“أهىّ أُمُ مُوسى أوصتكَ شراً فِى الكِتابِ بِنِساءِ مِصرْ والعالمِين؟”

قصيدة جديدة، موجهة إلى "رئيس جهاز الموساد الإسرائيلى"

 

للشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

وفعلتَ فِعلتُكَ اللئِيم، ومضيتَ تجرِى يا هزِيل، وطعنتَ أيامِى قبِيح، والآن تهرُب مع جِنُودك كالذلِيل… وجعلتَ أيامِى دمار، وفتحتَ أبوابَ الجحِيم، فطفقتُ أهرُب مِن حِصارُك كالطرِيد

لم أجِدْ مِنكَ يمامةً لِلسلامِ أو حمامة فِى إدِعاءٍ لا يليق، أوصدتَ خلفِى أىُ بابٍ بِالوصِيد، وجلستَ تضحك فِى تفاهة كالحوِيط… قد ذُقتُ شرُك سِنينَ عُمرِى كالغرِيق، وجلستُ أصرُخ فِى شهِيق لا يُبِيد

لملمتُ حولُك أتباعَ شرُك كالمرِيض، مُتلهِفاً لِقطعِ دبرِى فِى نهِيق، والغدرُ يعوِى مِن كُلِ حولٍ ويستغِيث… أدميتَ قلبِى والورِيد، وقطعتَ شُريانِى بِفعلتُكَ الوطِيد، باركتَ حولِى الإكتِئاب، ومزقتنِى كالشهِيد

من كانُوا مِنِى مِن جِنُودك، قد جاءُوا خلفِى بِلا رقِيب، قد خانُوا عيشِى وإقتاتُوا ملحِى كالغرِيب… رجمُونِى غيباً بِكُلِ قُبحٍ لا يلِيق، وسرقُوا حُلمِى فِى غدرِ مِنكَ وتشدِيد

والخونة بطشُوا فِى إستِلاذٍ لا يُطِيق، أُستاذِى قُدوة قد باتَ يزعُم فِعلتُكَ القبِيح، وصدِيقة لِى بِلا أى قلبٍ كالحدِيد… إلتفُوا حولِى فِى ثباتٍ كى يُبِيد، إجتاحُوا نبضِى فِى دمارٍ يستزِيد

فطفقتُ أبكِى أيامَ عِدة لِفِعلِ قُبحٍ قد جاءَ مِنكُم كى يُهِيب، والخونة حولِى بِدفعِ مِنكُم، ولِسانُ حالٍ يشتدُ حُزنُه، هل مِن مزِيد؟… وكبُرتُ وحدِى مع خِيانة لا تُطِيب، وإتضح لى حجمُ البشاعة فِى تحدٍ كالشهِيد

عاتبتُ نفسِى فِى إنتِهاءٍ لا يُضِير، قد ثُرتُ حولاً فِى إنحِدارٍ يعلُو قلِيلاً ثُمّ يهبُط فِى الحضِيض، وطبعتَ حُزنِى على الجبِينِ يا صفِيق… وخبُرتُ فجأة أن الخِيانة بدأت بِغدرٍ نالَ القريب قبل الغرِيب فِى وصِيد

والكُلُ باع، وأنا أضِيعُ فِى كُلِ رُكنٍ بِغدرِ قومُكَ يا لقِيط، وظننتُ أنكَ قد نجحتَ فِى المُهِمة يا دنئ… وضحِكتُ وحدُكَ مع الخِيانة لِتستفِيد، وأُستاذ مِنِى مع الحُثالة، رمُونِى وحدِى كالذبِيح، وإلتفُوا حولُك فِى بِرُودٍ كالجلِيد

فهلِ البِطُولة رجمُ النِساءِ يا صفِيق؟ وهل النِساء فِى كِتابُكَ تستبِيح؟ وهل العِرُوبة تنزِف دِماءاً لِمِثلِ فعلتُكَ القبِيح؟… أين العِرُوبة مِن مِثلِ أفعالُك تُهِيب؟ فهلِ العرُوبة تختزِلُ مجداً لِوقعِ فِعلتُكَ اللئِيم مع النِساءِ يا طرِيد؟

كسرتَ قلبِى بِالأسى مع رِفاقُك بِلا رقِيب، والآن أبكِى على الخِيانة فِى كُلِ شِبرٍ فِى العِرُوبةِ والضمِير، وأنا أُهِيب… جعلتَ أيامِى دمار، فِيها فِصُولِ الإنهِيار، وحملت قلبِى فِى حِصار، وهرُبتَ وحدُك مع الحُثالةِ كالعبِيد

كم ذا بكيتُ فِى إنكِسارٍ بِفضلِ أتباعِ الخيانة تُرهِقُنِى وجعاً يستقِيد، تُوفِى بِعهدُكَ وتستزِيد، وشعرتُ أنِى فِى الضياعِ بِفضلِ غدرُكَ يا ذلِيل… وضعتُ قلبِى أمامِى صعقاً كالسدِيد، وجعلتَ أيامِى ضياعاً بِغيرِ بُوحٍ لا يُفِيد

قد سِرتُ وحدِى فِى الحياة، وبكيتُ عُمرِى على الخِيانة فِى إحتِراقٍ يستمِيد… والخونة مِنِى وليسُوا مِنكَ يا صفِيق، والذنبُ حُبِى لِمن إجتبانِى وإغتالَ قلبِى مِن أجلِ مالُك كى يستزِيد

جندتَ شرذمةً يسِيرة لا تُبالِى بِأىّ قِيدٍ يا حوِيط، وضربتنِى وجعاً لا يمِيلَ ويستفِيض، وقهرتَ أبوابِى طُوفاناً بِسببِ كُرهِكَ فِى كُلِ حِين… علقتَ لِى حبلَ المشانِق، وكأن ذنبِى براءتِى كمِثلِ طِفلة تضحك كثِيراً بِغيرِ ذنبٍ كالولِيد

وثّقتُ فِعلتُكَ الدنِيئة مع الخِيانة فِى كُلِ حِين، تعلُو لِأعلى كى تُراكِم فتستلِيذ، فوجعتُنِى شوطاً طوِيلاً لا يقِلُ بل يستبِيح… وحرمتَ وجدِى مِن أى حِسٍ قد يُبِيح، عذبتَ رُوحِى فِى إنحِدارٍ لا يلِيق، يهبُط لِأدنى كى يُقِيد

راكمتَ حولِى الإكتِئاب كى لا أُهِيب بِأى نجدة قد تُغِيث، ضاعفتَ حُزنِى بِالعذابِ فِى سعادة كى تُمِيت… وفعلتَ أىّ أثِيمةٍ تشتدُ وجعاً كى تُبِيد، قد بِتُ أشعُرُ بِالضياع لِخطِيئتُك فِى كُلِ شارِع كالطرِيد

وقرأتَ توراتُكَ بعد ضربِى بِغيرِ رهبة أو ضمِيرٍ يستطِيب، ورُغمّ ذلِك زودتَ حُزنِى بِكُلِ قسوة كالرعِيد… أبكيتنِى أيامَ عُمرِى بِفعلِ قُبحِكَ يا صفِيق، ضاعفتَ ألمِى بِكُلِ قسوة لا تقِلُ بل تستزِيد

فهل كِتابُكَ قد أوصى مُوسى بِالخِيانةِ يا صفِيق؟ وهل كِتابُك أوصاكَ عجلاً بِظُلمِ مرأة فِى الوعِيد؟… لم ترتدِع بِأىّ نصٍ فِى الكِتابِ، فضاعفتَ حُزنَ نبِيهُ كلِيمُ الله بِكُلِ شرٍ تقتاتُ مِنك كالبلِيد

وكأن توراتُكَ أوصتكَ حُباً لِكُلِ بشرٍ فِى العالمِين، ولكِنّ شرُكَ لا يُبالِى بِأىّ حُبٍ لِلآدمِين، فصنعتَ مجداً لا يلِيقُ إلا بِالظالِمِين… واليومُ تُرجِمُكَ الخطايا بِما إقترفتَ مِن سِنين، لا خيرَ يُرجى مِن خِلالُكَ فِى الحصِيد

أهىّ أُمُ مُوسى أوصتكَ شراً فِى الكِتابِ بِنِساءِ مِصرْ والعالمِين؟ وهل مُوسى ذاتُه أمرَ الكِتابَ بِنشرِ حُبٍ، فغفلتَ عنه كالرعِيد؟.. وهل أُمُ مُوسى ترضى عنك لِمثلِ فِعلتُكَ القبِيح، وهل مِصرُ شاخت كى لا تُغِيثُ مرأة، تُناجِى ربُكَ مِن شِرُورِكَ فِى الصلاةِ وتستجِيد

من ذا يُشاطِرُنِى الوعِيد، والجهلُ أنكَ قد نسِيت توراةَ ربُك بِكُلِ شرٍ كى تستفِيض، والغاية تكمُن فِى غدرِ مِنكُم كمِثلِ حالُك مع العبِيد… تعلُو المصائِب بِفِعلِ أثمُك يا لعِين، لوثتَ يدُكَ بِكُلِ ظُلمٍ يجتاحُ نبضِى والورِيد

والعارُ عارُك يبقى حياً لا يمُوت بل يستقِيد، مهما الزمان دارَ يوماً وإكتفى فِى الرعِيد، أهىّ الخِيانة تسرِى دِمائُكَ يا بنُ مُوسى كالصعِيق؟… والحقُ أشهد بِما إقترفتُم بِكُلِ صفعة أعطيتِمُونِى لا أُطِيق، تضع الحواجِز بينَ العِبادِ فِى سدِيد

والغدرُ أنتُم صنعتِمُوه بِكُلِ قصدٍ كالوثِيق، والحقُ أنِى لا أُبالِى بِأى شئٍ أو عطايا كالبرِيق، والحقُ أنِى لا أُبرِر أىّ فِعلٍ يستجِيب… والظُلمُ أنِى قد أُسامِح ما بدرَ مِنكُم مِن شِرُورٍ تجتاحُ قلبِى سِنينَ عِدة فِى الوصِيد

فتذكرُوا أبناءَ مُوسى كُلَ سفرٍ أو رنِيمة فِى الكِتابِ قد تُفِيد، ولِترجعُوا لِكُلِ نصٍ فِى تفرُد وإهتمامٍ كى تُجِيد… فالغاية حُبٌ وليس جهلٍ لِحماقة مِنكُم تستقِيد، والشرُ يرجع ولو بعد حِين لِيستعِيد

فأقرأ تعالِيمَ قومُك فِى سفِر مُوسى مُتأمِلاً كى تستعِيظ، ردد وصايا تلتفُ حولُك لِتستفِيق، أهلكتَ نفسُك يا ظلُوم بِكُل غدرٍ يرتدُ نحوُكَ كى يُبِيد… تهوى المظالِم بِما أدخرتَ فِى كُل عهدٍ بِالشهِيق، تقتلِعُ مجدُك بِسببِ شرُك كالوطِيد

فتشتُ حولِى كى أستطِيب، وجلستُ أبكِى لِتوراةِ سفرُك لِأستغِيث، أظننتَ أن المال يبقَى أو يزِيد، فهل علِمتَ يا بنُ مُوسى بِأن مُلكِكَ فِى زوالٍ لِبعدِ حِين؟… ظلمتَ نفسُك وعِبادُ حولُك لِأجلِ مغنم لا يُفِيد، أهى الخِيانة كمِثلِ طبعُكَ قد تُجِيد؟

هيهاتَ عبثاً بِأن أُراوِغ مِن أجلِ مطمع ينهالُ مِنِى فِى إقتِتاتٍ لا يُفِيد، والعيبُ أنِى لم أُقاتِل حتى موتٍ كُلُ سِحرٍ قد يُمِيت… فِأعلم يقيناً يا بنُ مُوسى، بِأنّ أسحارُك ترتدُ نحوُك كى تُبِيد، تدحض شِرُورك بِكُلِ ظُلمٍ يستزِيد

والحِينَ أشكُر كُلُ ظُلمٍ قد بدر مِنكُم لِجعلِى قُوة فِى وجهِ ظُلمِكَ لا تُستهِين، فالظُلمُ آفة جعلتنِى أقوى لِأجلِ نفسِى لا لِغيرِى فِى وطِيد… ولقد خبُرتُ كُلَ شرٍ ينهالُ مِنِى بِسببِ مِنكُم كالرعِيد، ورُغم ذلِك، لم أُسِئ فِى أىّ دفعٍ قد يُعِيد

فبكيتُ صُبحِى وطُوالَ ليلِى بِسببِ بطشُك، وأنا أُردِدُ بِضعَ نصٍ فِى سفرِ مُوسى وتوراةُ قومُك كى يُنِيب، وكُلُ سفرٍ باتت تُحذِر من ظُلمِ نفسٍّ كمُرِ علقم قد تُذِيق… والظُلمُ يبقى شاهِد عليك طُولَ السنِين، قد بِتُ عُمرِى أذكُر شِرُورك فِى ملامة بعد نومٍ لِأستجِيد

والثأرُ يُطلب لِذنبِ مِنكُم يستفِيق، يجفى الفِراش كُلَ عينٍ بِغيرِ غمضٍ كى تُبِيد، ويبيتُ ظُلمُكَ بينَ العِبادِ يُنذِر بِبطشٍ لا يُقِيد… فالذنبُ ذنبُك يا بنُ موسى بِسببِ فِعلتُكَ القبِيح، والثأرُ يُطلب لِكُلِ ذنبٍ، يسرِى دِماءاً كى يستقِيد

فإندم لِذنبُكَ وإرجع لِدينُك، وأرجع لِربُكَ ونبِيهُ مُوسى تائِباً يا بلِيد، يدنُو السفِيه مِن ظُلمِ مِنكَ داعِماً كى يستفِيد، وشرُ البلِية ما إبتليتَ بِذلةٍ وخطِيئةٍ لا تُفِيد… فأرفع شِرُورك عن أىّ بشرٍ لا يُطِيق، وأرفع آثامُك فِى أرضِ وطنٍ سلبتُه حقُه فِى وعِيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى