أطفال الشوارع خطر ” قنبلة موقوتة ” فى مواجهة الدولة المصرية

كتب / علاء حمدي قاعود
جعلوا من بقايا النفايات موردا لرزقهم ومكسبهم اليومي، فمنذ ظهور الفجر حتى غروب الشمس ينطلق النابشون كما يصطلح عليهم ,إلى كل حي وكل حاوية نفايات , بين الدروب والشوارع ، باحثين عن لقمة العيش،, بل لم يسلم حتى الأطفال من مهنة النبش هاته.
أصوات عرباتهم المهترئة تسمعك من بعيد معاناتهم و إقصائهم وهم يجمعون كل ما له قيمة التي تعني لهم البقاء ورغيف اليوم والغد.
الفقر والعطالة وقساوة العيش من أهم الأسباب الرئيسية لامتهان هذه الحرفة, بحثا عن مصدر رزق حلال يمكن من تلبية المعيش اليومي:
اطفال الشوارع خطر كامن في مواجهة الدولة المصرية
أن ظاهرة أطفال الشوارع ليست بجديدة على المجتمع المصري، فهناك عوامل عدة أدت إلى تفشي الظاهرة خلال العشر السنوات الأخيرة، مثل الأمية والفقر والبطالة وانتشار الجهل وعمالة الأطفال في سن مبكرة.
مما يؤدي إلى انفصالهم تماما عن المجتمع، وعدم شعورهم بالانتماء، وهذا خطير جدا، مما يسهل استغلالهم من قبل جهات معينة بشتى الطرق السلبية، كان آخرها الاستغلال السياسي في المظاهرات واستخدامهم كوقود ودروع بشرية
ويعاني أطفال الشوارع في مصر من تفشي الأمراض فيما بينهم والتي تظهر متجلية في وجوههم الشاحبة وأجسادهم النحيلة.
بالإضافة إلى الكثير من الأمراض الأخرى التي يستعصي علاجها في بعض الأحيان خاصة عندما ترفض الكثير من المستشفيات استقبالهم لعدم وجود ضامن أو بطاقة هوية، بالإضافة لعدم توافر مصاريف العلاج مما يؤدي إلى تفشي الكثير من الأمراض التي تجعلهم يتنفسون الألم على اختلاف ألوانه، وهذا يضيف مأساة جديدة إلى المآسي التي يعانون منها، كما أكد رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان. أن: المجتمع ككل يعد رافضا لهؤلاء الأطفال، فلا عجب عندما ترفضهم المستشفيات وتتركهم يموتون مرضا.
عمل دراسةٍ واسعةٍ على الأسباب التي أدَّت إلى هذه الظاهرة ومعالجتها بأساليب نفسيةٍ واجتماعيةٍ واقتصادية. إنشاء مراكز حكومية تعمل على إيواء هؤلاء الأطفال و تعليمهم وتدريبهم، حتى يستطيعوا الانخراط في المجتمع بشكل طبيعي في المستقبل.
تعتبر ظاهرة أطفال الشارع من أهم الظواهر الاجتماعية الآخذة في النمو ليس فقط على مستوى البلدان النامية وإنما أيضاً في الدول الصناعية المتقدمة وهي قضية مجتمعية بأمتياز ذات ابعاد (تربوية، ثقافية، اقتصادية، سياحية…) ومعالجتها تستلزم مقاربة شاملة متعددة الابعاد تبدأ بالوقاية والتدخل وصولاً الى تأمين اعادة التأهيل والاندماج.
II-تعريف:
“أطفال الشارع يمكن تقسيمهم إلى فئتين هما:

* الأطفال في الشارع: يحتفظون ببعض الروابط مع أسرهم
* وأطفال الشارع: يعتمدون على أنفسهم اعتمادا كلياً

“الأطفال في الشارع” هي فئة تعمل طوال اليوم في الشارع وتعود إلى أسرتها ولا يكون هناك مجال لترابط الطفل بأسرته أو تربيته ورعايته وهؤلاء تعتبرهم الهيئات الدولية مثل منظمة العمل الدولية واليونيسيف أطفال عاملين في الشارع ويدرجون ضمن مجموعات الأطفال العاملين.

“أطفال الشارع” هم أقل استقرارا في عملهم وقد تحرروا من الروابط الأسرية فهربوا نتيجة أسباب عديدة منها الفقر الشديد والطلاق ثم زواج الوالدين مرة أخرى أو قسوة العمل المدفوعين إليه من خلال الأسرة.
III-خصائص أطفال الشوارع:

* هم اطفال مهمشون، يحتاجون الى عناية خاصة
* تتراوح أعمارهم بين (7-14) سنة
* مستوى تعليمي متدن وغالبيتهم لم تكمل المرحلة الابتدائية
* نسبة الأمية مرتفعة بسبب تركهم للمدرسة
* ينتمون لأسر ذات مستوى اقتصادي وتعليمي متدن
* اسرهم كبيرة العدد وتعيش في منازل ضيقة يتراوح عدد غرفها ما بين (1-2) غرفة.
اولاً:- أسباب خاصة بالأطفال أنفسهم تدفعهم إلى الشارع تتمثل في الآتي:

1. الميل إلى الحرية والهروب من الضغوط الأسرية
2. غياب الاهتمام باللعب والترفيه في داخل الأسرة والبحث عنه في الشارع
3. اللامبالاة من جانب الأسرة وعدم الاستماع الى الطفل والتحاور معه وتلبية حاجاته
4. حب التملك فالشارع يتيح له نوع من العمل أيا كان ولكنه يدر دخل وقد يكون هذا العمل تسولاً أو إتيان أعمال منافية للحشمة والآداب
5. عند بعض الاطفال الشوارع يكون عنصر جذب بما فيه من خبرات جديدة ومغامرات للإشباع العاطفي

ثانياً:- أسباب أسرية تتمثل في الآتي:

1. اليتم: فقدان أحد الأبوين أو كليهما قد يكون سبباً في ضعف الرقابة على الأطفال ومن ثم انحرافهم أو خروجهم للشارع.
2. الإقامة لدى الأقارب: بسبب اليتم أو التصدع الأسرى أو غياب الأب أو الأبوين للعمل في الخارج وقد يؤدي ذلك أيضا إلى ضعف الرقابة أو التعرض للعنف ثم الهرب للشارع.
3. التفكك الأسرى: وتشتتت الأبناء بين الأب والام في النهاية يدفع بهم إلى الشارع.
4. القسوة: سواء من الأبوين أو من الأقارب والمحيطين أو حتى من المدرسة.
5. العنف داخل الاسرة
6. التمييز: بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة يولد الغيرة بينهم و قد يدفع الأبناء للهرب إلى الشارع.
7. الجيرة: فقد تؤدي الإقامة في أحياء شعبية ذات طابع خاص إلى معاشرة مجموعة من الأشخاص المنحرفين.
8. عمل الأب أو الأم: في بعض الأحيان يكون الأب أو الأم يمارسون عمل منحرف وذلك يسبب في انحراف الأبناء واحترافهم للعمل نفسه.
9. هجرة أو سفر: العائل لمدة طويلة.
10. الإدمان: وآثاره المدمرة على الأسرة وأفرادها.
11. كثرة النسل: وتلازمه مع سوء الحالة الاقتصادية.
12. التقليد: خاصة إن قرناء السوء يدعون الأبناء إلى الخروج للشارع للعمل والكسب وتقليد الكبار

ثالثاً :- أسباب اجتماعية تتمثل في الآتي:

1. الهجرة من الريف الى المدينة: في الريف تنقص الخدمات وفرص العمل والترفيه مما يشجع الاطفال على النزوح من الريف الى المدينة ليكسبوا عيشهم.
2. التسرب المدرسي: اساليب التعليم المتشددة. كما ان بعض الأسرة ولعدم قدرتها على مواجهة المصاريف والأعباء المدرسية تدفع بأطفالها الى ترك المدرسة
3. الظروف الاقتصادية (الفقر):ان الاسرة الفقيرة ليس بمقدورها ان توفر الحاجات الأساسية من مأكل وملبس وعلاج لاطفالها مما وتسمح لاطفالها بالعمل في الشارع للمشاركة في تأمين كلفة الاعباء الحياتية.
4. الاعتماد على الأطفال في القيام ببعض الأعباء الأسرية وخاصة البنات اللواتي يتعرضن الى العنف والقسوة أثناء الخدمة بالمنازل.

* يجب اتخاذ إجراءات وقائية من أجل منع تكرار الاعتداءات الجنسية على الأطفال ولابد من التذكير على دور الأسرة والمجتمع والأطفال من أجل حماية أنفسهم حيث يجب القيام بحملة توعية للعامة من أجل الحد من استخدام العنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى