كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين

كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين
أنشئت كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب غير الناطقين باللغة العربية تلبية من جامعة الأزهر للطلب المتزايد من المسلمين حول العالم غير الناطقين باللغة العربية على دراسة العلوم الإسلامية بمختلف تخصصاتها، فقد تم توقيع بروتكول للتعاون العلمي والثقافي بين جامعة الازهر وحكومة دولة ماليزيا في عام 2008م بحيث تقوم جامعة الازهر بتنظيم برنامجًا دراسيًا خاصًا متكاملًا للعلوم الإسلامية والعربية تجمع فيه علوم الشريعة مثل (العقيدة -التفسير- علوم القرآن- الحديث- علوم الحديث- الفقه- أصول الفقه- النحو- الصرف- البلاغة- الأدب – المنطق) وبعض العلوم الإسلامية الأخرى، كالاقتصاد الإسلامي والحضارة الإسلامية وعلوم العصر كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية. التي تؤهل الدارس لربط العلم الشرعي بالواقع المعاصر.
وقد أنشئت الكلية بقرار مجلس الجامعة في شهر يونية لعام 2009م، وجاء قرار رئيس مجلس الوزراء في أكتوبر لنفس العام بالتصديق على إنشائها لتبدأ مسيرتها في خدمة الطلاب الوافدين.
ومنذ إنشاء الكلية وهي تتطلع إلى التميز والصدارة عالميًا من خلال ريادتها في تعليم العلوم الإسلامية للطلاب غير الناطقين باللغة العربية بما يحقق عالمية رسالة الأزهر ووسطيته.
وبعد مرور أحد عشر عامًا على إنشاء الكلية وفي ضوء ما تشهده الكلية من تطوير تحت رعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الازهر، وتحت إشراف الأستاذ الدكتور/ محمد المحرصاوي رئيس الجامعة، وعمادة الأستاذة الدكتورة/ نهلة صبري الصعيدي عميد الكلية ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، حيث تسعى الكلية إلى تحقيق رسالتها في تبصير الدارسين المسلمين مع غير الناطقين باللغة العربية بصحيح العلوم الإسلامية وعلوم التراث ليكونوا هداة لأممهم وأئمة في أوطانهم.
وهي بهذا تزود العالم الإسلامي بالعلماء العاملين والدعاة المخلصين الذين يجمعون بين الإيمان بالله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والثقة بالنفس كما تقوم بحماية العقيدة الإسلامية ومصادرها والدفاع عنها ضد التيارات الفكرية المنحرفة، والمذاهب الزائفة، بشتى وسائل النشر والإعلام.
وفي ظل المستجدات العصرية ومواكبة التقدم، وتسهيلًا على طلاب العلم المسلمين حول العالم الراغبين في تلقي العلوم الشرعية والعربية بالأزهر الشريف، تطرح الكلية برنامجاً تعليمياً لمنح (شهادة الليسانس العالية، الشعبة العامة في العلوم الإسلامية والعربية) عن طريق (التعليم عن بعد) باللغة العربية، وذلك بالتعاون مع (الرابطة العالمية لخريجي الازهر) حيث يتم تقديم المادة العلمية إلى الدارسين عن طريق شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وكذلك يُتاح للطلاب التواصلُ مع الأساتذة من خلال الفصول الافتراضية والمناقشات الإلكترونية.
وتحقيقًا لمبدأ المسئولية المجتمعية تجاه المجتمع المحلي والعالمي وانطلاقًا من دور الأزهر الشريف في حفظ علوم اللغة العربية وتأهيل معلمين دوليين للغة العربية للناطقين بغيرها قامت الكلية بالمشاركة مع مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بوضع برنامج دولي لإعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، والذي يستهدف خرِّيجي كليات جامعة الأزهر والجامعات الأخرى: المحلية والعالمية؛ ويهدف إلى إكسابُ الدَّارسين الكفاياتِ «الأكاديميةَ والتربويةَ والمِهْنيةَ والتقنيةَ» اللازمةَ لتعليم للناطقين بغير اللغة العربية ، في ضوء المعايير المحلية والدولية لمُعلِّمي اللغة الثانية بسوق العمل، بهدف إمداد مؤسسات تعليم اللغة العربية في مصر والعالم بالمتخصصين المؤهلين الدَّارسين معرفيًّا ومهاريًّا ووجدانيًّا من خلال مُقرَّراتٍ دراسية نظرية وتطبيق تربية عملية مباشرة بمعاهد بمنظومة الوافدين بالأزهر الشريف.
ويمنح الدارس بعد اجتيازه الفصلين الدراسيين بنجاح شهادة معتمدة من الكلية باجتياز البرنامج الدولي لإعداد معلمي الناطقين بغير العربية، ويعتمد نظام الدراسة على التعليم المدمج الذي يجمع بين الدراسة مباشرة وعن بعد.
ولمواكبة التطور في استراتيجيات التعليم وحرص عميدة الكلية علي بزل كل الجهد من أجل تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب تم عقد ورش عمل للطلاب الوافدين بمقر الكلية؛ لتطبيق نظام التعليم باستراتيجية ” flip learning” وذلك لتطوير المهارات العلمية والمهنية للطلاب الوافدين، وتأهيلهم لسوق العمل والحياة الاجتماعية، وهذا النظام يجعل الطالب متصلا بالمادة المقررة، ويجعله قادرًا على استخدام النتائج التعليمية والتربوية التي وردت في خطة المنهج الدراسي، ويأتي هذا العمل والجهد العلمي المتميز والبارز من الطلاب نتيجة توفير بيئة تعليمية مناسبة، وتقديم كافة سبل الدعم التكنولوجي والتقني اللازم للطلاب؛ لذا حرصت عميدة الكلية على تفعيل الساعات المكتبية “أون لاين”؛ لسهولة دخول الطلاب، واطلاعهم على الكتب العلمية” إلكترونيًا” في أي وقت.
وحرصًا على التقاء الطلاب وتواصلهم الفعال مع اساتذتهم وايجاد صلات وثيقة معهم وحوار مفتوح يؤدى لصناعة المعرفة ونشرها يتم عقد الملتقيات الفكرية والعلمية التي تجمع الطلاب مع اساتذتهم وكبار علماء الأزهر حيث تم عقد ملتقى علماء البلاغة والنقد بعنوان تثوير التراث البلاغي طريق لصناعة المعرفة.

وفي إطار الجهود التي تبذلها عميدة كلية العلوم الإسلامية، لتطوير منظومة الوافدين، تم وضع ضوابط وشروط ومعايير خاصة بالتسجيل لدرجة الماجستير لأقسام “أصول الدين، الشريعة الإسلامية، اللغة العربية” بكلية العلوم الإسلامية للوافدين، وخاصة أن البحث العلمي في الأمور الشرعية هو هدف الجميع لإظهار سماحة ووسطية الدين الإسلامي المعتدل، ولا يتحقق هذا إلا بالدعم الكامل والمتواصل للبحث العلمي وتطوير برامج الدراسات العليا؛ لمساعدة الوافدين على التعمق أكثر في الدين من خلال هذه الأبحاث؛ لتخريج وافدين متأهلين ومتخصصين في العلوم الشرعية، وحل جميع القضايا الفقهية، وأصبح الاحتياج إليهم في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى، خاصة في مجال الفتوى والافتاء. حيث يوجد بالكلية لجنة لمناقشة الرسائل العلمية لقسم الشريعة الإسلامية برئاسة أ.د/ عباس شومان المشرف العام على الفتاوى، ووكيل الأزهر الأسبق، ولجنة لمناقشة الرسائل العلمية لقسم أصول الدين برئاسة أ.د/ نظير محمد عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، ولجنة لمناقشة الرسائل العلمية لقسم اللغة العربية برئاسة أ.د/ إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق.
بالإضافة إلى ماسبق وحرصًا على دعم البحث العلمي والاطلاع على الكتب العلمية في شتى المجالات، حرصت الكلية على إعداد مكتبة قيمة وخصصت الجامعة مبالغ مالية لتدعيمها سنويًا بكل ما يستجد من كتب وأبحاث علمية، كما تخدم المكتبة أعضاء هيئة التدريس وطلاب مرحلة الإجازة العالية، وطلاب الدراسات العليا، وغيرهم من الباحثين من الجامعات الأخرى.
ولتنمية الروح والقيم الأخلاقية والوعي الوطني بين الطلاب الوافدين وتعويدهم على القيادة والتعبير عن آرائهم؛ لذا تم إنشاء مجلة علمية محكمة سنوية للطلاب الوافدين، وتشمل قائمة تحكيمها محكمين محليين ودوليين، وتهدف المجلة إلى تقديم بحوث مميزة تخدم الوافدين من مختلف الجنسيات، وخدمة المجتمع ككل، بجانب تعزيز الإبداع الفكري المستمر لدى الباحثين والقراء والمحكمين.
أما بالنسبة للأنشطة الثقافية للطلاب الوافدين الدارسين بالكلية: يقوم مكتب رعاية الشباب بالكلية بعمل خطة سنوية للأنشطة الطلابية يقوم فيها بإعداد وتنفيذ برامج تدريبية وملتقيات فكرية عن التنوع والاندماج المجتمعي والتبادل المعرفي والثقافي وتقبل الآخر لضمان انصهار الطلاب مع بعضهم البعض ومع مجتمعهم الجديد في مصر والأزهر الشريف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى