قصيدة بعنوان: (لدىّ إِعتِرافٌ صغِير) للشاعرة الدكتورة نادية حلمى

 

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

لم أدرِ ما حلّ بِى طُولَ المساء… فلقد شعرتُ بِالهشاشةِ، وإعترفتُ لحظة بِالفناء

أعترِف أنى أُرِيده مِنْ بعيدْ، لا أقوى أقرُبُ فِى حياء… أنا أُريدُه ولكنِى أخشَى الإِقتِرابَ أوِ السِقُوط فِى بلاء

أُفكِرُ بِه أثناءَ نومِى، فأستلّذُ بِوِحدتِى فِى إِحتِماء… أرحل إِليهِ، فأختبِئُ فِى كُلَ ليلة خلفَ الغِطاء

أتأمل كلامهِ وصمتِه، حُرُوفِهِ ونُطقِه وكُلّ شئٍ فِى إِعتِناء… لا أقوى صبراً على فُراقِه، أوِ الرِجُوعِ إلى الوراء

أكادُ أشعُرُ بِالضياعِ فِيهِ، ولازالَ شئٌ عمِيقاً يُشعِرُنِى بِالرِضاء… أحترِقُ شوقاً، وأبحثُ كُلَ يومٍ عن لِقائِه أوِ الدواء

لا أُصدِقُ إلا قلبِى، رُغّم أنِى أشعُرُ بِالعناء… أهرُب إلى كِتابٍ قدِيمٍ علىّ أنسَى ولكِنِى أعودُ، أُطأطِأُ رأسِى فِى إنحِناء

والوقتُ يمضِى، وأنا أمُوتُ ما بينَ أحكامِ خوفٍ وإشتِهاء… أعيشُ الحياةَ بِدُونِه ما بينَ مسِيراتِ لهفة أو أُقاوِم فِى عزاء

أخافُ التورُطَ فِيهِ كأُنثى، فأنهزِمْ فِى إِرتِخاء… ولا أدرِى كيف تمّ خدشُ قلبِى فِى إِبتِلاء؟

لا أقوى على قولِ الحقيقةِ أوِ الإنزِواء… ورُغمّ إِدِعائِى بِأنِى قوية، أزددتُ ضعفاً فِى إِرتِماء

فالحُبُ آفة على أرضُنَا بينَ النِساء… فنِساءُ الشرقِ قدِ إنهزمنّ بِسِهامِه، وأشتّعلنّ فِى إكتِواء

ونِساؤُنا مُخيراتٍ ما بينَ تقاليدِ أسرٍ أوِ إزدِراء… إنّ التلفُظِ بِسحرهِ يعنِى الخِسارة بِغيرِ ذنبٍ أو إِدِعاء

ولكِنى وقعتُ فِى جبروتِهِ، وأمضِى إِليهِ بِلا شِفاء… فكيفَ لِى أنْ أعترِف بِشرقِيتِى وبِمشاعِرى كما أشاء؟

فلقد هُزِمتُ بِجرحِه، رُغمّ أنِى قدّ حاولتُ الإِختِباء… فأزددتُ حِيرة فِى أن أقُولُ ما لا يُقال، وبِأنّ أبُوح بِإحتِفاء

وكيفّ أصبِرُ فِى أنّ أُصارِحهُ الهوى بِغيرِ خوفٍ أو جزاء؟… وهل أبُوحُ ِبِكُلِ شئٍ أم أكتفِى بِأنْ أُشيرُ فِى إِيماء؟

حتى القلم وقفَ حائِراً بينِى وبينه فِى إِشتِكاء… أنِى إنهزمتُ بِجُنونِه، وبِضياعِ نُطقِى أمامهِ فِى خفاء

فكتبتُ لهُ أعترِف بِأنِى أتُوه أمامه فِى إِنقِضاء… أودُ الإفادةَ بِأننِى وجدتُ فِيه ضآلتِى بِكُلِ فخرٍ فِى إِرتِضاء

وبِأننِى لا أعلمُ كيفَ واتتنِى تِلكَ الشجاعةِ فِى ثراء؟… وبِأنِى أُريدُ أعترِف بِرغبتِى فِى أبقَى قُربِه فِى إِحتِواء

والكُلُ شاهِدْ بِأنِى أُنثى أُخرَى غيرُ القدِيمةِ فِى نماء… كما أعترِف بِأنه قدِ أمتلكَ قلبِى، وتسلل إلى عِرُوقِى والدِماء

وكتبتُ له كلِمة مِرُورِى ورقمُ الحِسابِ دُونّ خوفٍ أو إِجتِزاء… سلمته جوازَ سفرِى، تصاريحَ قلبِى، ونسِيتُ إسمِى عِند اللِقاء

طلبتُ مِنه أن نُسافِر إلى مُدنٍ بعيدة كغُرباء… كان ذلِك هُو شرطِى الوحِيد مِنْ أجلِ أن نبقَى سُعداء

قد صِرتُ أنتمِى له بِكُلِ حِسى فِى صفاء… أراهُ شبيهاً بِما قرأتُه فِى رِواياتٍ عديدة، فُصُولُ النِهاية تكتمِلُ فِى هناء

يُوازِى عِندِى عالمِى، أذُوبُ فِيه إِختِباء… أعشق ثباتِه بِكُلِ حزمٍ، رجُلاً قوِياً لا يقبلُ الإِملاء

يملُك ثباتاً وقُوة إزاءَ إختِيارِه بِدُونِ التشتُتِ أوِ الإِنتِقاء… لا ينظُر لِغيرِ الحبيبة فِى إِباء

أتوكأ عليهِ فِى الشدائِد، يتقاسم معِى وِحدتِى فِى إِختِلاء… ينتزِعُ حُزنِى، ويُلبِى طلبِى عِندَ النِداء

يُكمِلُ نقصاً أُعانِى مِنهُ بِغيرِ قصدٍ فِى إِحتِواء… يمتلِكُ عقلِى وقلبِى وكُلُ نفسِى فِى إِرتِواء

وفِى كُلِ يومٍ يقترِبُ أكثر، يطرُقُ بابِى بِكُلِ عُنفٍ وإشتِياء… ينشغِلُ بِى، ولا يعودُ لأىّ سببٍ إلى الوراء

لمْ أعُدْ أنظُرْ لِغيرِه مِنْ الرِجال فِى إِنتِقاء… فهُو فرِيدٌ، لا شبيهاً له فِى النُظراء

لا تكفِى الكِتابةُ عنه، تغارُ مِن حُسنِه النِساء… أسكُنُه وطناً، ألُوذُ فِيهِ وأحتمِى مِنْ المشقةِ والعناء

يعشقُ صوتَ ثرثرتِى مِثلَ الغِناء… ينطِق حِرُوفِى بِأعلى صوتِه بِكُلٍ حُبٍ وإِنتِشاء

يرانِى مِلءُ عينيهِ لا ينظُر لِغيرِى فِى إشتِهاء… وفِى حِضُورِه يرتبِكُ قلبِى إختِلافاً وإِمتِلاء

يصنع لِأجلِى ما أُحِبُ بِغيرِ غضبٍ أوِ إِستِياء… يُريدُ ذاتِى بِلا إختِلافٍ كما أنا دُونَ إِدِعاء

يرتفِع ضجِيجِه طُوال وقتِى، يتدلل لِكسبِ وِدِى فِى إحتِفاء… يُشرِقُ وجهِى لِنُورِهِ حتى يراه، فيُستضَاء

يذهبُ معِى لِكُلِ الأماكِن بِلا إِنشِغالٍ أو إِبطاء… يتحامل لِأجلِى، ويصنعُ لِى ما أشاء

أذُوبُ لِضعفِى نحوه دُونّ غيرهِ فِى إكتِفاء… لا أرى سِواه فِى حياتِى فِى إِتِكاء

أطُالِعُ نفسِى فِى جوفِ ليلِى بِقُربِه فِى إِعتنِاء… أختبِأُ بِقلبِهِ، فيُدفِئُنِى فِيه عِندَ الشِتاء

قد جعلَ مِنى أُنثى فرِيدة فِى عِيُونِه فِى رواء… أتحولُ معه لِأُنثى جديدة لا تُشبِه أُخرى سِواهَا فِى إِغتِناء

والكُلُ عِندِى إلا هُو صارُوا سواء… أصنع له قصيدة ثُم أُخرَى حتى يعُودُ فِى كُلِ مرة، ويشعُر بِالثراء

يصنعُ لِى الطعامَ بِنفسِه عِندَ العشاء… ويزيدُ ثِقتِى بِذاتِى، فيربُطُ لِى الحِذاء

أنصِت له فقط دُون غيرهِ فِى إكتِفاء… يضيعُ الكلامُ بينَ الحِرُوفِ أمامِه تلعثُماً وإِنزِواء

أرتدِى له فُستاناً جديداً، وأسأله رأيه فِى إستِحياء… ولكِنه يطيرُ فِى كُلِ مرة مع الهواء

أُراعِى التفرُد فِى كُلِ ما أرتدِيهِ أمامهِ مِنْ فساتينِ وأزياء… أتزين له بِأحمر شفاه مُتوهِجاً، ويتظاهرُ بِأنه لا يُبالِى بِالأشياء

أبتسِمُ فِى خجلٍ أمامهِ وإِرتِباك، فيُقبِلُ نحوِى فِى إلتِقاء… والريحُ فِى كُلِ مرة تأخُذُنِى إليهِ وأنا أنظُر لِمُقلتيه فِى إلتِجاء

تعلمتُ مِنه أن أُحِب، يعنِى وِعُوداً
على مواثيقِ الوفاء… وأنْ أُحِبْ يعنِى يقِيناً بِغيرِ قيدٍ أو غلاء

أُخبرتُه أنِى أُريدُه كما هُو بِلا تبدُل أوِ إِنتِهاء… قد صار لِى مُنذُ إلتقت نظراتُنَا إِبتِداء

وحذرتُه، بِأنِى أكرُه أن أراه ضعيفاً مصحوباً بِالغباء… ونبهتهُ، بِأنِى لا أبغَى مِنه التودُد مُلِحاً فِى إنحِناء

تغارُ عِيُونِى عليه، أخافُ عليه مِنْ الغُرباء… أحفظُ كلِماتِه لِى، أُعيدُ سماعَ أُغنِية أهداها لِى ذاكَ المساء

أتذكرُ أول مُكالمة لدينا فِى ظماء… فأضحك بِشِدة لِأولِ حماقة غضبَ عنها فِى إيمَاء

أُحافِظُ على رائِحةِ قميصِهِ مِنْ العبثِ أوِ الكِواء… أُثمِنُ أشياء كثيرة حدثت بيننا، فأشعرُ بإِغماء

يتحكم بِغضبِه رُغمّ الطِفُولةِ البادِية لدىّ فِى ذكاء… يُروضُنِى بِكُلِ جُهدٍ فِى دلال، يُعاينْ حِرُوفِى فِى سخاء

يحنُو على، يأخُذُنِى لِألعب كما أُحِبُ فِى الخلاء… نعيشُ سوياً ما بينَ كرٍ وفرٍ، ثُمّ نعودُ مِنْ جديدٍ فِى إلتِقاء

أهوى الحياة جِوارِه، لا أُغادِر لِأى سببٍ فِى إِشتِكاء… تجِدنِى أُهدِد لا أنوِى عودة، ولكِنِى أعودُ بِأقصى سُرعة فِى إلتِواء

أشتعِلُ نيراناً بِقُربِه كما فِى بُعدِه إكتِواء… تتوه الحِرُوف، لا تُوجد كلِماتٌ تصِفه أو معانٍ أُخرى فِى رِياء

ينتمِى لكُلِ أحداثِ يومِى، ويُصفِقُ لِى عِندَ النجاحِ فِى ثناء… يتأملُ تفاصِيلَ وجهِى عِندَ نومِى فِى بهَاء

إختِفائِه لدِىّ يعنِى النِهاية والضياع بِغيرِ إنتِهاء… فلا أُبالى بِأسرِى لديه حبيسة فِى إِبتِلاء

كلِماتُه لدى عمِيقة تُطرِبُ القلبَ فِى إنتِماء… يعزِفُ على أوتارِ قلبِى، فأجرِى إِليهِ فِى إِرتِماء

أُنادِى عليهِ فِى كُلِ وقتٍ وحينٍ، فأرتوِى مِنْ الظماء… أتلفتُ كثيراً إلى الوراء، علّى أجِده فِى إِقتِفاء

أتظاهر كطِفلة بِأنِى أسقُط لِسندِى فِى دهاء… وأعيدُ الكرة فِى كُلِ مرة رُغمّ فِهمِه لِى فِى إِبتِداء

لا أحد يُشغِل مكانِه لدىّ فِى إِحتِزاء… يُعيدُ لدىّ ثباتِى بِغيرِ ضعفٍ، تزدادُ ثِقتِى فِى جلاء

يُضئُ أيامِى بهجةً بِقُربِه نحوِى فِى إِرتِخاء… يفهمُ غرضِى وكُلُ قصدِى دُونَ أى إشارة مِنى أو عِواء

ورُغمّ إدِعائِى القُوة أحياناً أمامه فِى إِستِهزاء… أُعودُ إِليهِ بِسُرعة كطِفلَة صغِيرة، وأتشبثُ فِى ذِراعِه وكُلِى رجاء

يربُت بِكتفِى فِى عِناية مُحذِراً مِنْ الإستِقواء… أتمنى الضياعَ بينَ راحتّى يدِيه، وأن نطيرُ هُنالِكَ سوِياً نحَو الفضَاء

تكتمِلُ الأُنوثة معَ الحياةِ إلى جوارهِ فِى رخاء… كمِثلِ شمسٍ مُشرِقة تُنيرُ يومِى بِقُربِه فِى ضِياء

أستمِدُ مِنه طاقةَ وقُوة فِى كُلِ أمرِى فِى إِكتِساء… ثقتِى تلُوذُ تفرُداً بِناظِريه على الدوامِ كالغِطاء

إنّ الحياةَ تعنِى إنتِصاراً بِقُربِه مِنى فِى إِستِرخاء… وهزيمتِى فِى إِبتِعادِه عنى ولو لِلحظة كالتُعساء

تطيبُ نفسِى بِشُكرِ الإِلهِ بِما أفاء… وفِى صلاتِى لا يكُفُ لِسانِى حمداً، ويلهثُ بِالدُعاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى