حالات العشق والجنون عن أدب الرسائل احدث اصدارات المفكر حزين عمر

 

بقلمي المغترب بشكل مؤقت في زمن أدب قديم هوأدب الرسائل
على منوال الماضي كتبتُ إليكم مقالتي هذه في شكل إرسال أدبي بقلمي المغترب بشكل مؤقت في زمن أدب قديم هو أدب الرسائل . الذي يُعَرِفهُ مَن يَعْرِفَهُ تعريفاً بسيطاً يوصل إلى عظيم شأن علم كبير ذاع صيته كمأدبٍ دأوبٍ لكبار الحكام والمحكومين في عالمنا العربي منذ بدأت الكتابة تُطَورُ فتتطورُ في عصر الدولة الإسلامية بمختلف تسميات خلافاتها.
الرسالة على محمل الجد ترسل منقولة إلى المرسل إليه عبر واحدة من طرق الإرسال كالزواجل والرسل الفرسان والقوافل .وصولاً إلى زمن موزع البريد والبريد الجوي فالمسنجر…إلخ . ليس هذا بيت القصيد، ولا روعة ما نكتب من أجله هذه المقالة . لآننا نتحدث عن أدب الرسائل كنوع من الإبداع الجمالي الفكري . الذي يجد قراءً له يقبلونه قبولاً كبيراً .
بسبب القصص النادرة والحماسية واللحظات البطولية في علاقة الطرفين مرسل ومستجيب لرسالته. وبسبب البهارات الأدبية البلاغية الشاعرية التي تميز كلام كبار الرسائل . وجد أدب سُمّيَا أدب الرسائل.
على سبيل المثال خلدت خطابات ومراسلات متبادلة بين الأدباء . ونالت شهرة كبيرة فنيا وأدبيا على مستوى العالم. وحفظت منها مقاطع عن ظهر قلب . وذلك لقيمتها الفنية والجمالية والفلسفية العالية.
تجدر الإشارة إلى بعض تلك مراسلات العصر الحديث الأدبية الجميلة . فمنها رسائل الرسام العبقري فان جوخ إلى شقيقه ثيو. والتي تضمنت أوجاعه وشكواه ومناجاته إلى أخيه والذي كان أحب الناس إليه. ورسائل فرانز كافكا، إلى حبيبته ميلينا، وما تضمنته من نجوى وإشتكاء. ورسائل فيودور دوستويفسكي، لزوجته المتوفاة.
والعرب لهم نفس النجاح في نفس الأدب فرسائلهم تميزت بالقدرة على الإنتشار الناجح ، كتلك التي وصلت بين الأديبين جبران خليل جبران ومي زيادة . وبين غسان كنفاني وغادة السمان.
ولا يخفى عليكم أيها القراء أن الرسائل أفل لها نجم الأدب .وتساوت في التخلف شرقاً وغرباً . ورغم هذا قد يعزها الله بنصر كبير إذا تسربت مئات الألاف من ملايين الرسائل التي تُمتلأ بها وسائل التواصل الإجتماعي يومياً . لتعوض تراجع أدب الرسائل في عصرنا الحالي . ويصدق الكثيرين في توقعاتهم بعودته أخرى لآدب الرسائل عبر تكنولوجيا الإتصال العصرية .
من جهة أخرى تلمس إجتهادات شخصية لمثقفين عرب وصحفيين من الساعين لإحياء أدب الرسائل عن طريق ما يقدمونه من برامج هادفة في المجال. ومشاريع مميزة للغاية. أخص بالذكر منهم الشاعر الكبير والصحفي الشهير بجريدة الجمهورية ، أستاذ حـزيِّن عـمـر الذي ألف كتابه بعنوان *حالات العشق والجنون * لإحياء أدب الرسائل .
الكتاب من إصدارات دار الأديب للنشر والطبع والتوزيع لمالكها دكتور سيد غيث. وفيما يلي مقتطف جميل من جماليات كتاب أستاذ حـزيِّن عـمـر :
(( لا ضير في أن يشهِّرَ الإنسانُ بنفسه بعض التشهير! وأن يكشــــف ثغــــرات تاريخه الشخصي أمام عينيه ! فهذا التشهير والكشف واقـــــعٌ لا محالة ، إن لم يكن بيدي فبيد “عمرو” أو حمادة أو عبده أو حسنين أو فيفي أو لولا !! وإن لم يكن في حياتي فبعد مماتي..! إنه تشهيرٌ مباح،وثغراتٌ مشروعة ، مادام أحــدنا قــــد تصدى للحيــــاة العامة وحاول دخولها من أوسع ــ أو أصدأ !ــ أبوابها : باب الإبداع والفكر والصـحافة والفن ..فقد أصبحت دقات قلبه مقطوعة موسيقية مباحة للناس ، وأضحت أحلامه الخاصة ونزقه ومثالبه أحجارا كريمة يتلقفها كل عابر ســـبيل من على أرصفة حياته وأيامه ولياليه ..!
وإذا كان هذا الكشف والتصريح نمطاً من أنماط الإبداع الأدبي ، فقـــد أصبـح تقديمه للناس أدعى إلى الحرص وأولى بالنشر. وإذا علمنا أن هذا الإبداع نادر الآن كجنس أدبي ، فما الذي يقودنا إلى التردد في طرحه ونشره علـــى أوسع نطاق ؟! إنه فن الرسائل الأدبية التي انقرضت أو شاء لها كتابــــها أن تنقـرض فهم يسطرون ما يسطرون ثم يبخلون به علـــــى الناس ، بمــــا يكنُّ من فنــون البلاغة وكنوز اللغة ، ودرر المشاعر ومصابيح الحرية التي قد تصل بالمتلقي إلى حد الصدمة ! إنها صدمة تفيقُهُ من جليد القمـــع الذي تربـى عليه ، وتفك قيوده الموروثة والمعششة في أعماقه .
هذه الرسائل الأدبية التي رأيت أن أنشرها الآن نمط من أنمــــاط الأدب لك أن تأخذها كحقائق مسلَّمةٍ ، ووقائع حاسمة ، وآراء صــــائبة !! إنـــــها مجرد إبداع ، والمبدعون يتبعهم الغــــاوون راغبين !! وقــــد مر عليهــــا من الزمـن ما أدخلها في سراديب التاريخ ..فأول رســــالة من هذه الرسائل تجاوزت ربع قرن من الزمان : مات ناس ، وســــقطت إمبراطـــوريات ، وقامــــت دول ، فلا مبرر
لمنعها وحبسها أكثر من هذا . بعض هذه الرسائل وجهتها لمجهولين ومجهولات ! وبعــضها خصصــــتُ بها أصدقاءً حقيقيين .
أما عن ” المقصودات ” من الرسائل ، وما كان بيني وبينهن ، فـلك أن تــــراه خيالا أو واقعا ،أو تاريخا ماضيا..ولك أن تراه ما تراه .. المهم ألَّا تسألني.!!).
بقلمي المغترب بشكل مؤقت في زمن أدب قديم هوأدب الرسائل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى