رئيس جامعة الأزهر يحاضر حول تحقيق النصوص بكلية اللغة العربية بأسيوط
كتب طارق الخطيب
فى إطار حرصه الدائم والمستمر على الارتقاء والنهوض بالبحث العلمي في مختلف التخصصات العلمية، ألقى فضيلة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم، محاضرة علمية بمدرج الإمام السيوطي بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط تحت عنوان “فن التحقيق ومنهج استخدام المراجع في البحث العلمي”.
وأوضح رئيس الجامعة ان هذه المحاضرة تأتي إيمانا وتأكيدا أن جامعة الأزهر وإن تباعدت المسافات بين كلياتها تبقى وحدة واحدة ومنهجية واحدة، ليس هناك فرق بين فرع الجامعة بالقاهرة وفروعها بالأقاليم.
وأوضح فضيلة رئيس الجامعة -خلال محاضرته- أن تحقيق النصوص فن عربي قديم أصيل، مؤكدا أن الجامعة وفي إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، شيخ الأزهر، تعمل جاهدة على ترسيخ منهج الجمع بين الأصالة والمعاصرة، في البحوث والدراسات خاصة اللغوية والشرعية، وذلك تلبية لحاجات المجتمع المعاصر، وذلك في إطار ترسيخ ثقافة الوسطية والاعتدال، ونشرها في مختلف دول العالم من خلال الطلاب الوافدين الذين يدرسون بها.
وأكد فضيلة رئيس الجامعة، أن تحقيق النصوص تبوء مكانة كبيرة جدا في الإسلام، لارتباطه بتحقيق أهم مصدرين للشريعة وهما القرآن والسنة النبوية المطهرة، مشيرا إلى أن التحقيق باعتباره علمًا مستقلاً له مناهجه وأصوله، ومدارس تحقيق التراث لها تاريخ أصيل وعريق في الأزهر الشريف، حيث يقوم بمهمات جليلة منذ نشأته وحتى الآن، من بينها شرح أمهات كتب التراث وربطها بواقع الناس وما تموج به حياتهم من أقضية ووقائع.
ووجه رئيس جامعة الأزهر الباحثين إلى ضرورة إعمال العقل وتجنب تكرار دراسة نفس المسائل والبحث عن موضوعات جديدة يستفيد منها المجتمع، موضحًا أن الباحث يقوم بمهمة شاقة فهو يجتهد ويفرغ وسعه في الوصول إلى الحقيقة، معتمدا على منهج علمي رصين، ولا يكتفي بقبول المعلومات الجاهزة باعتبارها مُسلمات، محذرا الباحثين من الحصول علي معلوماتهم من شبكة الإنترنت، خاصة غير الموثقة والتي ليس لها سند معتمد، مشددا على مراعاة الأمانة العلمية في كل مراحل البحث، لأن الباحث ما سُمى باحثًا إلا لأنه يبحث عن الحقيقة.
وأعرب فضيلته -في نهاية المحاضرة- على أن سعادته تكتمل بالمشاركة في هذه الفعاليات العلمية المهمة واللقاءات المباشرة والندوات مع الطلاب والباحثين، والإسهام فيها، حيث تكمن أهمتها في توضيح المنهج الأزهري وتصحيح المفاهيم الأفكار المغلوطة والتي تُثار بين الحين والآخر بقصد تشكيك شبابنا في تاريخ أمتهم الحضاري والعلمي والثقافي.
يذكر أن المحاضرة حضرها عمداء الكليات وجمع غفير من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة لكليات اللغة العربية والشريعة والقانون وأصول الدين بأسيوط.