التوجه الصهيوني لتفتيت معالم الحضارة المصرية القديمة
بقلم د. أيمن وزيري أستاذ الآثار والحضارة المصرية بكلية الآثار ونائب رئيس إتحاد الأثريين المصريين
هناك العديد من الإفتراءات والمُغالطات االتي يوجهها مُبتدعوها إلى الحضارة المصرية وتراثها الفكري والمادي والملموس وغير الملموس وذلك بقصد وتعمد ولمصلحة معينة أو بغير قصد من جراء عدم المعرفه والانتحال والاجتراء بغير حق. ولقد رأينا أن نثأر لحضارتنا وندحض تلك الإفتراءات والشُبهات والمغالطات التي إجترء البعض من خلالها تشويه معالم الحضارة المصرية القديمة وسيكون ذلك من خلال سلسلة من المقالات التي يُمكن أن تكون تحت عنوان” الإفتراءات والأباطيل والتأويلات المشبوهة في حق الحضارة المصرية القديمة تراثاً وفكراً وموروثاً”.
وفي البداية لابد من أن نتناول معنى الإفتراء في اللغة، والذي يعني “الكذب والإختلاق والبدعة المُختلقة بقصد التضليل والتشويه” ، والفرية من الكذب وجمعها فرى وإفتراءات، والإفتراء هو الكذب في حق الغير بما لا يرضيه أو بما لا يرتضيه، كما إن الإفتراء هو الأمر الجلل من الكذب ويُكنى به من يعمل عملاً أو يقول قولاً مبالغاً فيه أي إنه يفتعل ويختلق ما لا يصح أن يكون أو ما لا يصح أن يجوز وكذلك ما لا يجوز أن يُقال أو ما لا يجوز فعله وقوله،
ولذلك فالإفتراء يأتي من جراء عرض قضية لا أصل لها أو لا صحة في عرضها من أجل الدعاية أياً ما كانت أغراضها ومعانيها، ويقترب من هذا المرادف اللُغوى ما يُصطلح عليه “البهتان” وهو بمعنى الإفتراء أيضاً في مجازية معناه، والبهتان هو بمثابة الكذب الذي يبهت سامعه وهو أفحش الكذب، وإن كان ذلك عن عمد وقصد فيكون إفكاً واثماً عظيماً، وورد في شأن البهتان بأنه الكذب والتضليل والضلال الذي يواجه به صاحبه وذلك على وجه المكابرة بداعي وكذلك بدون داعي، وقد يكون ذلك أيضاً من أجل التشويه والتضليل والإفك الذي لا يقوم على أساسٍ واضحٍ وحقيقيٍ فهو إجتراء على الواقع ومعالم الحقيقة بغير حق، ومن أمثلة تلك الإفتراءات والأباطيل التي وردت في شأن حضارتنا المصرية ظهرت مجموعة من البرامج والحوارات التليفزيونيه وكذلك الأعمال الكتابية والتي نرددها بدون فهم قصدها مردودها البعيد فهي سياسة مُتبعة منذ ردح من الزمن وهي سياسة فرق تسد أو بمعنى أخر نعمل على تشتيت المعالم والمعارف ومن ثَّم سيأتي فترة تكون فيها هذه المعلومات الموثقة والمتعارف عليها غير ذات قيمة وهو أيضاً مبدأ التشكيك في معالم ومعطيات الحضارة المصرية التي يروج لها أصحابها وللاسف نحن ننقلها بدون معرفة القصد منها ،
والقصد منها واضح للعيان وهو التشتيت والتشكيك والحرب الثقافية التي يقصدون منها هدم معالم حضارتنا والتشكيك في معطياتها وشواهدها ومن أمثلتها ما تواتر منذ فترة عن أن نبتا بلايا هو مكان إنطلاق الحضارة المصرية القديمة فهل هذا صحيح وواقعي ؟؟؟ وبعدها تواتر لدينا بعض القصص عن أهرامات السودان وأين مصر منها، فضلاً عن التشكيك في كيفية بناء الأهرامات ومن هم الذين شيدوها فهناك من نسبها لقوم عاد وثمود وإرم وهناك من نسب لبناءها السخرة وهناك من نسب لها أن بناءها كان بواسطة القادمون من الفضاء ؟؟! والكثير والكثر من ذلك بقصد طمس معالم حضارتنا والتشكيك فيها وتشويه شواهدها.
ومن أمثلة ذلك ما تواتر عن نبتا بلايا وهو مكان يقع حالياً ما بين الحدود المصرية والسودانية ويتم الوصول إليها من خلال طريق العوينات الذي يُعتبر نقطة التقاء بين حدود مصر والسودان وليبيا تقريبًا، ويعتقد أن اسـم “نبتـا” هو بمثابة اسم جبل يقع في هذه المنطقة، أما عن “بلايا” فيُعتقد أنه لفظ من أصل إسباني يعني شاطئ، وهو يُعبر عن حوض أو بحيرة تصل بقاعها الذي يسمى “السرير” إلى البر أو الشط، وهو أيضاً اسم يشرح حوض صرف مغلق يحتفظ بالماء الذي يملؤه عن طريق المطر، لكنه لا يسمح لهذه المياه بالتصريف والصب عن طريق قنوات أو أنهار أو محيطات. ويروج أعضاء البعثة الاستكشافية أن نبتا بلايا كانت مأهولة بالسكان منذ 12 ألف عام إلى 7300 عام مضت، ويعتقد بعضهم أن الحياة البشرية استمرت هنا حتى منذ 4.800 عام، وقد ترك هؤلاء الأوائل آثاراً لهم شُيدت ما بين 6,500 إلى 4,500 عام مضت. والتنقيب في هذا المكان القديم تم بواسطة فريد ويندورف ورومولد شليد . كما ذكر Tomas Brofy أنه من خلال دراسته لنبتا بأن هرم الفرعون خوفو الذي تم بناؤه بعد 2000 عام كان من احجار ميغاليث نبتا بلايا ويمثل نجوم حزام الجبار حيث أن أماكنها بالنسبة لبعضها البعض أشبه بأماكن الأهرامات وأبو الهول ومن هنا نستنتج بأنه على مدى 2000 عاماً لم يتغير اهتمام سكان وادي النيل القدامي لكوكبة الجبار وأن بناء الأهرامات مرتبط بشكل وطيد بمجمع الميجاليث في نبته ،، “مايؤكد لنا ان المصريون القدماء بأنفسهم تعلموا علوم الفلك من النوبيون القدماء سكان جنوب الصحراء الافريقية ، فهل هذا يعقل ؟؟؟ . وقد تفاخر البعض أن نبتا بلايا التى تقع بالصحراء النوبية هي مكان إنطلاق الحضارة المصرية القديمة ذات المجتمع المنظم وذات التفكير المبتكر والمثمر وذات التأثير عن حضارات العالم القديم، كما ورد أن بنتا بلايا كانت مكتظة بالسكان من قبل مجموعة من المصريين الأوائل منذ 12 الف عام ، أي قبل حضارة المصرى القديم (الفرعونية) ، كما قيل أن هناك اعتقاد بأن الحياة البشرية استمرت منذ 5 الاف عام مضت، بالاضافة إلى أن هؤلاء الأوائل تركوا آثاراً لهم شيدت ما بين 6.500 إلى 4.500 عام مضت، كما قيل أن هذة المجموعة من المصريين الأوائل تركوا أثراً ولكنه ليس هرماً أو معبداً بل كان بمثابة أثر يُمثٍّل دائرة التقويم السنوي والتي هي عبارة عن دائرة من الأحجار تحيط بعدد آخر من الأحجار داخلها، بحيث تبدو بارزة متجهة بقمتها المدببة أو المثلثة والتي تم وضعهما بشكل دقيق وبطريقة فلكية وجغرافية دقيقة تنم عن علم ودراسة دقيقة لاتجاهات الأرض الأربعة الأصلية كما تم وضعهما بحيث يكونا معاً على خط واحد مستقيم لا يتعرج ليشير إلى إتجاه الشمال والجنوب والتي إعتبرها البعض أنها بمثابة دليلاً على أن الإنسان في نبتا بلايا كان قد درس ظاهرة الإنقلاب الشمسي، وهي الظاهرة التي تتكون عندما تكون الشمس في أبعد أماكنها عن خط الاستواء السمائي، وهي شمالاً في الصيف وجنوباً في الشتاء كما إعتقد البعض أنها بمثابة أول نتيجة أو تقويم في تاريخ البشرية كما قيل أن هذا الأثر يُعتبر أول ساعة في تاريخ البشرية لمعرفة الزمن والوقت والفصول والمواسم، وهي أيضاً بوصلة دقيقة جداً لدراسة ومعرفة الإتجاهات، فهل هذا صحيح وواقعي ؟؟؟ إن كان هذا صحيحاً فدعونا نرى مصداقية ذلك من خلال الإستفسارات التي تنص على ” إن كانت تلك الأحجار دائرة للتقويم السنوي وإن كانت أول ساعه في تاريخ البشرية لمعرفة الزمن وتحديد الاتجاهات، فذلك يدل على وجود إستيطان بشري في ذلك المكان فأين أدلة ذلك الاستيطان وأين شواهده الأثرية الأخرى ؟؟؟” “وإن كان ذلك هو مكان إنطلاق الحضارة المصرية فلماذا لم يتم بناء شواهد أخرى مثل المعابد والمقابر وغيرها من الأدلة الأثرية ؟؟؟” ” وإن كان ذلك صحيحاً فهذا أدعى لأن يكون هناك لُغة أو وسيلة للتعامل فأين شواهدها ؟؟؟ ” ومن الثابت والمعروف تاريخياً بدون إجتراء وأباطيل أنه بعد أن استقرت الحضارات القديمة سعي الإنسان إلى التفكر في نشأة الكون وتفسير ما يحدث فيه من ظواهر فلكية وكونية. ولقد ظلت مصر لسنوات طويلة مركزاً ثقافياً يقصده الدارسون من كل صوب لينغمسوا في معرفة وحكمة المعبد المصري، وكان اليونانيون أو من قدر واستفاد من نبع المعرفة في مصر، ولم ينكروا فضل مصر في نشأة العلوم مثل الهندسة والفلك، لذلك ليس من المستغرب تعدد الروايات اليونانية القديمة المؤكدة لهذا المعني، بداية من هيرودوت وأفلاطون وأرسطو وديودور الصقلي وسترابو وهيرون السكندري وديوجنيس لارتيوس وبروكلوس. وقد لوحظ علاوة على ذلك وجود عدداً كبيراً من الشهادات التي يرد فيها ذكر اسم “المصريين القدماء”، وقد لوحظ ذلك في العديد من النصوص الفلكية اليونانية، التي تُنسٍّب إليهم نظريات في الفلك والتنجيم، وقد تجلى ذلك بصفةٍ خاصةٍ عند بطلميوس كلاوديوس في مؤلفه المُعنون ” الكتب الأربعة Tetrabiblos “، وأيضاً مؤلفه الآخر الذي بعنوان “هيئات النجوم الثوابت ” Phaseis. وتؤكد بردية لندن130 ذلك المفهوم وتجليه وترسخه ، وهي بردية فلكية ترجع إلى عام 130م ؛ ويبدء كاتب هذه البردية الحديث بقول:-” لقد درس المصريون القدماء الأجرام السماوية وعرفوا حركات الآلهة السبعة، وألفوا ورتبوا كل شيء في سجلاتٍ أبديةٍ، وقد تركوا لنا معرفتهم بهذه الأشياء والذي يؤكد أن مظاهر علم الفلك والتقويم قد نشأت في مصر هو تعدد الروايات اليونانية القديمة المؤكدة لهذا المعنى ولعل ذلك بداية من هيرودوت، وأفلاطون ، وأرسطو ، وديودور الصقلي ، وسترابو ، وهيرون السكندري ، وديوجنيس لارتيس ، وبروكلوس وكذلك روايات بطلميوس كلاوديوس في هذا الصدد؛ حيث إنه لم يجد افضل من التقويم المصري المدني لكي يعتمد عليه في مؤلفة “المجسطي” ، حتى أنه يستخدم نفس مُسميات الشهور المصرية، ولكن كتبها بالحروف اليونانية، وذلك يدل على ثقته في علوم المصريين المُختصة بالفلك والتنجيم والتقويم. ومن المعروف تاريخياً أن الحدود المصرية القديمة قد إمتدت حتى الجندل أو ما يُسمى بالشلال الثالث وهناك العديد من الحملات العسكرية التي قام بها ملوك مصر القديمة منذ بداية التاريخ لتأمين الحدود والحفاظ عليها من التعدي . وعلى ذلك فإن نبتا بلايا كانت تقع ضمن الحدود المصرية القديمة ولكنها كانت محطة من محطات الحضارة ولم تكن قطعاً بأي حال من الأحوال مكان لإنطلاق الحضارة المصرية القديمة وهناك العديد من الشواهد المؤكدة لذلك .
كنت اود ان تفند حكاية ان الحضارة المصرية جاءت من الاناضول . لكني اراك تشكك في هويتها الافريقية. مع ان مصر بموقعها افريقي. . و طبيعي ان الحضارة تأتي من الجنوب كما تأتي حياة مصر المتمثلة في مياه النيل من الجنوب. القدماء امنو ان اجدادهم قدمو من شرق افريقيا. لكن المحدثين لا يريدون ذلك لان الفينوتايب بتاعهم ما فيهوش ريحة افريقيا. و للتماهي في حضارة مصر الفرعونية يقومون باعادة صياغتها حتي تعكس الفينوتايب بتاعهم.
ما الغرابة ان تبدأ حضارة مصر في النوبة و في نبته بلايا التي تتجاهلونها بالكلية . حيث يغرم معظم دارسي الاثار بمحورية الاوروبييين و يشنفون اذاننا كل حين بان مصر ليست عربية او افريقية. مع ان كل الدلائل تشير علي اصول حضارة مصر الافريقية السوداء القادمة من النوبة. لا وجود لحضارة اقامها قوم اتو من منطقة اخري . يعني حكاية ان القدماء من الاناضول(االاناضول لم تذكر هنا عبثا بل لانه منشأ الكثير من المصرييين الذين تبدو علي ملامحهم ملامح اهل الاناضول) و انشأوا حضارة في افريقيا السوداء امر يدعو للسخرية من لم يقمها في الاناضول ليس بقادر علي اقامتها في افريقيا.
هذا مقالك عن النوبه ماذا تريد من النوبه ليس معني انك متخصص في الاثار المصريه تبقي من احفاد قدماء المصريين او من احفاد تلك الحضاره ..انت عربي من عيلة ال وزيري .. اظن قدماء المصريين لا علاقه لهم بالعرب ..بطلوا تدليس .دائما الاحظ ان المتطرفين في المصريه اصولهم غير مصريه