌ جديدٌ من العرب، مُمتلىءُ نخوة فى المعارِك ذُو شرر، ستعُودى حتماً إلى العُروبةِ فى صبر، سُنصلى غداً فى دُروبِك والزُقق، ولن نفرُ من شوارعُك فى سبق
لم يُجدِ يا غزة كُلُ ما قيل فيكِ من طُغاة، فمهما قُلنا هو فُتات، فلن نُوفيكِ قدرُكِ فى السماء، رمز المُهاب بين أبناءِ البشر، فأنتِ فينا هالة فى الخُشوعِ مع النظر… لم يبقى فينا سِوى الرُصاص أخذاً بثأرُكِ لكى ننام، تنزف جراحُك بلا إلتئام، سنظلُ نُجاذِبُكِ النداء حتى يشّبُ كُلُ طفلٍ فى إشتِداد، ويزُودُ عنكِ فى سحق
قد كُنتُ أرجُو فى حياتِى كمِثلِ أبناءِ العرب زهرةً، فأتيتُ غزة بالدمُوعِ مُحررة، والقلبُ يدمِى لما أصابُكِ من فزع، وكُلُ أُمٍ فى كُلِ شبرٍ فى العُروبة تُشاطرُكِ النزف، والكُلُ أجمع على إنتشُالُك من كيدِ المُعتدى… لا تجزعى يا غزتى، فالنصرُ آتٍ لا مُحال، والعربُ حتماً فى إستِفاق لِتُحررى، لا تيأسِى فكم نهابُك حتى تعُودى، فنعودُ معكِ وننطلق
وقبل أختُم، أُبلغُكِ يا غزة أمانة بين بنُو البشر، لا تخافى من إعتداءِ المُعتدى، سُنلاقيُه يوماً فى الزِقاقِ مُجاهدينَ بلا مضض، وإنا يا غزة قد إختارناكِ رمزاً لِلشهادة فى زخر… وقد بُهِتنا لما حل فيكِ من بنى صهيُون من غشم، سُنلاقى كُلّ من إقترب منكِ بِلا خشع، سُنلّقى وغداً ما جنت يداه فيكِ فى قرف، وسنأتى جميعاً نحنُ أبناءُ العرب ذات يومٍ لُنُزُودُ عنكِ فى طبق