عبد الرحيم الفتيح يكتب.. سأتحدث بأريحية عن المخا وعن عملي فيها كمديراً لها
عملنا في المخا في بيئة شائكة، بيئة أتت مليشيا الانقلاب الحوثي على بناها المؤسسي ككل مناطق البلد، عملنا في البداية على تفعيل ومأسسة المكاتب التنفيذية كما فعلنا دور أعضاء المجلس المحلي، الدور المجمد في أغلب المديريات وكان لهم فضل مساندتنا في مهامنا.
كانت انطلاقتنا من قطاع التعليم، القطاع الذي بإصلاحه تصلح باقي القطاعات، بضمير منهجي معرفي آمنا بجدوى الحراك التعليمي في مديرية كالمخا بقت مغيبة ومعزولة عن الدعم وعن الصراعات التي تعصف بالبلد منذ أزمة 2011م، والذي يعني خلوها من العقد والأحقاد والعصبويات الحزبية الضيقة، وهو ما يؤسس لنشيء جديد لم يدمغ بعد بالأحقاد السياسية.
كنا وما زلنا نؤمن أن التعليم هو الوسيلة الوحيدة الناجعة في القضاء التام على الفكر الملغم والمتخلف لمليشيا الكهنوت الحوثية.
تحولت المدارس إلى ورش عمل علمية، كرّمنا غالبية المدارس بتراتبية تفوقية وحصدنا النتائج التي رجوناها وهي إذكاء نير التنافس فيما بينها كمدارس وبين الطلبة وبعضهم.
عملنا على ترتيب العمل المنظماتي في المديرية ومراقبته، كما أعدنا ترتيب أنشطتها بناءً على أولويات احتياج المديرية وهي أولويات رسمانها بصورة وجهد شاق.. فمن الصعب تحديد أولويات مديرية كانت رازحة تحت خط الفقر دون أي بنى تحتية وباحتياجات متداخلة ويشتتها أكثر التباين الطبقي الاقتصادي بين أبناء المديرية.
كان هدفنا الأساسي هو الإنسان، كان المورد الوحيد الذي نريد تنميته خصوصا في بيئة قابلة للخصب كالمخا، أوجدنا مساحة كبيرة للحراك المجتمعي الشبابي بمبادرات طوعية قام بها شباب وشابات المديرية في صورة لا مثيل لها.
انصرفنا للعمل في مختلف القطاعات والأصعدة بدعم وإسناد من المنظمات العاملة في المديرية وبدعم أكبر من القيادة الإماراتية في التحالف العربي وهيئاتها الإنسانية العاملة.
محافظ المحافظة أ. نبيل شمسان كان سندنا الكبير في الأشراف على الجهود وموازرتها بالتشجيع والترحيب والمشورة فيما كان العميد طارق محمد عبدالله صالح، المشجع والداعم الأول، ولا غرابة في ذلك من رجل ينشد قيام دولة جمهورية مدنية بإرثها النضالي الذي خلفه الزعيم علي عبدالله صالح شهيد الجمهورية رحمة الله عليه.
تغلّبنا على الكثير من التحديات، إلا أن التحدي الأكبر والذي تغلبنا عليه سريعا أيضا هو في إفساح المجال لقيادة أخرى، تجتاز المحبطات وتتغلب عليها وتنهي الدرب إلى آخره، حاملة في يدها النواة الجمهورية التي تشكلها المخا حاليا بأحلام جمعية، كانت هذه القيادة هي الزميل الصديق باسم الزريقي الذي أهنيه مجددا هنا وأدعو الجميع إلى التعاون معه فيما يصب في صالح المديرية فهو من القيادات الشابة العملية النادرة، سياسي محنك يتقد بالحماس والمثابرة والعزيمة.
إن المخا ذلك الجزء الحيوي من تعز الذي ينبغي أن يحظى بالدعم، تعز الحقيقية التي تحتضن الشمال والجنوب مشكلة معالم اليمن الجمهوري الاتحادي الذي نكافح من أجل استعادته، إنها، فضلا عن كونها رئتنا البحرية جميعا هي الأجدر الآن بتظافر الجهود وبأن تصبح بتوافق الجميع الإنطلاقة الأولى نحو معركة الخلاص من الكهنوت الحوثي.